|
عندما يقال حوار بين اديان، فسوف يتبادر الى اذهاننا المفهوم الحديث للديمقراطية الغربية باعتبار ان هناك أطار لهذه الديمقراطية من جانبها الفكري ( وليس السياسي الاقتصادي ) يسمح بأعطاء جزء بسيط من حقوق الانسان هنا او هناك، بما فيها حق الانسان في التعبير وحرية الفكر وتبني الاراء المختلفة ... الى الوصول الى حق الانسان على الانسان الاخر، وكيفية ايجاد ألية الحوار المتبادل من منطلق كونها الالية الاوفر حظا لتقريب وجهات النظر الانسانية المختلفة والمتباينة في نفس الوقت !. وعندما يقال حوار وتعارف بين اديان وأمم وشعوب، فسوف يتبادر الى اذهاننا المفاهيم التي اسس لها الاسلام العظيم قبل قرون ومازال ينادي في الجدل والالتقاء والتناظر بين البشر، باعتبار ان للاسلام الكريم رؤية عالمية منفتحة تسمح لالتقاء الانسانية على مائدة حوار واحدة ليتعارفوا ومن ثم ليتعاونوا وبعد ذالك اما ليتعايشوا او ليتنافروا وهكذا !. أما عندما يقال حوار اديان برعاية سعودية، فهنا المعادلة تقف، وربما المعادلة تصاب بصدمة كهربية تخرج زبد الحياة من انف الحوار الشهيد، وهذا لالشيئ كبير او صغير لهذه المعادلة الا كون معادلة اي حوار انساني هي بحاجة الى طرفين بشريين وذهنين مؤمنين بالانسان والحق والاخر، وبروحين تشبعا حتى الاذقان فهما للاخر الانساني، فياترى هل السعودية راعية اعنف واخطر واجهل واظلم فكر في البشرية قاطبة، وهو الفكر الوهابي، هي نفسها القادرة على فتح حوار مع الاخر الديني ؟. وهل المطلوب من مثل هذه المهرجانات الغير منطقية هي زيادة شقة الكراهية والاختلاف بين البشرية دينيا ؟. أم ان هناك تعمد واضح من اجل عدم التقاء انساني محترم يسعى بصدق نحو الحوار والتعارف والاحترام ؟. ما معنى ان تتقدم السعودية وهي المملكة المعروفة بدعم افكار الانغلاق والسلفية والتطرف الوهابية والغاء الاخر الانساني، الى مؤتمر وحوار من اهم اساسياته التي تضخ له الحياة ان تتبناه الدول او المؤسسات او الافكار الدينية او الانسانية ..........الخ المعروفة باحترام حقوق البشر والايمان بعملية التعارف والحوار بينهم ؟. أليس هي نكتة عندما تتقدم السعودية صاحبة دين الدولة الوهابية السلفية الرسمي، والتي لاتؤمن بأي منطق اخلاقي او انساني يحترم ادمية الانسان،الى تبني مؤتمرا اسمه مؤتمر حوار الاديان ؟. وأي اديان هذه التي تؤمن المملكة السعودية اليوم ان لها حقيقة او انها تمتلك حق الحوار، او ان فيها قيمة تؤهلها لتكون برتبة الندّ مع السلفية الوهابية السعودية ؟. وماهو رأي دين الدولة السعودية بمشايخها السلفيين في الاديان العالمية الباقية ؟. وأليس هذه السلفية الوهابية السعودية هي من نشر وينشر ومازال مستمرا بنشر الكراهية الدينية بين البشر، واعتبار ان جميع اديان العالم وبما فيها المذاهب الاسلامية داخل الاطار الاسلامي ماهي الا شرك وبدع وخرافات وضلالات وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ؟. فكيف لنظام سياسي سعودي يرعى مثل هذه الافكار الوهابية الدينة الطاردة لكل فكر ولكل انسان والمعتدية على كل نفس وكل دم وكل عرض ....، ان تتبنى بنفس الوقت اللقاءات والحوارات الانسانية والتي من المفروض ان غايتها تسعى لتلاحم عرى المحبة بين البشر ؟. وهل كان الاجدر بمملكة ال سعود في جزيرة العرب والمسلمين اولا ان تنظف دارها من بذرة كراهية البشر الوهابية قبل ان تتطلع لقيادة مؤتمرات عالمية تدعو للمحبة والالتقاء والتعارف والحوار مع الاخر الانساني ؟. اخيرا : ماهي الافكار العالمية الانسانية الاخلاقية التي تمتلكها المملكة السعودية وعلى اساسها رأت في نفسها الكفاءة للدعوة لنموذجها الفكري الانساني وتعميمه على البشرية باعتباره قاعدة للحوار والسلام والمحبة في العالم ؟. الا تخجل مثل هذه النظم من وضعها في العالم البشري ؟. الا يخجل القائمون على النظام السعودي من مجرد دعوة العالم لمثل هذه الحوارات الانسانية الدينية والتي اهم من ساهم في تدمير قواعد الحوار فيها هم مشايخ دولة المملكة السعودية الراهنة ؟. والا يستحي الداعين لمثل هذه المؤتمرات الانسانية عندما يهينون الانسان والحوار والتعارف والمحبة والالتقاء ..... وكل المعاني الانسانية عندما يجعلون قيادة السلام والمحبة بيد من وظيفته في الحياة نشر الكراهية والرعب بين البشر ؟!. ألم يشعر الحاضرون في مؤتمر السعودية لحوار الاديان انهم مشاركوا زور، وقاتلي بشر ومروجي كراهية عندما قبلوا بأن تكون نواة الارهاب في العالم هي هي قاعدة انطلاق لحوار وسلام ومحبة ؟. عن اي محبة وحوار تتحدث المملكة السعودية ؟. وعن اي اديان تتحدث هذه التي تراها السعودية بانها شيطانية يجب ازالتها من الوجود ؟. وعن اي تعارف تناضل المملكة لاقامته بين البشر وهي لم تحلّ بفكرتها السلفية في بقعة من الارض الا كانت دمارا شاملا على الانسان وعلى الحيوان وعلى الطبيعة وعلى العالم ؟. أذا لم تستح فافعل ماتريد !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |