|
ايهاب سليم/ السويد palestine_iraq_2006@hotmail.com على ما يبدو ان قدر اللاجئيين الفلسطينيين بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ان يكونوا مهمشين اعلاميا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا لا ساند ولا واعز لهم سوى اللهم الاسناد والدعم الانساني اللامحدود للعشائر العربية الاصيلة في محافظة الانبار العراقية والتي قدمت المساعدات الانسانية لاكثر من 2000 لاجيء فلسطيني طردو من العاصمة العراقية المحتلة بغداد باتجاه مخيم الوليد في صحراء الانبار رغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية لاهلنا العراقيين العرب في الغربية وكذلك بعض الدعم البطولي السياسي والاعلامي لاخوتنا الفلسطينيين والعراقيين كمحاولة للمساهمة في كشف هذه القضية الحساسة باعتبار ان اللاجئيين الفلسطينيين يشهدون وقائع النكبة الثانية في العراق. فبعد توقيع الاتفاق الفلسطيني السوداني ما بين السفير الفلسطيني في السودان السيد سيد مصري ووزير الدولة في وزارة الداخلية السودانية المهندس عباس جمعة وممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئيين(انكور) بتاريخ 10/5/2008 في العاصمة السودانية الخرطوم والذي ينص على استضافة السودان للاجئيين الفلسطينيين العالقين في مخيم الوليد الصحراوي ونقل من يرغب منهم والبالغ عددهم قرابة 70% الى المساكن الجاهزة في مزرعة القدس في الخرطوم مع عدم توفير لهم حقوق المواطنة وان العملية ستتم في شهر نوفمبر تشرين الثاني من العام الحالي,بداءت وسائل الاعلام الامريكية و(الاسرائيلية) ومنها كبرى الصحف الامريكية كواشنطن بوست و(صحيفة هارتس) الصهيونية بتوجيه انتقادات لاذعة للادارة الامريكية بسبب تجاهل الاخيره اللاجئيين الفلسطينيين في مخيم الوليد الصحراوي وهي البلد الديمقراطي بينما السودان المتهم بجرائم ضد الانسانية بخصوص اللاجئيين يعرب عن استضافته لهؤلاء اللاجئيين(على حد وصف الصحف). فبدأت هذه الحرب الاعلامية والسياسية داخل الولايات المتحدة الامريكية من خلال المطالبة العلنية لمنظمة لاجئون الدولية في واسنطن بضرورة تدخل الحكومة الامريكية لاستضافة الفلسطينيين في الاراضي الامريكية بدلا من السودان,وبعدها جاء تصريح ممثل المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في واشنطن ميشيل غابودان (إنه ما من قرار نهائي تمّ اتخاذه بشأن نقل اللاجئين إلى السودان ولكن ما من دولة أخرى أيضا عبّرت عن استعدادها للمساعدة),وجاء تصريح اخير من قبل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية كورتيس كوبر قائلا:( من الواضح أنّ إعادة توطين الفلسطينيين في السودان ليس بالأمر المثالي ولا المفضل لديهم، ولكننا نقبل تقييم المفوضية السامية للأمم المتحدة بكونه من الأفضل للفلسطينيين المستمرين في المعاناة في المنطقة الحدودية في ظروف صعبة جدا). اما من جانب الاعلام الصهيوني,فان (صحيفة هارتس الاسرائيلية) وضعت عنوان لافت في صدر صحيفتها(السودان ليس الحل) وكانت نظرة الصحيفة ان الحكومة السودانية ستحقق نجاحات في صعيد اللاجئيين الفلسطينيين وانها ستظهر بمثابة المنقذ الانساني وهو ما سيفند دعوى المحكمة الجنائية الدولية الاخيره باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير وسيؤدي الى تراجعها مع اظافة تعليق لاحد الصهاينة ويدعي دانيال والمقيم في باريس قائلا:(السودانيين يفرون من السودان باتجاه اسرائيل فهل يعقل ان الفلسطينيين يتوجهون الى السودان؟,وهل سيستفيد البشير منهم في قمع اللاجئيين ام تصديرهم كانتحاريين الى اسرائيل؟). اما بالنسبة للحكومة السودانية فهي تنظر الى معاناة اللاجئيين الفلسطينيين في العراق من منطلقين اولهما النظرة العربية الاصيلة في تخفيف المعاناة الانسانية عن هؤلاء اللاجئيين الفلسطينيين العرب بعد ان استهدفوا من الميليشيات الحكومية وغير الحكومية العراقية القادمة من ايران بعد الاحتلال الامريكي وهو ليس غريبا على الحكومة السودانية استضافتها ورعايتها للفلسطينيين في وقت تخلى عنهم 21 بلد عربي مع رفض الكيان الصهيوني اعادتهم الى الاراضي التي طردو منها عام 1948 وفقا للقرار 194 الصادر من الامم المتحدة بنفس العام. اما المنطلق الثاني للحكومة السودانية فهو ضرورة تفنيد دعوى المحكمة الجنائية الدولية وكذلك الاستفادة منهم في مواجهة خصوم النظام السوداني ولاسيما اتباع جون قرنق باعتبار ان اتباع المقبور الاخير يتلقون الدعم من الكيان الصهيوني وان الفلسطينيين لديهم الخبرات الكافية لمواجهة مثل هؤلاء الجماعات المدعومين من العدو الصهيوني. لو قمنا بدراسة لتاريخ الولايات المتحدة الامريكية فاننا سنجد ان الادارات الامريكية المتعاقبة لم تتحرك يوما في مساعدة اللاجئيين الفلسطينيين سواء في لبنان او العراق بل وهي لاترحب بوجودهم في امريكا لذلك لا عجب ان تم كسر الحصار الاعلامي والسياسي عن اللاجئيين الفلسطينيين في مخيم الوليد الصحراوي خلال الايام القادمة استعدادا لتوفير المحيط الاعلامي المناسب لتحرك البلدان الاوربية وكندا واستراليا لاحتواءهم سريعا,ولاعجب ان تمسكت الحكومة السودانية الشقيقة بالدفاع عن قراراها باحتضانهم,فأمريكا ستحرك كافة جهودها لاحتواء القرار السوداني ولاسيما ان الخلاف الامريكي السوداني ليس وليد اليوم بل قد ولد مع وجود المناظل الاممي كارلوس واسامة بن لادن وابو نضال في الاراضي السودانية قبل عدة سنين,رغم ان الحكومة السودانية الشقيقة قد قدمت كارلوس هدية للمخابرات الفرنسية حينها وطردت كلا من بن لادن وابو نضال من اراضيها فيما بعد,الا ان الحرب الامريكية والسودانية شاءت الاقدار لها ان تندلع في صحراء الانبار حاليا رغم ان الحل الوحيد هو ايقاف البحث عن الوطن الثالث وما يعقبه من نكبة ثالثة تستهدفهم فلا بد من فتح الحدود السورية و الاردنية ليتوجه اللاجئيين الى الحدود الفلسطينية المحتلة عام 48 ولتتحقق الارادة الانسانية والاممية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |