|
وهل هذه إلا إساءة لولاية امير المؤمنين علي؟
شوقي العيسى
شرعت في الفترات المتعاقبة المتصرمة في مدينة ملبورن في استراليا اثارات ضد المذهب الشيعي، وبالذات من اناس ينتمون حسب الظاهر للمذهب وهم يحاولون جاهدين بالتوهين بالمذهب الشيعي والعقيدة الشيعية التي يؤمن بها أتباع أهل البيت عليهم السلام بحجج وذرائع منها التقريب بين المذاهب وقبول الرأي والرأي الاخر. جديدنا هواطلالة أخ لنا من الشعراء والذين يتغنون بحب آل البيت ان يطرح قضية بغاية الخطورة في المذهب الشيعي اذ انها الفاصل بين زمنين والحد بين قصدين والفاصل بين جبهتين تلك ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، ذلك الاخ الذي لابد أنه أخطأ في أطروحته التي يطالب برفع الشهادة الثالثة من الأذان بدعوة أن المذهب السني قد رفع من الاذان حي على خير العمل ولأجل التقريب بين المذاهب علينا أن نرفع اسم علي عليه السلام من الاذان. وهنا لابد لنا من وقفة تأمل مع أخينا الذي لا شك انه اخطأ كثيرا فنقول ونتساءل منه حيث وقف في مجمع الامام علي عليه السلام بمدينة ملبورن الاسترالية يدعوالاخرين لرفع الشهادة الثالثة من الاذان، وقبل التساؤل فهناك اشارة ان تلك الاطروحة كانت في احتفال لمولد امير المؤمنين عليه السلام فأي جرأة على امير المؤمنين!!!! السؤال بما اننا اتباع علي واهل البيت عليهم السلام والذي ألــّم بنا هواننا حاربنا النظام الصدامي المقبور وتشردنا في اغلب بلدان العالم لاجل الدفاع عن هذه الولاية العلوية الغراء، فلماذا يا اخي تقف في بلد ساقتك الاقدار اليه أليس ذلك من أجل أنك شيعي وتحمل شهادة علي؟ ولماذا يا اخي الفاضل تنشد علياً شعراً اذا كنت من دعاة طمس اسمه؟ ولماذا لا يتوقف العداء السافر والاقتتال المستمر على شعبنا العراقي والطائفة الشيعية بالذات من قبل دعاة الامة العربية؟ الا تعتقد أن ذلك الاقتتال والذبح على الهوية هوللخلاص من اتباع علي عليه السلام. وهل لنا عندما نحذف ونرفع اسم علي من الاذان سيتوقف ذبحنا في البلدان العربية لكوننا شيعة؟ اخونا العزيز: نحن لورفعنا اسم علي يعني ذلك محونا هويتنا لأنها الشريان النابض في عروقنا وبدون انتمائنا الى مذهب اهل البيت فالى من ننتمي؟ اننتمي للاخر وقد أرسل ذباحيه لأرض الرافدين؟!!! ام نذهب الى مذاهب اخرى وما هم بذاهبين كما ذهبنا؟؟. فأي أطروحة أتحفتنا بها، وأي جديد أتيتنا به أهكذا يتم قبول الرأي والرأي الآخر؟ وهل هذا الا الطعن بالعقيدة؟ بالتأكيد ما هكذا تبنى المذاهب والعقائد. ولنا أن نورد بعض ما جاء الاستحباب المؤكد في نطق الشهادة الثالثة في الاذان من قبل العلماء: شيخنا مجدّد المذهب: المجلسي محمد باقر المتوفى سنة 1110 هـ قال: (لا يبعد كون الشهادة بالولاية من الأجزاء المستحبة في الأذان، لشهادة الشيخ الطوسي والعلاّمة والشهيد بورود الأخبار بها، غاية الأمر لم يعملوا بها لدعواهم شذوذها، ومما يؤيّد هذه الأخبار ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن القاسم بن معاوية عن الصادق (عليه السلام) - وذكر الحديث إلى أن قال في آخره -: (إذا قال أحدكم: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله فليقل: علي أمير المؤمنين). ثم قال المجلسي: (وهذا الخبر يدل على الاستحباب عموماً، والأذان من هذه المواضع، ولوقال المؤذّن والمقيم لا بقصد الجزئية بل بقصد البركة لم يكن آثماً، وهذا من أشرف الأدعية والأذكار) الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء - المتوفى سنة 1328 هـ - في كتاب (كشف الغطاء)، بعد أن منع من جعل الشهادة من فصول الأذان قال: (ومن قصد ذكر أمير المؤمنين لإظهار شأنه، ولمجرّد رجحانه لذاته، ومع ذكر ربّ العالمين وذكر سيد المرسلين - كما روي ذلك فيه وفي باقي الأئمة الطاهرين - أثيب على ذلك). الميرزا أبوالقاسم القمي صاحب كتاب القوانين - المتوفى سنة 1231 هـ- قال في (كتاب الغنائم) ص 170 بعد نقل كلام الصدوق والشيخ الطوسي: (ويظهر من هؤلاء الأعلام ورود الرواية بها، فلا يبعد القول برجحان الشهادة بالولاية، لا سيما مع المسامحة في أدلة السنن، ولكن بدون اعتقاد الجزئية). ومما يؤيّد ما ورد في الأخبار المطلقة: (متى ذكرتم محمداً (صلى الله عليه وآله) فاذكروا آله، ومتى قلتم: محمد رسول الله فقولوا: علي ولي الله) والأذان من جملة تلك الأخبار على ما رواه الطبرسي في (الاحتجاج)، وفي آخره: (إذا قال أحدكم: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله فليقل: علي أمير المؤمنين). الشيخ محمد الفاضل اللنكراني فقد قال "وتستحبّ الصلاة على محمّد وآل محمّد عند ذكر اسمه الشريف، وإكمال الشهادتين بالشهادة لعليّ(عليه السلام) بالولاية وإمرة المؤمنين في الأذان وغيره". الشيخ ناصر مكارم الشيرازي "أشهد أنّ عليّاً ولي الله ليست من أجزاء الأذان والإقامة ولكن يستحسن الإتيان بها بعد جملة «أشهد أنّ محمّداً رسول الله» بقصد التبرّك، بنحويفهم أنّها ليست جزءً. الشيخ محمد تقي بهجت " لا يبعد ثبوت الاستحباب الخاص للإقرار بالولاية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكونه جزءا مستحبا في الأذان المستحب، إذا أتي بإحدى العبارات المختلفة المروية في "النهاية" و"الفقيه" و"الاحتجاج"، من "أن عليا ولى الله" و"علي أمير المؤمنين" و"أشهد أن عليا ولى الله" لكن برجاء المطلوبية. أما الإقرار المطلق بالولاية في كل موضع حتى غير الأذان فهوحسن ومستحب، فلا يحتاج إلى دليل خاص وليس له عبارة خاصة أيضا. وأكمل عبارة يؤتى بها هي المتضمنة للإقرار بخلافة ووصاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) . وغيرهم الكثير لا تسع السطور لذكرهم ممن قالوا باستحباب ذكر الشهادة الثالثة في الاذان، فلماذا نرفع اسم علي في الاذان ونحن ارتضعنا حبه في المهد بل وقبل الميلاد، ويا ترى اذا حذفنا اسم علي في الاذان فمتى نتذكره واين؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |