|
هل العراق بحاجة لإعلان استقلال على غرار الإعلان الأمريكي للاستقلال في 1776م؟
د. حامد العطية تمر اليوم ذكرى إعلان الاستقلال الأمريكي في 4 تموز 1776م، والذي أدان فيه ممثلو الأمريكان المستوطنين السياسات والتصرفات القمعية والتعسفية للعرش البريطاني في الولايات الأمريكية، واعتبروها أسباباً كافية ومقنعة لممارسة حقهم، بل واجبهم،الطبيعي والمشروع فيما اسموه "تغيير السلطة الحاكمة"، والذي تمثل في إعلان الاستقلال عن الحكومة البريطانية، ومن أهم الأسباب التي احتج بها مستوطنو المستعمرة البريطانية في أمريكا على الحكومة الأم في بريطانيا ما يلي: - عسكرة القوات البريطانية في أمريكا من دون استئذان البرلمان المحلي. - وضع القوات البريطانية في أمريكا فوق السلطة المدنية الإدارية في المستعمرة. - حصانة القوات البريطانية من الملاحقة القضائية عن الجرائم التي ترتكبها بحق مواطني الولايات الأمريكية. - تخريب الأراضي وحرق المدن وقتل السكان. - الاستعانة بالمرتزقة الأجانب. - تأليب جماعات من المستوطنين الأمريكان ضد جماعات أخرى وتسليحهم وحثهم على التقاتل فيما بينهم. - التحريض على الفتنة الداخلية بين السكان الأصليين والمستوطنين. لهذه الأسباب أعلن أسلاف الأمريكان الحاليين استقلالهم عن بريطانيا، وأمريكا في حينها مستعمرة بريطانية، وشنوا حرباً على القوات البريطانية المرابطة في أمريكا، واستعان ثوار أمريكا في حربهم "التحريرية" بفرنسا، العدوة اللدود لبريطانيا الأم، وقد تسببت المبالغ الضخمة التي قدمتها حكومة الملك لويس السادس عشر للمقاومة الأمريكية في إشرافها على الإفلاس، مما عجل بنهاية الملكية وقيام الجمهورية الفرنسية. من سخريات التاريخ أن يكرر الأمريكان في العراق نفس الممارسات البريطانية القمعية التي دفعتهم للثورة ومقاومة الحكم البريطاني والاستقلال عنه، فهل يجوز للأمريكان اليوم ما لم يجزه أجدادهم لبريطانيا في القرن الثامن عشر؟ يحق للعراقيين اليوم، كما الأمريكان في 1776م، إعلان استقلالهم الفعلي عن أمريكا، ومطالبتها بسحب قواتها بالكامل، ومقاومتها بكل الوسائل والسبل المشروعة إن رفضت الانسحاب، وتحريم كل أنواع الاتفاقات الأمنية معها، والتعامل معها من منطلق السيادة الكاملة واستقلال وحرية القرار العراقي، فإن لم نفعل ذلك فسنكون، وكما يستدل من إعلان الاستقلال الأمريكي، قد فرطنا في حقنا الطبيعي والمشروع في التصدي للطغيان والتسلط الأجنبي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |