|
الاختلاف في الراي لا يفسد في الود قضية
ميادة العسكري -1- اتفاجأ عندما اصطدم بمشاعر سلبية من اشخاص لا اعرفهم .. تحزنني مشاعرهم السلبية، ليس لانهم يستطيعون التاثير بي .. سلبا او ايجابا، فالافكار في راسي لا يمكن ان يغيرها شيء طالما جاءت عن قناعات معينة.. كثيرا ما نسمع بمقولة ان اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضيه، فما دام هو رأي، وليس فعل ، فلماذا يفسد اي شيء؟؟ طالما لم ارفع السلاح في وجه ابيك، ولا في وجهك، فلماذا الهجوم المسلح والضرب تحت الاحزمة من طرفك؟ احلى النقاش هو النقاش الذي ينتهي باستفادة كل منا من الاخر فيما هو موجود في ذهن كلينا، واسوأ النقاش هو الذي ينتهي بان يقلب احدنا الطاولة على المقابل .. في يوم ما، قام احد الزملاء بالتعرض لرمز من الرموز الدينية العراقية، رددت على الاخ الكاتب وانا اسير على قشور بيض من الحذر، لكي لا اجرح مشاعره، واعتذرت له في بداية المقالة .. وبعدها، صارت تجمعنا صداقة اخوية، اساسها اختلاف كبير في الراي.. -2- امس، ارسل لي احدهم ملف باور بوينت حول الضغط النفسي، وفيه تحذير من عدم استخدام المعلومات المدرجة فيه في البحوث والدراسات بشكل عشوائي! لذا، ساطرح جانب واحد من الجوانب المطروحة واطبقه على مجتمعنا العراقي اليوم، مبتعدة عن المحور الذي تمت مناقشة الامور فيه .. اذكر عندما كنت اسير في المنطقة التي كنت اسكن فيها في العراق قبل مغادرتي اياه، كنت انظر الى الدور الفارغة واسرح بعيدا، ترى هل سيفرغ داري ايضا قريبا؟ قبل فترة، اصاب احد الاخوان في العراق بمرض يحتاج الى علاج جدي، قلت له، قبل ان تتحرك الى سوريا او الاردن، اذهب الى شارع المغرب، هناك دكتور في الطب الباطني اسمه الدكتور عبد الجبار، بيته بالقرب من السفارة الهندية .. اذهب اليه وقل له .. ارسلتني ميادة .. ضحك طويلا وخلت بانه يضحك على كلمة "سفارة هندية"، لاني اعيش مطوقة باخواننا الهنود، وهو يقول لي دوما، اعتقد بانك في يوم من الايام ستردين عليّ بكلمة : اجا عوضا عن نعم.. وهو لا يعرف اني احفظ الان جملا هندية كاملة بسبب الاحتكاك المستمر باخواننا الهنود ، وبالكاد اضبط نفسي من هز راسي عند التحدث اليهم ، لان هزة الراس تلك معدية كالرشح .. قال: انت لا تدركين حقيقة مهمة جدا، اننا نعيش في مدينة هجر معظم اهلها دورهم، وخصوصا الاطباء .. العمل وامكانيته متاحة في العراق، ولكن الثمن يرجعنا الى الخيط الاول المتعلق بالاستقرار النفسي. هاتفي عبارة عن هاتف فيه الارقام التي يبدا الكود فيها ب 00964 هي الغالبية العظمى، وربما بسبب نوعية عملي الصحفي، ارقام الهواتف في الجوالين الذين احملهما كثيرة جدا جدا، وهذا يعني اني "على طول" على الخط مع العراق، من زاخو الى الفاو.. مع التركيز على مدينة الصدر للضرورات اللوجستية المطروحة .. ولذا، كثير ما اسمع عبارة "اذا صبح علينا الصبح" او " اذا رجعنا للبيت" صحيح ان الوضع الامني في العراق قد تحسن بالرغم من كل ما يقوله المراقبين عن بعد، الا ان المفاجات لا تزال تحوم خلف الجدارن، وهنا وهناك وهذا ايضا عامل من عوامل انعدام الاستقرار النفسي اما الحرية، والبذل، فامران بحاجة الى ارسطو وافلاطون لوضعهما في المنظور الذي فرضته على نفسي لكي اتقبل الوضع نحن احرار، هذه مسالة ليس فيها جدال واكثر حرية من اي وقت كنا فيه خلال الاعوام ال 35 التي سبقت التاسع من نيسان 2003، ولكننا محكومين بالبند السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهذا يجعلنا مضطرين على قبول وجود الاميركان لفترة اخرى على ارضنا "مرغم اخاك لا بطل" ... اما البذل .. فجود العراقيين من غير الموجود ، مما يجعل هذا العراقي اصل جود حاتم كان الله في عونك يا وطني يا حبيب، يا من على وضعك التعب المرهق هذا، اكثر ايجابية وفاعلية من شعوب وشعوب وشعوب .. -3- سؤال : لو كنتِ تمتلكين اذيتي الفعلية ، كما امتلكها انا ازاؤكِ، ماذا كنت ستفعلين ؟ الجواب يحدده طيب واصل الانسان ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |