|
هل المالكي رجل المرحلة ام هورجل محظوظ فحسب؟؟
علي حسون من كان يتصور ان المالكي ذلك الشخص دمث الاخلاق والهادي الطبع والمتواضع البسيط الذي يتكلم قليلا وينظر مليا من خلف نظارته سيكون على يديه حل المعضلة العراقية التي تفاقمت بعد حكومتين كانتا من اكثر الحكومات التي عانا العراق خلال فترتي حكمهما اذ تدهور الوضع الامني والاقتصادي في العراق كثيراً حتى غدى ان يعود العراق الى حالة الدولة ضرب من ضروب الخيال وان اكبرالقوى في العالم وهي الولايات المتحدة باتت وكأنها داخل مستنقع لا يمكن الخروج منه الا بمعجزة ولم يكن متصورا كيف ستقع تلك المعجزة. وجاء المالكي وجاءت معه التساؤلات الملحة ماذا يستطيع ان يقدم عما عجز عنه مسئوله في الحزب حينذاك وكيف ستتعامل الولايات المتحدة مع رئيس وزراء عراقي جديد لكنه من نفس المدرسة الاسلامية التي تراها الولايات المتحدة انها التحدي لما كانت تتوقه من عراق يرفض التوجهات الاسلامية ويعتمد المنظومة الغربية في ادارة اموره هذا فضلا عن ما سرى في حينها من ان الادارة الاميركية كانت غير راضية عن حكام العراق الجدد بل حتي اصبح السؤال الذي يوجه لنا جميعا (شتكول راح يبقون المالكي؟؟) متجاهلين حتى ارادتهم المباشرة وغير المباشرة التي اسهمت في ارتقاء المالكي سدة الحكم في الحكومة العراقية العتيدة. لقد انخفضت حدة العمليات الارهابية في العراق وبعد فترة محدودة من تولي المالكي مسؤلياته الرسمية الى حدود لم تكن معقولة منذُ فترة بسيطة الى حدود 70% ليس هذا فقط بل انتقلت الدولة الى المبادرة في درء العمليات الارهابية قبل وقوعها حيث انتقلت الى ستراتيجية المهاجمةبعد ان كانت تعتمد على السترتيجيات الدفاعية،ليس هذا فحسب بل انها وخلال فترة السيد المالكي بدءت في طرح خطط جديدة كبرامج الاعمار ومكافحة الفساد، هذا فضلا عن ان العراق قد اصبح قبلة للكثير من البعثات الدبلوماسية ومقصدا لكثير من الرؤساء والسياسين العرب والاجانب كل هذا، ومعظم فترة حكومة المالكي كانت تقضي اكثر من نصف مدتها بدون اكثر وزرائها الذين صادق عليهم البرلمان من جبهة التوافق والكتلة الصدرية وتعارضات واضحة كانت للسيد المالكي مع اقرب حلفائه في الكتلة الكردستانية وحتى في الائتلاف، لكن رغم ذلك استمر في اجواء لم يكن من الممكن ان تفضي الى ماوصل اليه العراق خاصة في الوضع الامني من تطور نحوالافضل. لعل الكثير من المراقبين وحتى الناس العاديين ولعلي احدهم الى حد ما يرون ان ماحدث كان لشخصية السيد رئيس الوزراء الاثر البالغ فيه ، فالرجل ذوخبرة ودراية بالعمل السياسي وهوفي خضم هذا العمل منذٌُ فترة ليست بالقصيرة والسبب الاخر هي الملكات الشخصية فهوصلب في موضع الصلابة الى حد كبير بالاضافة الى جدية واضحة بالعمل وتواجد مستمر داخل دوامة الحدث، كذلك اعتماده على اشخاص اكفاء يوحي بان الرجل كان يدرس خطوات نجاحه ويصر عليها ، كما كان لوعي السيد المالكي حول اخطاء الحكومتين اللتين سبقتاه كبير الاثر على تجاوز تلك الاخطاء فالرجل لم يكن حديا في المواجهة كما كان في الحكومة الاولى (السيد علاوي) ومتسامحا حد الانفلات كما في الحكومة الثانية (السيد الجعفري). ان هناك الكثير من المراقبين والذين يسلمون بالانجازات التي حصلت ابان فترة تولي السيد المالكي الا انهم لا يعزون تلك الانجازات الى القدرات الادارية للسيد رئيس الحكومة بل يعزونها الى اسباب موضوعية خارجة عن قدرات الحكومة وان هذه الحكومة كانت متاثرة بتلك الاسباب والظروف الموضوعية التي حصلت رغم ان الحكومة كانت تعترض وتحاول العمل بالضد من تلك الاسباب وانها لم يكن لها يد لا من قريب وبعيد في تلك الاسباب وفي بعض الاحيان كان للقواعد المنطقية من استحالة دوام الظلم وفكرة ان الصح يفرض نفسه هي التي ساعدت الى حد كبير في نجاح وانجاح حكومة السيد المالكي واليكم بعض تلك الامور: الصحوات من كان يصدق ان ثلة من رجال العشائر وباسلحة خفيفة وبدون خسائر منظورة كان يمكن لها ان توقف مد تنظيم القاعدة الهائل الذي كان يجتاح مجاهل المنطقة الغربية ومعالمها وبين ليلة وضحاها تصبح تلك المناطق التي كانت تعجز القوات الاميركية من المرور بها وتعد ساخنة جدا الى مناطق باردة حد الصقيع وامنة الى درجة ان المواطن العادي وحتى العسكري يسرح ويمرح بها دون ادنى خوف وقلق وعلى حد تعبيرنا نحن العراقيين (افرش ونام) . وعلى الرغم من ترحيب الحكومة-الحذر- بتلك الانجازات الا ان عودة بسيطة الى الخلف تظهر لنا مدى التذمر(الخوف) الذي كانت تبديه الحكومة ازاء تلك الفكرة والتي كانت تعتبرها تجنيد لمسلحين اخرين ليحلومحل القاعدة في العراق خصوصا ان الموضوع تم وبمباركة واشراف امريكي (على الرغم من اني اعتقد ذلك اذا ما لم يتم استيعابهم بصورة جيدة) . الا ان الانجازات التي قادتها الصحوات على المستوى الامني ومسكها زمام الامور في المناطق التي كانت تسيطر عليها القاعدة جعل الكثير يسكتون عن التشكيك بتلك الصحوات حيث فرض انجازها في مواجهة القاعدة نفسه على الساحة الامنية في العراق، خاصة ان الموقف الاميركي الذي ينظر للصحوات على انها القشة التي انقذتهم من الغرق في ما كان يسمى بالمستنقع العراقي يحاول وبكل الوسائل دعم الصحوات حتى بغياب التنسيق الحكومي في هذا الموضوع وهذا ايضا برأيي خطاء من الحكومة في التعامل مع الموضوع على الرغم من تشكيل مجالس الاسناد واستيعاب الكثير من ابناء الصحوات وقانون العفوالعام كل ذلك الا ان الحكومة مازالت على ما اعتقد لا تتعامل بكبير ثقة مع تلك الصحوات، كما كان للصحوات دور اخر في دعم حكومة المالكي ولكن بطريقة اخرى من خلال اضعاف حلفائه الانداد في التوافق خاصة كبيرهم الحزب الاسلامي في الرمادي المعقل الاهم للحزب الاسلامي العراقي كان لهذه العملية الدور الكبير في التقليل من اثر انسحاب جبهة التوافق من الحكومة وايضا في تفاقم الانقسامات داخل الجبهة نفسها في ضوء انسحاب الجبهة من الحكومة وعدم استجابة الحكومة لمطالبها هذا فضلا عن عجز الجبهة عن تقديم برنامج ورؤيا واضحة للحكومة وقواعدها وحتى الاطراف المتشاركة معها بالعملية السياسية تسهم في اعادة الجبهة الى لعب دورها الذي يتلائم مع حجمها باعتبارها ممثلاً رئيسيا لسنة العراق. قتلهم حتى مل من قتلهم بتلك المقولة كان ابن ابي الحكم المورخ العربي يصف المقتلة التي اوقعها عقبة بن نافع في البربر سكان افريقيا، ويمكن ان ينطبق هذا الوصف على العراق الى حد كبير حيث وصلت الهجمات الارهابية على العراقيين حداً جعل الكثيرين يطرحون التساؤل لماذا كل هذا العتف ليس من قبل العراقيين فقط بل من قبل المجموعات الارهابية نفسها لذا لاحضنا كثرة الانقسامات والتهديدات المتبادلة بين الجماعات الارهابية نفسها جعلت تلك الجماعات تضعف الى حد بعيد خاصة بعد القاء القبض على الكثير من اركان تلك الجماعات من خلال (الخيانات) والعودة الى جادة الصواب في كثير من صفوف الجماعات المسلحة، هذا فضلا عن الوعي الشعبي للمجتمع والحرص الامني الذي اخذ يتطور في المجتمع ساعد في التحسن الامني الملحوظ في الفترة الاخيرة. الموقف الدولي كان للموقف الدولي والاقليمي الدورالبارزوالمهم ايضا في تحسن الوضع في العراق من خلال وقوف المجتمع الدولي مع العراق الذي اخذ ينظر اليه على انهوامل العالم بمصدر الطاقة الاهم وامل العالم في اجتياز امتحان الطاقة الصعب في النظام الدولي الجديد هذا فضلا عن حملة الاعمار الكبيرة في العراق التي لم تبداء بعد وايضاً اجواء الاستثمار الكبيرة والمفتوحة في العراق التي اخذ تنال قسطا اكبر من اهتمام المستثمريين في العالم خاصة وان العراق لم يدخل في الموجة الاستثمارية التي اجتاحت العالم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي مما جعل العراق واحة الاستثمارالاهم في العالم للوفرة الاستثمارية والنقدية الحاصلة في العراق كل ذلك جعلت المجتمع الدولي يحرص على تقوية ودعم العراق والعمل على عدم زعزعة استقراره من خلال تدخلات سافرة في اوضاعه الامنية، هذا من جهة المجتمع الدولي اما من جهة جيران العراق الاقليميين فان هناك عوامل موضوعية ساعدت في تخفيف التوتر الامني في العراق حيث تفاقم الضغط الدولي على دول مثل ايران وسوريا بسبب مشاكل خاصة مثل الملف النووي الايراني ومشاكل سوريا المزمنة مع لبنان واسرائيل وايضا الحملة التي تشنها السعودية على تنظيمات القاعدة لا حبا بالعراق بل حرصا على امنها الداخلي ساهما كثيراا في تخفيف الضغط على العراق من الخلايا التي تتغذى من السعودية. اسعار النفط كان حظ المالكي لم يكن كافيا في تسخير كثير من العوامل الخارجة عن ارادته الى مصلحته حتى لعبت اسعار النفط دورها في انجاح حكومة المالكي فعند تولي المالكي الحكومة كانت اسعار النفط حدول ادنى من الربعيين دولار الا اننا نلا حظ ان هذه الاسعار قفزت الى حدود قاربت المائة وخمسون دولار وهذا كان ذا فائدة مباشروغير مباشر على اوضاع حكومة المالكي ففي الجانب الغير مباشر ساهمت في تعزيز الاهتمال الدولي بالعراق والحرص عليه وايضا في مجال الاستثمار كما اوضحنا في الفقرة السابقة، وبالصورة المباشرة تلك الوفرة النقدية التي تحققت للحكومة من فروقات التسعير قبل اعداد الموازنة وبعد الطفرة السعرية للنفط فيما بعد، تلك الاوضاع المالية الجيدة التي هي بطبيعة الحال نتيجة عوامل خارج ارادة السيد المالكي ساهمت في دعم حكومته وجعلته يتحرك في اجزاء من الوفرة المالية التي ساهمت في تخفيف الكثير من الازمات التي تواجه اي حكومة وتساهم في تحديد المواقف العاملة في اجرائاتها. المشككين في قدرات السيد المالكي يرى الكثير من المشككين في انجازات السيد رئيس الحكومة ان السيد المالكي قد استفاد من الظروف المحيطة به من دون ان يكون له يد في ما تحقق في فترة توليه رئاسة الحكومة وانه لا يمتلك عوامل انجاح الحكومة فالوضع الامني الذي تحسن ورغم شائكيته الا انه تحسن بفضل انضاج الصحوات والضغط الذي مارسه الاميركان على المالكي من اجل التخلي عن حلفائه (السابقين) كانت العامل الرئيس في تحسن الوضع الامني خاصة ان المالكي كان يعارضهما في البداية ، وايضاً الجهد الديلوماسي الدولي ماكان ويكون الابكون العراق يشارك فيه مستفيدا من دعم الادرة االامريكية له في تلك المحافل. ومما يسوقه المشككين في اسلوب ادارة المالكي للجهاز التنفيذي العراقي هوعجزه عن حل ابسط المشاكل التي يعاني منها الفرد العراقي خاصة في مجال الخدمات والكهرباء في راس القائمة حيث اظهر هذا الملف عجز الحكومة الكبير في ادارة هذا الملف المهم. وايضا في مجال الاعمار فمازال العراق يبدوكدولة من افقر دول العالم رغم ثرواته الهائلة والتي تهدر في مشاريع لا تحقق استفادة مهمة للعراق في ظل اجواء قاتمة من الفساد الاداري الذي وعد رئيس الحكومة منذ توليه بمعالجته الا اننا مع الاسف نلاحظ ان اقرب الدوائر للسيد رئيس الحكومة متهمة به فضلا عن الجهاز الادري للدولة العراقية الذي يغط في بحر متلاطم من الفساد المستشري.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |