|
يجب عند تغيير اسماء الشوارع والساحات والاحياء ببغداد استبدالها باسماء الزعماء الوطنيين والشعراء والفنانين والمبدعين العراقيين
وداد فاخر لجنة تسمية الشوارع والساحات في محافظة بغداد قررت كما تقول جريدة الصباح اليومية (تغيير عدد من الأسماء وطرحها على مجلس محافظة بغداد بغية الموافقة عليها وقال مصدر مسؤول في المجلس بتصريح خص به "الصباح" ان لجنة تسميات الشوارع والساحات في المجلس اتفقت على تغيير عدد من أسماء الشوارع والساحات وطرحها خلال الاجتماع للتصويت عليها وهي "ساحة السلامة ـ ساحة الملكة عالية، ساحة اللقاء ـ ساحة الزهور، شارع السبعاوي ـ شارع الفيحاء، شارع 14 رمضان ـ شارع عبد الكريم قاسم، ساحة المقاتل العراقي ـ ساحة الصحة، شارع 28 نيسان ـ شارع الصالحية، شارع الشواف ـ شارع الربيعين، ساحة جمال عبد الناصر ـ ساحة الملك فيصل الاول، شارع جمال عبد الناصرـ شارع محمد مهدي الجواهري، ساحة ناظم الطبقجلي ـ ساحة كركوك، جسر 14 رمضان ـ جسر العطيفية، جسر 17 تموز ـ جسر باب المعظم، جسر القائد ذو الطابقين ـ جسر الحسنين، جسر صدام الكبير ـ جسر بـغداد). ونحن نعرف إن بعض الاسماء المذكورة غريبة على سمع المواطن العراقي أو انها دخيلة عليه، مثل اسم 14 رمضان الذي يذكر العراقيين بيوم اسود هو يوم 8 شباط الذي وصل فيه حزب العفالقة للسلطة في العام 1963، او اسم يثير الحساسية والشجن عند العراقي مثل الاسم الدخيل ( ساحة جمال عبد الناصر) الذي تآمر على ثورة الشعب العراقي ودق اسفين بين ابناءه بغية التزعم على العراقيين والاستحواذ على ثرواتهم النفطية والوطنية . وكذلك بقية الاسماء الاخرى التي تشير لزمن الدكتاتورية وشخوصها الفاشية وتذكاراتها المقيتة كـ (28 نيسان والقائد و17 تموز وصدام الخ ..) . لكن ان تحشر اسماء لها ذكرى عزيزة للتغيير مع تلك الاسماء المقيتة فتلك مسالة تستحق النظر لاننا لا نعتقد إن لا داع لتغيير اسم ساحة باسم (الملكة عالية)، أو (ساحة الزهور) كون الشعب العراقي لا يحمل ضغنا للملكة عالية التي خرجت جموع الشعب العراقي لتوديعها يوم وفاتها دون أي تحريض من السلطة الملكية التي كانت قائمة انذاك وهي سلطة الحكم الملكي، فهي لم تكن سوى الملكة الام . كذلك يدخل اسمها ضمن تاريخ العراق الحديث، ولم تسهم بأي نشاط سياسي معاد للعراقيين، اما الملك فيصل الأول فهو ايضا باني الحكم الوطني العراقي في العصر الحديث ولا مجال لنكران دوره وموقعه والشعب العراقي كان يحمل احنا ضد نوري السعيد وعبد الآله الوصي على العرش وبقية الزمرة الحاكمة في العهد الملكي، ولم يكن يحمل أي عداء للعائلة الهاشمية . ويدخل وفق التعريف السابق كل من (ساحة السلامة) التي تشير لزمن الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم بعد نجاته من حادث الاعتداء الاثيم الذي وقع عليه يوم 7 تشرين الاول / اكتوبر 1959 من قبل حفنة من السفلة وقطاع الطرق العفالقة الذين تصدوا له بكل خسة ونذالة في (راس القرية - عگد النصارى) بقيادة عصابة كان على رأسها المجرم سمير عزيز النجم والمقبور تحسين معله والمجرم اياد سعيد ثابت والمقبور صدام حسين . والاكثر غرابة ان يحشر اسم كل من الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وشاعر العرب الاكبر الجواهري سوية مع اسم خونة وسفلة ومتآمرين على الشعب العراقي وهو مما يثير العجب حقا ويدعو للتساؤل الذي تؤكده الوقائع التاريخية السابقة والتي تشير بعداء كل القوى المشاركة في السلطة الحالية لثورة تموز وقادتها ورموز العراق الوطنية، كوننا نعلم ان البعض منهم كان المحرض الاول على قتل العراقيين وفق الفتوى الدينية التي صدرت عن احد المراجع والتي مهدت لردة 8 شباط وهيئت لها، واطراف اخرى ساندت الانقلاب المشؤوم وارسلت اول برقية لـ (الثورة) المزعومة، وشاركت من بعد ذلك في (محادثات الوحدة الثلاثية ) التي انتجت علم البعث المقبور ذو الثلاث نجوم ثم كانوا وبعد سقوط النظام البعثي من اول المعترضين عليه . اما البقية الباقية فقد كانت ضمن الخط المعادي بصورة واضحة للثورة وشاركت بقواها الفاشية المسلحة باسقاطها يوم 8 شباط الاسود، والتي تشارك في السلطة حاليا وترفع عقيرتها دائما بعد ان كانت ضمن خط ما يسمى بـ (المقاومة الشريفة) بالعداء للشعب العراقي برمتة . لذا فلا غرابة ان يتم حشر اسم الشهيد الزعيم وشاعر العرب الاكبر الجواهري الكبير ضمن الاسماء المطلوب تغييرها . ثم تصل اللجنة لحد الكفر بالشعب العراقي عندما حشرت مرة اخرى اسمي ( 14 تموز ) و( الثورة ) ضمن اسماء احياء وشوارع وتقاطعات في اقضية بغداد الستة معبرة بذلك بقولها ( تحمل طابعا غير مقبول حاليا)، فكيف تم وضع اسماء مثل ( عدنان خير الله وشاذل طاقة والصمود و30 تموز وسيف سعد وساطع الحصري) وغيرها من الاسماء التي لا علاقة للشعب العراقي بها لا تاريخيا ولا سياسيا سويه مع اسمي ( 14 تموز ) و ( الثورة ) ؟؟!! . ولماذا لا زال اسم 14 تموز يقض مضاجع البعض لحد الآن رغم مرور خمسين عاما على الحدث العظيم ؟؟! . نامل أن تكون اسماء الاحياء والمدن الصغيرة والشوراع والساحات والتقاطعات حاملة لأسماء رجال العراق وزعمائهم الوطنيين والمبدعين والشعراء العراقيين، فلا زالت اسماء ناصعة كالدرر تختفي من على الساحة العراقية كاسم الحاج جعفر ابو التمن ويوسف السويدي والسيد محمد الصدر، وكامل الجادرجي وجميل صدقي الزهاوي واحمد الصافي النجفي ومصطفى جواد والدكتور عبد الجبار عبد الله وعلي جواد الطاهر وجواد سليم والشهيد يوسف سلمان يوسف (فهد) والدكتور سعد الوتري، ووالده الدكتور هاشم الوتري والدكتورة نزيهة الدليمي . والفنانون جعفر السعدي وسليم البصري ويوسف العاني، ومحمد القبانجي وعباس جميل ورضا علي وناظم الغزالي، وعبد الكريم قاسم ووصفي طاهر وفاضل عباس المهداوي . والمؤرخ مير بصري والمؤرخ احمد سوسه، والاب انستاس ماري الكرملي والشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ علي الشرقي، والشيخ جلال الحنفي والملا عثمان الموصلي، والشهيد عبد الزهرة عثمان (عز الدين سليم) والشهيد محمد باقر الحكيم وشهيد جسر الائمة ( عثمان )، وسلسلة طويلة لا مجال لذكرها الان من السياسيين والمبدعين والادباء والفنانين العراقيين الاحياء منهم والاموات بدلا من ادراج اسماء لا علاقة للعراقيين بهم وبتاريخهم . ننتظر ان يظل اسم مدينة (الثورة) كما هو مدينة الفقراء التي حملت اسم الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، فهي مدينة (اولاد الملحة ) من الشروگ الطيبين، وستظل كذلك مهما حاول البعض القفز على الحقيقة والتاريخ وتغيير الحقائق كما حصل في محاولة البعض تغيير اسم مدينة الفقراء لاسم حزبي شخصي بحت، واذا كان على تسمية احد الشهداء فكلنا كعراقيين قدمنا زمن الدكتاتورية شهداء لان لا عائلة عراقية خلت من شهيد او اكثر فلا فضل لاحد على احد بالشهادة كما فعل البعض وحكموا انفسهم حكام وقضاة على العراقيين واطلقوا حسب مشيئتهم تسمية محصورة بشخصية معينة كما هو حال الدكتاتور فاطلقت على مدن وشوارع ومستشفيات وساحات وكان الامر لم يتبدل منذ زمن الدكتاتورية بل حل اسم مكان اسم آخر فقط . أخيرا للشعب كلمته ولن تكون لفئة او مجموعات معينة لا تمثل عشرة بالمائة من الشعب العراقي اوصلها الظرف الراهن للسلطة وفق المحاصصة القومية والطائفية كلمتها المطلقة ضد مجموع الشعب الاعزل من السلطة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |