|
العمل الشريف من اجل العيش ليس عيبا، بل شرف يقدس. بعد تحرير الكويت من قبل قوات التحالف وانهزام الجيش العراقي امام ضربات تلك القوات ، ورغم هزيمته تمكن من فرض الامن والاستقرار والقانون واعادة الحياة نوعا ما، من الفاو الى زاخو. ولكن الولايات المتحدة الامريكية التي كانت تدور في مخيلتها الشرق الاوسط الجديد، جعلت من شمال العراق ملاذا امنا للاكراد، وفي جنوب العراق تم حضر الطياران العراقي وهذا كان نوعا من الحماية للشيعة. اذ بقي الشعب التركماني المغلوب على امره تحت مطرقة واضطهاد العهد البائد وعليه كان المتضرر الوحيد بعد وقبل تحرير الكويت (اي منذ تأسيس دولة العراق كان الشعب التركماني فقط مظلوما ولحد هذا اليوم) . لان الاكراد كانوا يتمتعون بالسلطة المركزية (الحكم الذاتي) منذ سنة 1974 ولغاية 1990 وبعد ازمة الكويت كانوا يتمتعون بملاذ امن في شمال العراق بحماية الولايات المتحدة الامريكية وتركيا وفي هذه الفترة حيث قاموا بتدريب ميلشيات البيشمركة وجعلها قوة لا تستهان بها وتأسيس كيانا يشبه كيان اي دولة وذلك بتأسيس كافة المرافق الحيوية في منطقة الملاذ امن من تأسيس جهاز الشرطة والامن والاستخبارت وتعليمهم على كيفية تاسيس الدولة وتحسين ظروفهم الاقتصادية وذلك بتخصيص 13% من عائدات نفط العراق لهم كل هذه جرت وبمساعدة كبيرة من قبل الحكومة التركية وبحكوماتها المتعاقبة وبدون استثناء (ناسين او تم اهمالهم بشكل او اخر ابناء عمومتهم الشعب التركماني المظلوم الذين يعانون كل هذه المظالم باعتبارهم من انصار الحكومة التركية) كانوا على علم اليقين بأن الاحزاب الكردية تقوم بمضايقة واضطهاد الاحزاب التركمانية والمهجرين قسرا من التركمان ومعاملتهم معاملة اللانسانية (والموجودين منهم في تركيا الذين هربوا من بطش صدام حسين كانوا يمارسون بعض الاعمال كغسل السيارات وغيرها من الاعمال التي لم تكن تليق بنا في تلك الظروف) . وكان المفروض على الحكومة التركية انذاك بتخصيص قسم من شمال العراق ملاذا امنا اي بمعنى اخر منطقة لتدريب الهاربين والمهجرين من التركمان من اضطهاد العهد البائد ساحة لتدريب هؤلاء على مختلف انواع الاسلحة وتشكيل قوة تركمانية مثلما تشكلت مثل هذه القوات في ايران كمنظمة بدر والجيش المهدي وغيرها ، ان كانت للتركمان قوة مثل هذه القوات كانت بأمكانهم وبعقليتهم النيرة ان يحافظوا ويحموا انفسهم من اضطهاد الاحزاب الكردية اليوم . علما بان الشعب التركماني كان يفقد جزءا كبيرا من جسده الا وهو اربيل وكفري انذاك الم يكن من واجب الحكومة التركية ان تجعل من اربيل وكفري ملاذا امنا للتركمان والسليمانية ودهوك ملاذا امنا للاكراد رغم جعل الحكومة التركية من ملاذ امن ما تشابه دولة للاكرد واليوم يستاؤن عندما تتكلم تلك الحكومة عن كركوك بأنها تدخل سافر في الشأن الداخلي للعراق . ( وهنا اخاطب ساسة الحكومات التركية التي حكمت تركيا منذ اعلان ملاذ امن للاكراد ان يروا ويسمعوا ما تفعله الاحزاب الكردية بعد خسارة تركيا امام المانيا في كرة القدم للامم اوروبا باطلاق اعيارات نارية ابتهاجا بفوز المانيا على تركيا وهذا جزء من جميل تركيا تعود عليهم من الاحزاب الكردية ان لم تكن هذا الموضوع مهما جدا ولكن تعتبر بعض التصرفات مجاملة لهذه الجهة او تلك واترك الجواب لساسة اتراك ، وسئل احد الذين يطلقون عيارات النارية لماذا هذا الابتهاج قال بالحرف الواحد كلفنا بهذه العملية من قبل القيادات السياسية الكردية ). لو كانت الحكومة التركية ساعدت ابناء عمومتها من التركمان افضل بكثير مما كانت تساعد الاحزاب الكردية تحت شعار الديمقراطية الشفافة والدفاع عن حقوق الانسان واليوم نسأل الحكومة التركية اين هذه الديمقراطية الشفافة التي كانت تنادي بها وتحمي الاكراد وكانت تلك الاحزاب وتحت تلك الشعارات المزيفة تضطهد التركمان وتسفرهم خارج ملاذ امن عندما كان احد ابناء الشعب التركماني يتلفظ بكلام لا يعجبهم ( لا اود الاطالة في هذا الموضوع كثيرا لانه معروف لجميع الذين عاشوا انذاك في منطقة ملاذ امن ) . واؤكد صحة ما ذهبت اليه بعد سقوط كركوك دخل قسما من التركمان المتواجدون في اربيل انذاك الى كركوك عن طريق محافظة السليمانية لمنعهم من دخولهم الى كركوك من قبل حزب الديمقراطي الكردي ودخلوا الى كركوك بالملابس الكردية لا حول لهم ولا قوة واترك جواب للحكومة التركية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |