|
فضائيات اليوم ...
مريم طارق حمودي إنه لايرضى بالقليل, إن سمعه ثقيل ولسانه طويل, مقتحم غير متردد ونسيجه محبوك غير قابل للاختراق, وهو دائما ضحية قراره إن قرر لا يثني, وقراراته تتصاعد بوتائر عالية, إنه لا يعود إلى نقطة البداية, والمرحلة التي يغادرها تصبح رخوة أمام المرحلة التي هو عليها. إنه لايخدع نفسه ويخدم غيره .. إن الطابع العام للصحف والمؤسسات الإعلامية, كثيرة جدا وصغيرة جدا. بعد أن اُخرجت من الأحزاب والتيارات التقليدية المتجذرة من القوميين والشيوعيين والإسلاميين. إن الإعلام العراقي مرغوب ولم يعبر حتى الآن عن إرادته الديمقراطية الحرة بسبب التهديد المباشر من الإرهابيين ولان تجربتنا الليبرالية بالأساس تجربة ناشئة. ولهذا فلم يستطيع الإعلام العراقي أن يشكل قوة ضغط أو قوة تعريف لمواجهة الإرهابيين ولا ضير عندي إن اعتبر الإعلام العربي قد انتصر لأول مرة في العصر الحديث على الإعلام الأمريكي. كيف؟ بإحصائية, تبين لي أن هنالك (700) ساعة بث تلفزيونية يوميا للإسناد منظمات الغير قانونية, أو تقديم مبرر لها. أو ملاطفتها بإيجاد تحوير لغوي ليصبح فيه الاعتداء على طلاب كلية الهندسة بقذيفة هاون هو هجوم, وهذه المفردة لمنح المهاجم حقا لأنه يهاجم معسكرا آخر وليس حرما جامعيا فيما المعسكر هو صف دراسي, لأبناء العراق الذين يشتركون في إعماره لقطع دابر الكفاءات العراقية . في (700) ساعة بث, هناك تحريض على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى السلطة أيا كانت, وتشهير شخصي ضد احد الوزراء, عبر صحف ممولة من الجوار العربي. ماالذي يقابل هذه الحملة الشاملة الكاملة؟ إن الفضائيات العراقية أما إن يكون بعضها جزء من الإعلام العربي, لأنها ممولة من ذات المصادر, أو إنها شبه بدائية وشبه عاجزة عن أداء وظيفتها, حتى تلك التي تدافع عن حق الحياة للعراقيين وتدين الإرهابيين بأسمائهم مع تقديري للدوافع النبيلة وراء تأسيس هذه الفضائيات لكن لاتقوم بدور يذكر في الصراع الإعلامي ,لاسيما إن هذه الفضائيات ذات طابع ديني محكوم بقواعد وتقاليد الإعلام الإسلامي , وكان ممكنا أن يخصص بث مستقل من زمن الفضائية الطويل لما هو إعلامي محض, مثلما تفعل الفضائيات العربية الفاعلة والمؤثرة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |