الثقافة في عام؛ بابل عاصمة الثقافة العراقية
محسن ظافرغريب algharib@kabelfoon.nl
نائب رئيس الإشتراكية الدولية رئيس جمهورية العراق جلال طالباني خلال حضوره مؤتمر الأعضاء الدائمين في منظمة الإشتراكية الدولية SI المنعقد في العاصمة اليونانية أثينا في فاتح تموز 2008م صافح رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق رئيس حزب العمل الإسرائيلي أيهود باراك، إذ ألقى الرئيس طالباني خطابه، فبادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم أيهود باراك لمصافحة الرئيس طالباني". الذي استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني متعاملا مع الموقف بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الإشتراكية الدولية وليس بصفته رئيس جمهورية العراق
وأن"ما جرى لم يكن سوى سلوكاً إجتماعياً لاينطوي على أي معنىً أو تداعيات أخرى، ولا يُحمّل العراق أي التزامات، كما إنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغايرٍ لسياسات جمهورية العراق و توجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية والمستندة الى الإجماع العربي والمبادرة العربية و مقررات الشرعية الدولية".
ونَزَلَ الرّبُّ لِيَنظُرَ المدينَةَ والبُرج اللذَينِ كانَ بَنو آدمَ يَبنونَهما. فقالَ الرّبُّ:ها هُم شعبٌ واحدٌ، ولهُم جميعًا لُغَةٌ واحدةٌ! ما هذا الذي عَمِلوه إلاَ بِدايةً، ولن يصعُبَ علَيهم شيءٌ مِما يَنوونَ أنْ يعمَلوه! فلنَنزِلْ ونُبَلبِلْ هُناكَ لُغَتَهُم، حتى لايفهَمَ بعضُهُم لُغَةَ بعضٍ». فشَتَّتَهُمُ الرّبُّ مِنْ هُناكَ على وجهِ الأرضِ كُلِّها، فكَفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ. ولِهذا سُمِّيَت بابِلَ، لأنَّ الرّبَ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ النَّاسِ جميعًا(سفرالتكوين/إصحاح11).
حسب وكالة أنباء أميركا إن أرابيك، كشفت خارطة لإسرائيل نشرها أبزر قيادات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة دوجلاس فايث، الرجل الثالث وكيل وزير الدفاع الأميركي(بنتاجون) السابق دونالد رامسفيلد، في إدارة بوش الإبن لشئون السياسات لمدة أربع سنوات، وكان من مهندسي الغزو الأميركي للعراق، في كتابه الأخير"الحرب والقرار"(674 صفحة) الصادر في أميركا، تُظهر العراق مقسم إلى ثلاث دويلات وتشمل لإسرائيل المناطق المحتلة التي تجري المفاوضات بشأنها مثل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.
ودوجلاس فايث، الذي درس مادة الحرب على الإرهاب في جامعة جورج تاون الأميركية، شارك في تأسيس عدد من منظمات المحافظين الجدد وحركة الصهيونية المعاصرة، من أبرزها: منظمة"أورشليم الموحدة"، وهو عضو في جل المنظمات الموالية لإسرائيل، وله دور هام في مراكز ومعاهد مؤثرة مرتبطة بإسرائيل في أميركا مثل"مركز سياسات الدفاع" وفي "المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي" أو"جينسا" وهي معهد للمحافظين الجدد والصهاينة يدافع عن إسرائيل ويعمل على تقوية العلاقات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والبنتاجون فضلا عن التعاون بين المقاولين والشركات في أميركا وإسرائيل في مجال التقنيات العسكرية. وفايث بعلن نفسه على الملأ ليس صهيوني يساري فحسب بل صهيوني يميني قريب من دوائر الليكود الإسرائيلي وقريب جدا من "المنظمة الصهيونية في أميركا" أو "زوا" التي كرمته في أكثر من مناسبة. وقد كتب فايث في عقد تسعينات القرن الماضي يعترض على سياسة الرئيس الأميركي الديمقراطي بيل كلينتون التي كانت تسعى الى اتفاقية بين الفلسطينيين وإسرائيل وسمى فايث عملية السلام وقتها"السلام الخاطئ". غير أن أهم ما يعرف به فايث هو دراسته الشهيرة التي كتبها مع ريتشارد بيرل، المنظر الأكبر لحركة المحافظين الجدد ممن يميلون للصهيونية، بالاشتراك ايضا مع ديفيد ورومسر، وهو مفكر صهيوني يقف وراء عدة مشاريع صهيونية. وكان إسم الدراسة التي وضعها الثلاثة أواخر تسعينات القرن الماضي"إستراتيجية جدية لحماية الحمى" لتأمين دولة إسرائيل.
أن اليهود عاشوا في العراق وتمتعوا بحياة مزدهرة لنحو 2600 سنة وهم إحدى الجاليات العراقية القديمة التي كان تعدادها يبلغ نحو 130ألف نسمة قبل 6 عقود حتى سنة أعلان تأسيس إسرائيل 1948م. وكانت العصابات اليهودية المنتشرة في العراق خلال الحكم البريطاني، قد عملت بوسائل شتى على تهجير أبناء الجالية اليهودية العراقية الى إسرائيل. وبحلول سنة 1952 غادر العراق أكثر من 123 ألف عراقي يهودي متوجهين الى عواصم بلدان شتى فيما وصل أغلبهم بعد ذلك الى اسرائيل ضمن خطة لدعم هذا الكيان سكانياً. وبعد عقدين من الزمن الزمن الردىء، هاجرت أعداد أخرى كبيرة، كما ترك العراق عدد منهم بعد حرب الخليج 1991م. ولم يبق منهم إلا عدد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين الإثنتين لتصفقان لهم، عندما غزت الولايات المتحدة وطنهم أبُ الدنياالعراق.
وذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية: يعترف يهودي عراقي المولد يعيش في إسرائيل أنه وراء تهريب مجموعة كبيرة من كتب قديمة ونادرة جداً من العراق الى إسرائيل بأعقاب الغزو، زاعماً أنها صودرت من يهود يعيشون سابقاً في العراق. أن مجموعة كبيرة تتكون من نحو 300 كتاب نادر وقيم زُعم أن الجالية اليهودية في العراق كانت تمتلكها، وأن لانظام(صدام المُدان دوليا) صادرها، ظهرت مؤخراً في إسرائيل ونقلت الوكالة الفرنسية عن صحيفة إسرائيلية في 27 حزيران 2008م قولها، إن هذه الكتب اختطفت سراً الى إسرائيل. وأكدت أن مجموعة الكتب تتضمن 1487 تعليقاً على"سفر أيوب التوراتي"، فضلا عن مجلد آخر عن الأنبياء التوراتيين مطبوع في فينيسيا سنة 1617م، طبقاً لما قالته صحيفة(هآرتز) اليومية الإسرائيلة. والمجلدات جزء من مجموعة ضخمة من الكتب التي يقال أن جهاز المخابرات العراقي السابق، كان قد صادرها واحتفظ بها داخل واحد من مكاتبه السرية في العاصمة بغداد الى أن كـُشف عنها بعد غزو العراق سنة 2003م. والكثير من هذه المجلدات لحقها الأذى خلال عمليات القصف الجوي والصاروخي التي تعرضت لها مباني الحكومية العراقية في الأسابيع الأولى للحرب، وبعد سقوط بغداد حيث جرى نقل فوري للكتب وخزنها بشكل مؤقت في مكتبة الكونغرس بواشنطن حسب إحدى الروايات. وفي غضون ذلك، فإن كتباً أخرى انتهت الى أيدي تجار أخصائيين!. ونقلت صحيفة(هآرتز) عن يهودي مولود في العراق(موردخاي بن بورات)، مؤسس(مركز التراث اليهودي البابلي في القدس) قوله:"لقد اشتريناها من اللصوص". وأخبر(موردخاي) الصحيفة الإسرائيلية أن مؤسسته دفعت لهؤلاء اللصوص نحو 25$& ألف دولار–حسب زعمه-. وفي التفاصيل تذكر الوكالة الفرنسية نقلاً عن صحيفة(هآرتز) أن(موردخاي) أرسل منذ البدء مبعوثاً الى بغداد، شحن الكتب مباشرة الى إسرائيل، لكنّ الأميركان عندما علموا بنشاطاته منعوه من نقل المزيد من الشحنات، وأجبروه على تهريب البقية، حسب المنطق الذي تتحدث به الصحيفة الإسرائيلية. وكشفت المزيد من التفاصيل عن عملية السطو على كتب في التراث غاية في الأهمية وتهريبها الى"تل أبيب" من قبل ضباط في الموساد الإسرائيلي كان دخولهم الى العراق سهلاً جداً بعد الغزو الأميركي. وما يؤسف له أن الدوائر الثقافية المسؤولة في العراق وفي مقدمتها وزارة أبُ إسراء"د. أكرم الحكيم"("الثقافة" في عام؛ بابل عاصمة الثقافة العراقية 2008م) تضرب صفحاً عن متابعة هذه التفاصيل، فيما لم يسمع أحد حتى اعتراضات من رئاسة الحكومة العراقية ورأسها ابن بابل أبُ إسراء"نوري المالكي" أو الخارجية العراقية، بشأن الكتب القيمة جداً التي تعترف مصادر إسرائيلية اليوم بسرقتها، ولاغرو ولافخر!.
في 26 حزيران المنصرم، أفتتح في عاصمة القطر الأوربي المانيا برلين معرض فني(بابل الحقيقة والخيال)، مشترك بين متحف اللوفر في باريس والمتحف البريطاني في لندن ومتحف(برجامون). يستمر حتى 5 تشرين أول 2008م، يسلط الضوء على حضارة بابل مركز الحضارة، والمدينة التي عاش فيها البشر من شتى المشارب بسلام، يتحدثون لغة واحدة ثم حلت عليهم اللعنة وتبلبلت ألسنتهم. يضم المعرض مجموعة من أنفس الآثار البابلية، على رأسها مجموعة قوانين حمورابي، شرعته الشهيرة، أقدم وأشمل القوانين في وادي رافدين(صدى الأنين الحزين) والعالم، مسلة حمورابي وتحوي 282 مادة تعالج مختلف الشؤون، فيها تنظيم لكل مجالات الحياة، على جانب كبير من دقة واجبات الأفراد وحقوقهم في المجتمع، كل حسب وظيفته ومسؤوليته، أصبحت نبراسا يهتدي به مشرعو القوانين حتى يومنا هذا. ويذكر المؤرخ اليوناني الشهير"هيروديت" أن لمدينة بابل كان وقع"قوي وفريد" على نفسه عندما زار مهد حضارة بلاد ما بين النهرين، مهد اختراع الكتابة الأبجدية.
Babylon System مصطلح ولد أثناء فترة السبي البابلي لليهود وأضحى نظام بابل المتداول بكثرة هذه الأيام. ويشير إلى عالم الشر في السياسة. فبابل لا تقتصر فقط على العقاب السماوي لبني البشر بسبب شططهم، إنما تمثل المدينة أيضا رمزا للإستعباد والقهر لدى اليهود. الملك البابلي نبوخذ نصر استولى على القدس في القرن 5 ق.م، وسبى آلاف اليهود وأجبرهم على العمل في مملكته. كلمة بابل باللغة الأكادية تعني"باب الرب"، وأطلال بابل عند مدينة(الحلة الفيحاء القشيبة) بين نهري دجلة والفرات وسط العراق.
أنفس قطع المعرض بوابة عشتار الأشهر، وصلت على يد الأثري الألماني"Robert Koldewey" الذي كان ينقب عن الآثار في منطقة أطلال بابل مطلع القرن الماضي الذي شابه إستهلال قرن عودة الإحتلال 21م. وبرج بابل رمز الخيال والألم، ودليل على التقدم. البوابة بنيت في القرن 5 ق.م أيضا، يبلغ ارتفاعها 12م، وتزخر واجهتها ذات اللون الأزرق برسوم زاهية تجسد الأُسُود والتنانين والثيران. وكانت البوابة جزءً من الخندق المائي الذي يحيط بأحد عجائب الدنيا السبع(جنائن بابل المعلقة). وكانت(الجنائن المعلقة) أشهر معلم، يُدخل السرور لقلب الإنسان الناظر إليها، زرعت فيها كافة أنواع الأشجار والخضار والفواكه والزهور، لتظل مثمرة على مدار مواسم العام لوجود الأشجار الصيفية والشتوية فيها، كما وزعت أنواع التماثيل بأحجام مختلفة. أراد البشر بناء البرج كي يصلوا السماء كبرا وخيلاءً فعاقبهم الرب على صنيعهم وبلبل ألسنتهم فعجزوا عن فهم بعضهم البعض!. يقسم المعرض إلى قسمين رئيسين أحدهما عن أسطورة بابل والآخر عن واقع حضارة بابل، ويضم أكثر من 800 قطعة أثرية وفنية. ويضم المعرض نسخة من قوانين الملك حمورابي أشهر ملوك بابل، والنسخة الأصل من القوانين مكتوبة على حجر الديوريت الأسود ومحفوظة في متحف اللوفر في عاصمة القطر الأوربي فرنسا باريس النور الساحرة التي لم تنس سحر ساعة هارون الرشيد هدية حرة الدنيا بغداد لباريس مليكها أبُ ملوكها شارلمان الكبير.
الرسام بوكاس فان فاكنبورش يتصور برج بابل
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب