في موضوع سابق تطرقت الى اثر الحرب المحتملة ان وقعت لاسامح الله عبر توجيه أي ضربة سواء أكانت امريكية او اسرائيلية الى ايران ومنشآتها النووية, وبينت فيه ان المنطقة ستشتعل بكاملها, وان العراق لامحاله سيصيبه الشرر المتطاير وستمر كرة اللهب المدمر عبره ذهابا وايابا لا بل قد تكون مشتعلة داخل العراق اكثر منها في أي مكان اخر لاسباب عديدة  منها التواجد الامريكي المكثف داخل العراق وايضا من المحتمل ان تحصل نتيجتها متغيرات في الداخل العراقي سيستثمرها الانتهازيون والمتربصون الحالمون بالعودة للحكم مرة اخرى عبر ارضاء الولايات المتحدة والعرب بالمشاركة بالحرب معهم ضد ايران الجارة ولهذا علينا قدر الامكان نزع فتيلها ورد كيد المحرضين عليها الى نحورهم والخروج من الازمة خروجا مشرفا يساهم العراق فيه مساهمة فاعلة يكتبها التاريخ كسفر من اسفاره الانسانية واقل مافي آثار انهائها  ان يعم المنطقة السلام والامن ولهذا على كل المفكرين والسياسيين و الاقلام العراقية المساهمة في نزع هذا الفتيل وتبيان آثار الحروب التي خبرناها وحرائقها و اطاحت باحلام الملايين  خصوصا في العراق والمنطقة عبر العقود الماضية وآثار أي حرب جديدة ان وقعت لاسامح الله ومن هذا الجانب اساهم بما يجود به مدادي من اجل ان لايقع المكروه ولكي اسجل نصرا جيدا الى انتصارات العراق وشعبه ..

ساراهن على سياسة ان المشكلة ستحل سلماً وساجزم انها ستكون كذلك فلايوجد عاقل مدرك لخطورة المسالة لايقدر مالعواقب الحرب وآثارها المدمرة على الامن والسلم العالميين وايضا اكاد اجزم ان هناك ثمة اشباح مستهترة بالقيم الاسلامية والانسانية تسعى لان تشتعل هذه الحرب باي ثمن كان حتى لو كلفهم ذلك كل واردات البترول التي يسرقوها من افواه الجياع والمحرومين عبر العالم العربي والاسلامي ليلقموها البنوك الغربية وجيوب مصانع السلاح العالمية  ..

هناك ثمة احقاد تتحرك بهستيريا حادة تكاد تفقد لا بل فقدت بوصلتها واتزانها واخذت تتخبط عشوائيا من غير هدى وايضا اكاد اجزم انها اطاحت بنفسها من حيث ارادت الاطاحة بالاخرين وحالما تضع الازمة اوزارها ستبدأ بداية النهاية لتلك الانظمة وهي تعلم ذلك جيدا لذلك تراها كشرت عن نابها المسموم وبعلانية وسقوط لامثيل له حتى انهم ارتموا في احضان الصهاينة وغيرهم ارتماء لالبس فيه والمتابع يشاهد كيف ذهب بندر الى روسيا لاغرائها بمليارات ان هي اوقفت دعمها لاران وكل ذلك من اجل نجدتهم وعدم احراق اخر اوراقهم الممزقة ..

المنظومة التي تقودها مملكة ال سعود على سدة تلك الحالة المحرضة على اشعال فتيل الحرب في المنطقة كما حرضت  من قبل الطاغية صدام المقبور هي ودول اخرى يهمها ابادة ملايين المسلمين عبر العالم الواسع وباي ثمن كان وفي ذات الوقت وبغرابة شديدة  يستميت ال سعود وغيرهم ان لايصيبهم شررها وان لاتلمس مملكتهم بسوء سواء ايراني او رد  داخلي محتمل ويتمنون وبغباء ان ينتهي الامر بعودة الشاه او شبيه له من القبر وان يعود صدام او شبيهه الى العراق وان تعود الامجاد البالية الى سابق عهدها وان تتسيد وتسيطر مملكة ال سعود على المنطقة والبلاد العربية عبر الدولار وفائض اسعار البترول وتلك احلام او وعود عرقوب لنفسه ولغيره, ونقول لال سعود ولملكها الجاهل ترى "حلمة وذنك كما يقول المصريون ولاتراهها" لان الحرب وبحكمة العقلاء لن تقع لسبب وحيد وهو انكم لاتستحقون ان تدمر بلاد اسلامية وعباد من اجلكم وانتم ناكري الجميل ذلك الجميل الذي دافع عن شرفكم ومقدساتكم زمنا طويل وطعنتموه في الخاصرة والظهر ولما تزالوا  ..

سيكون انتصاراً كبير للسلام العالمي وللعراق وللمنطقة ان انتهى الامر الى ان تجلس الاطراف المتنازعة الى طاولة سلام مستديرة والعراق المرتكز واللولب المشارك في احلال هذا السلام, لا بل نتمنى ان يكون المشارك الفاعل فيه  وان ينتهي حلم الاغبياء الى حيث لايرغبون وحبذا لو قُلبت الطاولات على رؤوسهم لتلقينهم الدرس الاخير في كيفية الانتصار السياسي وكيف تكون اللعبة على اصولها  وهم في هذا النزع الاخير من وجودهم اللا انساني المقيت وحبذا لو حل السلام وانتهت الازمة الى حل عادل يرضي كل الاطراف إلا من اراد بالانسانية والاسلام سوءاً..

ان انتهاء التوتر الحاصل في المنطقة لصالح السلام سيؤدي الى آثار هائلة من حيث الانتعاش السياسي و الاقتصادي والاجتماعي وسواه في المنطقة وخصوصا اذا تبعه و تم وضع حد لهذه الانظمة الارهابية المتطرفة ومن يترعرع بين ثناياها من فكر تكفيري متطرف وبغيض, ونناشد الجميع في المرحلة القادمة  ضبط النفس وعدم التصعيد وان لاتكون الكلمات الفارغة والمتعنتة والخطاب المتوتر هو الوسيلة في الحوار, خصوصا في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ المعاصر لمنطقة ابتليت بمصائب جمة ليس اقلها مؤامرات الاقليم بعضهم على بعض بطريقة اودت بالشعوب و بالمنطقة الى ان تصل الى ماوصلت اليه من هوان وذل وخراب انساني  ومكاني ايضا  ولما تزل .

العراق بدأ يخرج من الازمة الداخلية والامنية معافى وها هو يدخل مرحلة الاعمار والبناء من اوسع الابواب  وها هو ينطلق في علاقاته الدولية والاقليمية في توسع مبشر بخير عميم وعليه ان يشارك في نزع فتيل التوتر الجاري في المنطقة وبقوة ووضوح  وباي صورة كانت لا بل على حكماء العراق المشاركة الفاعلة في التوسط من اجل ان لايقع المكروه لما لهم من علاقات جيدة مع طرفي النزاع الامريكي الايراني في المنطقة, والمبرر لذلك موجود وهو اننا في العراق خبرنا الحروب الطائشة وآثارها المدمرة ونتمنى ان نتحول الى حمامات سلام تنشر المحبة والوئام في انحاء المعمورة , والعراق اهل لحمل هذه الرسالة التي يتطلع اليها كل عراقي حر غيور ونتمنى ان يعي الجميع ان سياسة العراق الجديد الخالي من القهر والظلم والطغيان هي سياسة السلم والامن والخير لكل المعمورة وهو العراق الذي شنق الطغيان ورماه في مزبلة التاريخ مودعا اقسى وامر حقبة مر بها في تاريخه اهل لحمل هذه الرسالة السامية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com