من هو الأخطر .. البعث أم القاعدة (1)
 

محمد علي محيي الدين
abu.zahid@yahoo.com

ربما أصبح من الممجوج التكلم عن البعث وآثاره المدمرة على العراق والعراقيين ولا أقول على الأمة العربية،لأن هذه الأمة هي التي جلبت لنا هذه الجرثومة الخبيثة وزرعتها في الجسد العراقي لتودي به إلى التهلكة والدمار،لقد جربنا البعث وخبرنا رجاله منذ تأسيس حزب البعث على يد الماسوني عفلق،وجربنا حكمه في العراق لما يقارب أربعة عقود ،كانت عجافا مدمرة أماتت الزرع والضرع ودمرت القيم النبيلة للعراقيين وأعادتهم مئات السنين الى الوراء بفضل السياسة القمعية الغاشمة لرجال البعث الأشاوس ،وكانت البداية بعد انقلاب شباط الأسود عندما أستلم الحرس القومي السلطة ليفعل الموبقات والمنكرات التي يندى لها الجبين،وأقترف البعثيون أبشع الجرائم بحق العراقيين ليزيلهم أسيادهم في مصر ويستلم السلطة الأخوين عارف الخارجين عن معطف القومية العربية بما يحمل في طياته من فكر قومي ضيق ومتخلف،وبدلا من إنهاء هذا الحزب الإجرامي،أبقى المقبورين عارف على هذا الحزب ليكون القوة ألاحتياط في تدمير البلاد ،وما أسرع ما عادت الوحوش البعثية الكاسرة في مسرحية هزيلة لتستلم السلطة في العراق وليصفق لها الأذناب والخونة من الساسة العراقيين ويمنحون البعث الشرعية في البقاء بالتعاون معه وإطالة أمد وجوده بما أضافوا له من أصباغ ومساحيق حاولت تجميل وجهه القبيح،وما أسرع ما أنقض على حلفائه قتلا وتشريدا حتى أصبح ملكا عضوضا لصدام وزبانيته من أبناء العوجة الأميين والمتخلفين والرعاة،ليعيثوا فسادا وتجري أنهار الدماء في العراق في معارك عبثية كان البعث خلالها يقاتل نيابة عن أسياده الامبرياليين.

وبعد أن انتهى دور القيادة البعثية ،قامت أمريكا بأعداد السيناريو الجديد بإسقاط الحكم البعثي والمجيء بحكومة متعددة الأغراض والأهداف،يبدو أنها لم تكن ضمن مخطط المرحلة فبدأت تحاول من جديد أعادة البعث بوجه آخر من خلال تسرب الكثير من القيادات البعثية الى السلطة من جديد واستلامهم لمسؤوليات كبيره في هرم السلطة العراقية،لأنها وجدت فيهم القدرة على تحقيق ما تصبوا إليه.

هذه المقدمة بداية للحديث عما أورده الأستاذ الدكتوركاظم عبد الحسين عباس في مقاله المنشور على أحد المواقع البعثية وهو رد على ما كتبه زميله الأستاذ الدكتور نوري المرادي،وبما أني لست دكتورا ولا دكتاتورا سأتعامل معهم بلغة العراقيين البعيدة عن الظرف الأكاديمي والمنهجية العلمية التي يتحلى بها الدكتورين المتخرجين من أرقى الجامعات الأوربية والمؤسسات العلمية الرصينة وليعذرني الأخوة القراء والأعزة المسئولين عن المواقع أذا كان في كلامي ما ينبو عن الذوق فأنا لست دكتورا حتى أتكلم بلغة الدكتره ، بل مواطن عراقي معجب بالعراق يتكلم بلغة العراقيين المعروفة التي تحمل في طياتها الكثير مما يرضي مختلف الأذواق والأسماع لما فيها من ملوحة عراقية يستسيغها الجميع.

ينعى الدكتور كاظم على زميله ورصيفه الدكتور المرادي الذي يلتقي معه (عند قاسم مشترك أعظم, سام ونبيل، هو مقاومتنا البطلة، وكلانا داعم ومؤيد وربما مشارك فيها ميدانيا. وأول ما سأوضحه لك هو الفرق الشاسع بين حديث مَن يده في النار ويمسك جمرها وبين مَن يتربع على عروش منتديات الشبكة العنقودية وغرفها. ثمة فرق شاسع بين مَن يسير بقامته تحت زخ الرصاص وبين مَن ينظرون للمقاومة .. نحن نشهد لك بأنك من المتمكنين في التنظير تحت مكيفات الهواء، وفي أبراج الفضائيات، ونرى فيك نموذجا طيبا للعراقي الرافض للاحتلال والداعم للمقاومة بفكره وقلمه، حتى لو تخاصمنا معك هنا أو هناك أو اختلفنا بوجهة نظر) والقاسم المشترك هذا جعل الزميلين في صراع لأن الأول كما يدعى ممسك برشاشه في خط المواجهة الأول فيما يجلس الثاني ينظر من غرفة مكيفة،ولا أدري كيف للدكتور الأكاديمي المتخرج من أرقى الجامعات العالمية أن يكون بهذه العظمة من البطولة ويقاتل في الصفوف الأمامية ،فهل تدرب الأخ في جامعات أوربا على استعمال السيوف والسكاكين وتقطيع الأشلاء،وذبح البشر أم تعلم هناك أصول البحث العلمي وطرق التدريس واحترام الرأي والرأي الآخر،أم أنه خريج الجامعة البعثية التي ترسل منتسبيها للاشتراك بدورات خارج العراق وتعليمهم على أساليب التجسس وقتل المعارضين والاختطاف والزنا وارتكاب الموبقات وهو ما عليه الكثير من حملة الشهادات العليا في النظام البائد الذين يتخرجون من أرقى المدارس المخابراتية ويمنحون الشهادات على أساس قدرتهم على تطبيق الوصايا والتعليمات البعثية في القتل والذبح والتجسس والتعذيب والاغتيال ،أن كان الأخ خضير من هذه المدرسة فاشهد له بكل ما يقول لأنها لا تخرج إلا القتلة والمجرمين ولعله استعان بأحد لكتابة هذه السطور لأن أمثاله لم يفلحوا يوما في درس أو علم،أما الدكتور المرادي فانا أخبر الأخ أن من دكاترة الكلام والتسطير ولم يكن في يوم من الأيام في عداد المقاومة أو يشارك في نشاطاتها لأنه والحق يقال لا يعرف كيفية استعمال المسدس ولكنه أستاذ بجدارة في التسفيط والمهاترات ،وإطلاق القنابل الكلامية التي تذروها الرياح لعدم استنادها لواقع ما،فهو من دعاة المقاومة ومن فرسانها ولكن قدماه لم تطأ أرض العراق منذ انهيار نظام صدام حسين وهو يقاتل عبر الأثير بسيوف من خشب لن يعلوها الصدأ في يوم من الأيام،ويلتقي مع الدكتور هادي في الكثير من المواقف لأنهم أبناء كلبة واحدة ومتخرجين من ذات المدرسة الصدامية التي أهلت المرادي أن يكون زعيما لحزب لا يزيد أعضائه عن العشرة أشخاص.

ويطلب الدكتور كاظم من رصيفه وزميله ان لا يدس السم في العسل ويرمي بالكلام على عواهنه ليصيب عدة جهات وان تكون سهامه موجهة الى جهة واحدة وان(يبعث برسالة من كلمات الى احد رفاقك المقاومين ليستطلع لك صدقية الخطاب)ولا أدري كيف لنوري المرادي الذي يتلبس بلباس الشيوعية أن يكون رفيقا للبعثيين إلا أذا كانوا في جبهة واحدة كما كان عليه الحال عندما كان الرفيق عزيز محمد وجماعته في جبهة واحدة مع البعثيين،فهل عادت تلك الجبهة وأصبح الاثنان في جبهة واحدة وكيف للمرادي الذي يتهم الشيوعيين الجبهويين سابقا باليمنية والأندحارية والتراجعية والذيلية وما الى ذلك من توصيفات ثم يقيم اليوم جبهة مع رفاقه البعثيين أم أنها امتداد لجبهته السابقة مع صدام عندما أجرى مفاوضات معه لتشكيل جبهة وأصبح بعدها زعيما للشيوعيين المتفاوضين مع صدام وأستلم الإعانات الكاملة من حكومة بغداد ليشكل مجموعة تعمل لصالح المخابرات العراقية تحت واجهة شيوعية.

ويتساءل الدكتور المقاوم من رصيفه المرادي(أم تراك لا تعرف أحدا في مقاومتنا الباسلة على طول الساحة العراقية وعرضها؟ إن كان الجواب بأنك لا تعرف احد وهذا اغلب ظني, فمن أين تستقي معلوماتك عن أولاد شنعار؟ وإن كنت تعرف فهل هو من الفصائل التكفيرية أم من فصائل الجهاد التي تضع الله والوطن وهدف التحرير فوق كل اعتبار؟) سوّد الله وجوهكم ووجوه مقاومتكم ،أي مقاومة هذه أيها الجبناء ولماذا هربتم من بغداد وسلمتم حطامها لأسيادكم الأمريكان وإذا كنتم مقاومين فعلا فلماذا لم تموتوا تحت أسوار بغداد بل هربتم كالفئران المذعورة عندما يطاردها القط،أين كان عزة الدوري الذي تسبغ عليه من صفات البطولة ما يزري بكل الأبطال عبر التاريخ،ومتى وضعتم الله والوطن أمام أعينكم حتى تدعون اليوم بالوطنية والدين،ومتى كان البعثيون من أصحاب الأديان أو المعترفين بالدين أصلا وهم مجموعة من المرتزقة القتلة السفاكين الذين لا يتورعون عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل مصالحهم الخاصة،وهل تعتقد أن كلماتك هذه يصدقها أحد بعد اليوم سواء من أولاد شنعار أو أولاد سردار ،كفاكم خزيا وضحكا على الذقون فقد عرفكم الشعب وعرف حقيقتكم وعرف أنكم عملاء وأنكم السبب في كل المآسي التي جرت أو ستجري على العراق وأنكم السبب في مجيء الاحتلال الأمريكي بعد أن أخرجه العراقيون (بالقنادر) في 14 تموز ولكن تآمركم وخستكم ودناءتكم كانت وراء عودة الاحتلال وأن الشعب العراقي كان قادرا على مواجهة الغزاة ولكنه لم يقف الى جانبكم لما مارستم معه من أفعال جبانة تقشعر لها الأبدان.

ويطلق الدكتور كاظم على التكفيريين من عصابات القاعدة صفة الأجرام متناسيا أن سيده عزت الدوري هو المنظم والممول للقاعدة وهو راعيها في زمن الدكتاتورية الرعناء،وأنه كان وراء قيام التنظيمات السلفية وإنمائها وكان مسئولا مسئولية مباشرة عنها حيث قام بتعيين أئمة الجوامع من السلفيين المجرمين وكان يمدهم بالأموال الطائلة وقد امتدت تنظيماتهم الى المدن الوسطى والجنوبية وأصبح في كل مدينة عراقية جامع أو أكثر يروج للفكر السلفي ،وقاموا بإنشاء التنظيمات في تلك المدن ودفع الأموال الطائلة لمن ينضوي تحت لوائهم،بدعم وإسناد من الحكومة العراقية ،وكانوا وراء بذور الفتنة التي عمل لها صنائع الاحتلال من البعثيين الذين تسربوا الى الأحزاب الدينية الفاعلة وارتدوا لبوسها وتمذهبوا بمذهبها ليعملوا على إشاعة الفتنة بين العراقيين ،وما يجري حاليا في العراق من فساد مالي وأخلاقي يقف خلفه البعثيون الذين ارتدوا لبوس الدين وعادوا الى الساحة العراقية بلحى وعمائم فصلت في دهاليز البعث وأقبيته العفنة وهذا ما ردده الدكتور كاظم في مقاله عندما قال أن البعثيين قد دخلوا في غمار الأحزاب الإسلامية بكل تلاوينها وأنهم وراء ما يحدث ،لأنه يجري بمعرفتهم وتخطيطهم مما يعني أن هؤلاء الداخلين في غمار هذه الأحزاب لا زالوا يعملون بوحي من أسيادهم البعثيين.

ويتباكى الدكتور خضير على (سيد الشهداء) وأصحابه الميامين الذين قضوا نحبهم معلقين في المشانق الشعبية، ولا أدري من هم الشهداء الذين تسيد عليهم صدام ،هل يريد بهم القتلة المجرمين الذين أذاقوا العراقيين الموت بأشكال وأشكال ،وهل حقا أن البعثيين القتلة الذين سقطوا صرعى جراء أعمالهم الجبانة يستحقون أسم الشهداء أنني أبرء الى الله من شهداء على هذه الشاكلة،فليس شهيدا من قتل عراقيا أو ساهم في دمار العراق وسرقة أمواله وأذاق شعبه المصائب والويلات ألا يكفيكم خزيا وعارا الترحم على صدام الذي لو كان يمتلك شيئا من الرجولة لقضى قتيلا دون أن يسلم نفسه الى أسياده الأمريكان معتقدا أنهم سيطلقون سراحه جزاء الخدمات الجلى التي قدمها لهم طيلة حكمه،أن صدام لو كان يعلم انه سيقضي نحبه بحبل الجلاد لانتحر ولكنه لجبنه وخوره لم ينال شرف الانتحار كقائد مهزوم في معركة أعد لها الجيش الكبير كما حاول أن يوحي للعالم والعراقيين ،نعم أنه سيد الجبناء وهو لقب يستحقه عن جدارة وتقدير ،فلم أسمع أن قائدا كان يدعي البطولة والرجولة والشهامة قضى تحت أرجل الجلادين فالقادة الحقيقيين الذين يعرفون قيمة أنفسهم ينتحرون في مثل هذه المواقف أو يقاتلون حتى الموت،ولعله تناسى أنه قال ذات يوم من خلال وسائل الأعلام أن صدام لا يقتله إلا مسدسه هذا وأشار لمسدسه،فما حدا مما بدا حتى يموت سيدكم تحت أرجل العراقيين.

يتبع

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com