|
اليوبيل الذهبي لثورة الاحرار في العراق 2--1
طارق عيسى طه ان ثورة 14 تموز كانت عبارة عن ترجمة لامال والام الشعب العراقي وطموحاته المشروعة من اجل الحرية والعدالة والمساواة التي كان يفتقدها ومن اجل التخلص من القيود المقيتة التي كانت مفروضة على شعبنا العراقي الابي،بقوة الرصاص والسجون التي كانت اداة لترويض المعارضة،اضرب لكم بعض الامثلة غلى السجون التي انتشرت في الوطن، كان على راسها سجن نقرة السلمان الصحراوي وسجن بعقوبة وسجن بغداد والكوت والحلة وغيرها،وقد ارتكبت مجازر رهيبة ضد السجناء السياسيين في بغداد وبعقوبة مثلا ذهب ضحيتها الكثيرين،وقد حكم على ثلاثة من قادة الحزب الشيوعي العراقي بالاعدام شنقا حتى الموت وهم فهد وحازم وصارم الذين تسلقوا اعمدة المشانق يهتفون بحياة وعزة الشعب العراقي، لقد تاسست الدولة العراقية عام 1921 كانت مملؤة بالاحتجاجات والتظاهرات والاضرابات،ان ثورة العشرين بدات بمقاومة الجيش البريطاني واشتعلت شرارتها من الجنوب وشارك فيها الشعب بكل قومياته واديانه،و ان الاكراد اشتركوا بقوة تزيد على الف مقاتل تحت قيادة محمود الحفيد لقد استمرت الاضرابات والمظاهرات والانتفاضات الفلاحية التي تم قمعها بالرصاص والحديد والسجون مثلا اضراب عمال النفط في كاورباغي الذي سقط فيه الكثير من الشهداء من العمال وتم فصل وسجن قادة المضربين عن العمل، وسوف اختصر اهم الاحداث وهي وثبة كانون التي خرجت فيها الجماهير منددة باتفاقية بورتسموث هاتفة بسقوط العملاء صالح جبر ونوري السعيد وقدمت الشهداء في المعركة المشهورة بمعركة الجسر, وقد انتصر الشعب وخرج بمظاهرات صاخبة مواريا شهدائه التراب والغيت الاتفاقية وسقطت الحكومة وتشكلت الحكومة من قبل سماحة السيد الصدر محمد وبعدها خرجت الجماهير تحت شعار ردناك عون طلعت فرعون يا بو لحية النايلون, وحصلت اضرابات في المدارس والكليات والسجون وفي عام 1952 حصل اضراب في كلية الصيدلة،وسخرت عمادة الكلية بلطجية لكسر الاضراب هذا وقام احدهم بضرب طالب بسكين،وسرى النبأ مثل البرق فخرجت المظاهرات من المدارس المتوسطة والثانوية والكليات وتضامن الشارع مع هذه الاحتجاجات وتطورت الى انتفاضة شعبية عارمة وحصلت اصطدامات في باب الشيخ في بغداد وسقط الشهداء وتم قتل شرطي واستمرت المظاهرات اكثر من ثلاثة ايام وسقطت الحكومة واعلنت الاحكام العرفية وتم تعيين رئيس اركان الجيش السيد نوري الدين محمود رئيسا للوزراء واستمر الشارع العراقي يغلو وامتلات السجون بالسجناء السياسيين وكانوا اغلبهم من الشيوعيين ومؤيديهم وبعض البعثيين والقوميين،وفي اثناء هذه العمليات ظهر التعاطف مع الجيش اذ ان بعض قادة الوحدات رفضوا ضرب المتظاهرين بالرصاص استمرت حالة الشعب بالغليان وخاصة في مرحلة التهيئة لابرام معاهدة الحلف التركي الباكستاني في عام 1955 قامت مظاهرات خاطفة في عموم العراق وبعدها سميت المعاهدة الجديدة بحلف بغداد،امتلات السجون والمعتقلات بالرافضين لهذه المعاهدة،حيث اجتمع الشيوعيين والبعثيين والقوميين واذكر كنا موقوفين مع علي صالح السعدي ومظفر النواب والشهيد د صباح الدرة ،ونوزاد نوري،ماجد عبدالرضا،ارداش كاكافيان واخيه واخرين وقد تم فصل الاف الطلاب من المدارس والكليات ومن شروط الرجوع الى الدراسة هو تقديم البراءة من المباديئ الهدامة كما كانوا يسموها سابقا في البلد المسمى بالديمقراطي واعلان الاخلاص للوطن والملك تنشر في الصحف يسمح له بالدراسة مرة ثانية،وفي عام 1956 خرج الشعب العراقي عن بكرة ابيه معلنا تضامنه مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي وكان موقف الحكومة العراقية هو التضامن مع المعتدي وضرب ابناء الشعب العراقي وزجهم في السجون وكانت الطائرات البريطانية تطير من معسكر الحبانية وتقصف في بور سعيد اليست هذه خيانة ؟ عام 1958 قامت الحكومة العراقية بارسال قطعات من الجيش العراقي الى بيروت للتدخل في الوضع السياسي هناك ومساندة كميل شمعون وهذا الجيش الذي كان تحت امرة الزعيم عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف،احتل الاذاعة واصدر البيان الاول معلنا الجمهورية الحرة، ان سبب تعاطف بعض الناس وحنينهم الى العهد الملكي هو اما ان يكونوا صغار السن ولم يعيشوا العذابات التي عاشها الشعب العراقي والسبب الاخر هو ان ما جاء من تعسف وظلم بعد عام 1963 والذي استمر 35 عاما اعقبته الحركة المسماة حركة التحرير التي قادها الجيش الامريكي مع شلة من ابناء الوطن تكون اما قد اصابها اليأس من مقدرة حركات المعارضة بالاطاحة بالديكتاتور, او كانوا يتصورون الحصول على الكعكة وتسلم مقاليد الحكم كما حصل بالفعل، حيث يقول السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بانه لا يستطيع تحريك سرية من الجيش، ان الرجوع الى مائة سنة الى الوراء خلال هذه العملية التي ضربت جميع البنى التحتية بما فيها المكونات الرئيسية للحياة من انعدام الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب، وتحول مجموعة كبيرة من الشعب العراقي الى مشردين لا يعرفون الاستقرار ولا يملكون سقفا ياويهم، هرب الكفاءات العلمية،انعدام الخدمات الطبية والادوية السيطرة على تجارة الموت والدماء من قبل الميليشيات كل هذه الحقائق تدعو الناس الى الحنين الى العهد الملكي،اي ان العهد الملكي كان ظالما ولكن المقارنة بوضعنا هذا كان افضل بكثير، وليس ثورة 14 تموز التي قامت بتغييرات ثورية نرجع اليها في المقالة التالية
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |