هل توجد ديمقراطية في العراق؟

 

عبد السلام الخالدي

 salam_khalidi@yahoo.com

الديمقراطية في مفهوم الفنان الكوميدي المصري عادل إمام هو أن تقول رأيك بكل صراحة من دون أن تجلس على الكرسي (بالمشألب)، والمشألب تعني باللهجة المصرية (بالمقلوب)، أما مفهوم معنى كلمة الديمقراطية في الغرب هي أن يقول الشعب وتسمع الحكومة ثم تنفذ، مع الأخذ بنظر الإعتبار شرعية مايطلبه الشعب.

نأتي إلى العراق بلد الديمقراطية الجديدة، أتعرفون لماذا يطلق لقب الجديدة على الديمقراطية في العراق؟ لأنها جديدة بالفعل ولو بحثتم في جميع دول العالم المتحضر والمتخلف فلن تجدوا كديمقراطية المواطن العراقي، السبب واضح ولايحتاج إلى دليل، فالمواطن العراقي يعتبر الديمقراطية هي مجرد شتم وسب رئيس الدولة أو رئيس وأعضاء الحكومة والنيل منهم بسبب أو بدونه، يضاف إلى ذلك التشهير ونشر الغسيل على حبال الفضائيات المغرضة من دون أي مسوغ، هذا النوع الثالث من الديمقراطيات الذي نعيشه في العراق لايسمى ديمقراطية، لاجديدة ولا حتى عتيكة، والسبب هو عدم وجود آذاناً صاغية لمطالب الشعب المشروعة ولأبسط حقوقهم في العيش الرغيد، ولتسهيل مفهوم كلمة الديمقراطية على بعض السادة الوزراء سأقص عليهم حادثتين ، الحادثة الأولى وقعت في بريطانيا حيث أن القانون البريطاني لايجيز للشرطي بحمل السلاح، ولورود معلومات تفيد بتنفيذ عمليات إرهابية وحفاظاً على حياة المواطن البريطاني أمر وزير الداخلية جهاز الشرطة بحمل مسدس فقط لحين إنتهاء الأزمة، إستيقظ السكان صباحاً وذهلوا مما رأوه، وقامت الدنيا ولم تقعد، فالمظاهرات عمت شوارع العاصمة لندن منددين بهذا القرار، علم وزير الداخلية بما جرى، لم يذهب إلى الوزارة بل أرسل إستقالته، أما الحادثة الأخرى فهي ليست ببعيدة وسمع بها المليارات عبر وسائل الإعلام المختلفة، القصة سادتي وزراء الحكومة العراقية المحترمون هو إكتشاف حالة فساد في وزارة الزراعة اليابانية، فما كان من وزير الزراعة الياباني إلا الإنتحار، هل سمعتم سادتي الأكارم؟

سيدي القاريء الكريم بعد أن إطلعت على ماورد أعلاه ماعليك إلا الإجابة عن السؤال الذي يقول: هل توجد ديمقراطية في العراق؟ جوابي المتواضع لا، والدليل هو لم يستقل أي وزير أو مدير عام، ولو كانت ديمقراطيتنا حقيقية لإستقال وزيرا النفط والكهرباء لخدماتهم الجليلة التي يقدمونها للشعب، ولإستقال وزيرا الداخلية والدفاع لقيام بعض منتسبيهم بإحتقار وإهانة المواطن العراقي يومياً آلاف المرات، مع الإعتذار لرجال الأمن الشجعان والشرفاء، ولغستقال الوزير الفلاني والمدير العام الفلاني والوكيل العلاني ووووووووو والقائمة تطول، (ولايهمك سيدي الوزير خلي الشعب يكعد عالكرسي بالمشألب، المهم إنت كاعد عالكرسي عدل، بس ديروا بالكم ترة يجي يوم ومراح تلكون شي تكعدون عليه).  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com