|
الديمقراطية .. (14)
هلال آل فخرالدين تحذيرات الإئمة والعلماء الصالحين لمرتزقة المعممين: عندما يجدب الواقع وتتخلى الامة عن دورها وتحمل مسؤولياتها وبالخصوص علمائوها ويستكينوا للظلمة ويهادنوهم بل ويناصرونهم في الباطل ويبررون طغيانهم فيتفرعنوا ويستعبدوا العباد وفي مقدمتهم العلماء لذلك نلاحظ الامام الحسين يؤكد على ضرورة نهوض العلماء بمسؤولياتهم فقد جاء في خطبة طويلة لابي الاحرار وسيد الشهداء يخاطب بها علماء عصره ...وأنتم اعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لوكنتم تشعرون ذلك بان مجاري الامور والاحكام على ايدي العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه فانتم المسلوبون تلك المنزلة وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة ولو صبرتم على الاذى وتحملت المؤونة في ذات الله كانت امور الله عليكم ترد وعنكم تصدر واليكم ترجع ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم ) تحف العقول ص 237 وهذا واضح في دلالته في ان شؤون الامة من تدبير العلماء. ويقول الشيخ علي عبد الرزاق ان ضعف الحركة العلمية السياسية عند المسلمين وانحطاط شأن السياسة عندهم وانه ليعجب كيف نشرمن جراء ضغوط تلك الاجواء الخانقة والقوة الغاشمة نتف من مباحث السياسة في مجالس العلم وان يعرض بعض العلماء رأي في مسألة سياسية على غير هوى الخلفاء. ويشير احد المفكرين قائلا: بعد ان تحولت الخلافة الى (ملك عضوض) أنجبت فقها ينسجم مع عصوره اي فقها مشوبا بشائبة الاستبداد وبعد اكثر من الف واربع مئة عام على رسالة محمد بان هذا الفقه الذي تولد من عصر الاستبداد عائقا بين المسلم وربه. وفي هذا الصدد يؤكد المفكر جمال البنّا: "الفقهاء أبناء عصرهم لا يمكن أن يتحرروا من روح العصر. عصر مغلق، عصر مستبد، عصر فاسد من أيام معاوية إلى عبد الحميد الثاني كل هذه الخلافة منذ سنة 40 هجرية إلى ، 1924 ميلادية، أكثر من ألف عام. ما يسمونه خلافة كان ملكاً عضوضاً وليس له من الخلافة شيء. هذا هو العصر الذين عملوا فيه، حاول بعضهم أن يثور على حكم هؤلاء الطغاة، فسحقوا حتى الأئمة الأربعة كل منهم تعرض لاضطهاد رهيب. الشافعي كان قاب قوسين من الموت، مالك خلعت أكتافه، ابن حنبل مثله، أبو حنيفة يقال أنه سم لأنه رفض تولى القضاء. "إذاً، كان هؤلاء لا يملكون حرية الفكر، لهذه الأسباب جعلت فكرهم لا شيء، وجعلته قديماً ولا يصلح لعصرنا علناً. قد يقول قائل أن في أقوالهم للآلئ ودرر،فعلي من يريد الحصول على عرق الذهب الصغير أن يهد الجبل، ونحن لا عندنا وقت ولا جهد لذلك، وبعدين لماذا لا نعمل عقولنا نحن، لأننا لو اعتمدنا على عمل الأسلاف معنى ذلك أننا لن نعمل عقولنا وهذه أكبر خطيئة.
الفرق بين عبودية السلطان وعبودية علماء السوء. ان مفهوم العبودية واحد بان يخرج الانسان من فضاء حريته المقدسة ويعبد البشر اويلغي مامنحه الله من نعمة العقل وفطنة الذهن وسعة العلم ولكن الاهواء والمطامع تلغي العقول وتفسد الضمائر ويكون الانسان عبدا لشهواته وخائنا لاماناته .... فالنوع الاول من العبودية مبني على القهر والغلبة والطمع كما استعبد الفراعنة بني اسرائيل ... والثاني مبني على الخداع والتدليس والتزيف والكذب بتملك العواطف الساذجة والقلوب الغافلة واستعبادها بان يتخذوا احبارهم ورهبانهم وشيوخ الشياطين اربابا من دون الله وهذا ما يؤكد الامام جعفر بن محمد الصادق عن ابي بصير عن ابي عبد الله قال : قلت له:(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) التوبة:31 فقال:أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حرما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون الكافي للكليني ج1 ص35 وهناك احديث كثيرة في هذا الباب ...كما وان الجبابرة والطغاة دائم يستخدموا علماء السوء لتعضيد تسلطهم وتبرير جرائمهم . (يضع الامام السبكي للعلماء والمحدثين غاية هي هداية الخلق وتنويرهم ويقف بشدة ضد الصلات بين العلماء والامراء ويدرك السبكي خطر السياسة على العلم ويتشدد في ضرورة الفصل بين العلم والامارة فحتى لوقال الفقيه :ان تردده الى أبواب ألسلاطين لاعزاز الحق ونصرة الدين فان ذلك سيجعل العالم الفقيه موضع خطرعظيم ويؤدي الى انغماس في شؤون الدنيا ) كاتب السلطان خالد. زياره ص57 و يقول السبط ابن الجوزي في الجليس الصالح ص 196 ( رايت العلماء بالغالب منقسمين الى خير يخاف على دينه فيبعد عن الامير ومنافق يخالط السلطان مخالطة الشريرمراده استلاب دنياه فلا يامره ولا ينهاه )بما كانوا يلجاءون اليه من وسائل في غايه الاغراب ونظريات في غايه الاغراق تزلفا للحظوة عندهم والعلو في الدنيا يقول ولي الدين يكن الذي يصف جهله رجال الدين الممالئين للسلاطين ( لا يرغبهم في الشورى شيء مما هم منقطعون اليه فهم يحبون ان يظلوا متحكمين في الرقاب وان يبقوا عيالا على الامه وان يلثم الناس ايديهم ويملاو اكياسهم ) ولي الدين يكن- المعلوم والمجهول - ج2 ص159 . ان البعض ليتهم الدين بالرجعيه والواقع خلافه وان عقبه التقدم هم هؤلاء الجهله المتعممين. ويقول (ولكن الاديان تتحول من نفع عام حتى تصير وسائل للكسب في ايدي اؤلئك الذين اتخذوها تجاره لجذب الدنيا ولو بالقضاء على الانسان ) الاخبار - مجموعه عام 1909- مقال: ضحايا الجهل . مر الحسن البصري بالقراء وهم على باب السلطان فقال: (اف لكم قرحتم بنعالكم واتيتم بالعلم تحملونه اليهم فزهدوا فيكم). الجيلس الصالح ص 209 و210 سلطه رجال الدين .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |