|
تحت شعار الديمقراطية الشفافة
علي توركمن اوغلو مما لا شك فيه ان بعض التصريحات او المفاوضات او المناقشات بين الدول او الكتل السياسية او حتى على مستوى المجتمع قد تؤدي الى حل المشاكل المتعلقة فيما بينها او قد تؤدي الى تأزم العلاقات وبعضا تؤدي الى تقوية معضلة طرف ما وتقويض معضلة الطرف الاخر . بعد انهيار الامبراطوية العثمانية الاسلامية والتي كانت تعتبر امتدادا للعصر العباسي وذلك بتعاون خونة المنطقة مع قوات التحالف (القوات الانكليزية) لتدمير البنية التحتية للامبراطورية العثمانية الاسلامية من الداخل (وسنكتب بحق الخونة مستقبلا) وتم توقيع المتاركة بين تركيا وبريطانيا العظمى سنة 1926 وتوقيع معاهدة 1946 مع الحكومة العراقية وبموجبهما ستبقى ولاية موصل ومن ضمن هذه الولاية مدينة كركوك تركمانية مرتبطة بالسلطة المركزية في بغداد وفي حالة اي تغيير الديمغرافي لمدينة كركوك لتركيا حق التدخل . ومنذ تشكيل الحكومة التركية بعد سقوط الامبراطورية العثمانية لم تعترف الحكومات التركية المتعاقبة والتي حكمت تركيا لغاية سنة 2003 بوجود قوميات اخرى الا بشكل تعايشي مع التركمان، ولكن مع كثير الاسى والحزن اعترفت حكومة السيد رجب طيب اردوغان بأقربائها من الاكراد والعرب في كركوك بلسان وزير خارجيتها انذاك السيد عبد الله كول علما بأن الاحزاب الكردية لا تعترف بهذه القرابة (والايام تشهد منذ 2003 على هذه الحالة ولحد الان) وكان المفروض على السيد عبد الله كول ان لا يطرح مثل هذه الفكرة على الاقل في هذا الوقت الحرج ، ومنذ تاريخ اعترافه بوجود اقربائه في كركوك من الاكراد تم نزوح مئات الالاف من العوائل الكردية الى كركوك ، وخير دليل على تصريحات السيد وزير الخارجية التركية انذاك رحبت الاحزاب الكردية بهذه التصريحات بلسان قادتها وهذه التصريحات ادت الى تهميش الشعب التركماني في العراق بشكل عام وفي كركوك بشكل خاص . وخلال زيارة السيد رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية الى العراق اكد على ماصرحه السيد عبد الله كول بوجود اقربائه في كركوك بشكل او اخر وحسب رأي الشخصي ادت الى تهميشنا وتعميق هذا التهميش وذلك بقوله هناك اقربائنا من العرب والاكراد والتركمان والمسيحين في كركوك وتلفظ بكلمة التركمان بعد العرب والاكراد وكان المفروض على سيادته ان يؤكد بأن كركوك مدينة تركمانية ويتعايش معهم العرب والاكراد والمسيحين ضمن العراق الواحد، (لماذا التردد في قول مدينة كركوك مدينة تركمانية؟ ولماذا لم يتردد وزير خارجية فرنسا السيد كوشنير بأن كركوك يجب ان يكون ضمن الادارة الكردية وبدون تردد؟) كما هي الحال بالنسبة للسليمانية مدينة كردية ومدينة الحلة عربية . وان هذه التصريحات ليست الا لتعتبر تركيا دولة تؤمن بالديمقراطية الشفافة خلال حكم حزب التنمية والعدالة في تركيا وان يقرب ارائهم من الدول الاوروبية لتتسنى لها الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وانني برأي وعلى الاقل في المستقبل القريب لا تنظم تركيا الى الاتحاد الاوروبي لانها دولة اسلامية وخير دليل على ما ذهبت اليه هو طرح فكرة الاتحاد المتوسطي . وتحت شعار الديمقراطية الشفافة لحكومة رجب طيب اردوغان ادى الى تهميش شعبنا التركماني المظلوم ومن هذا المنطلق اقول ستتحمل جميع الدول الناطقة باللغة التركية وعلى رأسها تركيا المسؤولية امام الله وامام شعوبهم وامام الشعب التركماني المظلوم وامام التاريخ الذي لا يرحم .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |