|
زهير كاظم عبود والانتخابات على الأبواب، منها انتخابات مجالس المحافظات أوبعد ذلك أنتخاب أعضاء مجلس النواب للعراق الاتحادي للدورة القادمة، وستتشكل على ضوء هذا الأمر قوائم أما أن تكون مفتوحة، أو أنها ستعلن مغلقة، أو سيتم الخلط بين الطريقتين، وفقا للتجربة المريرة السابقة وعلى ضوء ظروف العراق وأرادة الكتل والأحزاب السياسية الفاعلة، وهناك من سيتقدم بثقة للترشيح إزاء ما قدمه وحققه من وعود وأفعال ترجمها الى حقيقة من خلال تفاعله ونضاله وجهاده على الساحة العراقية من خلال مجلس النواب، من خلال تفاعله مع قضايا الناس وحضوره الدائم في المجلس، وحرصه على القضايا المطروحة، وبالتالي تطبيقه عمليا القسم الذي ردده عند توليه عضوية المجلس، وبين تلك الأسماء برزت لنا عدد من النساء العراقيات اللواتي أثبتن إن العراق لم يزل بخير، وأن التطلع للغد الديمقراطي والعمل من أجله سيتخطى المطبات والحواجز التي يضعها بعض من أجل أعاقة الوصول الى غد الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني، مجتمع السلام والمحبة والتآخي، تلك النسوة نستطيع التباهي بأفعالهن وأقوالهن وصدق منهجهن وتمسكهن بالثوابت التي التزمن بها أمام الجماهير، فأكتسبن محبة الناس وتقديرهم، واكتسبن رضا العراق . وفي كل ألأحوال فأن الدستور العراقي نص في الفقرة رابعا من المادة 49 على أن يتم تحقيق نسبة للنساء العراقيات لاتقل عن الربع من عدد أعضاء مجلس النواب وبهذا الإلزام يتوجب على المشرفين عن الانتخابات وعلى القوائم المرشحة لخوض هذه الانتخابات أن تلتزم بهذا العدد المنصوص عليه حصرا ضمن الفصل الخاص بالسلطة التشريعية، وفي تكوين شكل مجلس النواب العراقي، وحتى يمكن أن يكون هناك تجانس نسبي بين الرجال والنساء ضمن هذه المجالس . ولم يأت هذا العدد من فراغ، ولم يكن هذا الرقم اعتباطيا أو مزاجيا، إنما جاء تخطيا لواقع مقيد بأحكام وأعراف بائدة، لم تزل تطغي على الساحة وتسود جوانب الحياة العراقية، هذه الأعراف والأحكام التي غبنت المرأة وظلمتها وحددت دورها الكبير في المجتمع، وأظهرت التناقض في السلوك والممارسة التي يعانيها العديد من الرجال في نظرتهم غير المنصفة والبعيدة عن الموضوعية للمرأة العراقية ومكانتها، إذ أن المنطق يقول أن المساواة التي نصت عليها مواد الدستور، وما يفرضه الواقع العراقي يقضي بأن يكون مجلس النواب مناصفة بين الرجال والنساء، أو ان يترك المجال لحرية الترشيح . إلا أن الحقبة الزمنية البائدة، وما مر على العراق من تهميش لدور المرأة، ومحاولة الإساءة اليها عبر منظمات كارتونية سيئة السمعة تخدم رؤوس السلطة وتسيء للمرأة العراقية، الحقبة الزمنية التي تكاتفت لتكريس تلك الأعراف البائدة والمتخلفة التي تظلم المجتمع قبل أن تظلم المرأة، فقيدت حركتها ومنعتها من أداء دورها الوطني، وقمعتها من خلال نصوص قانونية ظالمة هي التي تفرض تلك القيود . هذه المرأة التي ساندت الرجال في أصعب الظروف، وقادت البيت وتربية الجيل الجديد حين كان الرجال يساقون الى محرقة الحروب، وكانت الظهير القوي والمساند للرجل حين كانت الأحزاب و الشخصيات الوطنية منشغلة بمعارضة الدكتاتورية، هذه المرأة التي تحملت جور الزمن الدامي البغيض والحصار المزدوج الظالم، هذه المرأة التي تحملت التسفير والتهجير وعبور الحدود وفقدت فلذات الكبد وعانت الأمرين ولكنها بقيت بالرغم من كل هذا صامدة وصابرة تتطلع إلى زمن الخلاص من الدكتاتورية لتكنس تلك القيم المتخلفة والأعراف الظالمة، وتبدأ بفتح نوافذ العراق للشمس . ويمكن أن تكون التجربة المتواضعة التي مرت على العراق خلال الفترة التي تلت سقوط سلطة الدكتاتورية جديرة بالاهتمام والتدقيق، قد أبرزت لنا عدد من النساء ممن يفتخر العراق بأدائهن البرلماني وحضورهن الفاعل في الحياة السياسية، وبقدرتهن المتميزة في الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر ثقافة المجتمع المدني، وأمانتهن وحرصهن على المال العام، ولاشك أن هناك في جانب آخر عناصرنسوية بقيت تدور في أفلاكها ومخاوفها من التجديد والتطلع للمستقبل، وهي لاتعبر إلا عن عدم مقدرتها في أن تكون قائدة ونائبة عن الشعب العراقي، ولكننا نتحدث عن الجوانب المضيئة في المرأة العراقية، وعن تلك الأسماء التي عكست بحق تطلعات كل العراقيين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم، تلك النسوة المترفعات عن المشاعر الطائفية والنعرات الشوفينية والنوازع الفردية والتعصب المذهبي أو الديني أو القومي، وهن تلك النسوة اللواتي دافعن عن كل مكونات العراق الدينية بشكل متساوي وبما يليق بالعراق . غير أن الحديث عن تلك النسوة التي تحملن تلك المسؤولية القانونية بتفان وإخلاص، وشمرن سواعدهن لمحاججة البائد من القيم والأعراف التي لم يزل الكثير منها يتحكم بحياة العراقيين، وطرحن البدائل والقيم المشرقة الجديرة بالالتزام،الحديث يطول عن ذلك الجهاد، وحق علينا أن نقف لهن إجلالا وتقديرا للشجاعة والثبات على الموقف الإنساني، وعن الدعوة بإصرار لإقامة المجتمع المدني، والبحث الدؤوب عن مفاصل القوانين الإنسانية التي توفر العدالة للعراقيين، والتمسك بالدور الفاعل والمتفاعل للمرأة العراقية، و الحديث عن تلك النساء الفاعلات في الدورات والتأهيل وتقديم الخدمات، تلك الأصوات النسائية التي دأبت على الحضور وعبرت عن قدرة المرأة العراقية أن تخرج من رحم العراق وجراحه لتكون العنصر الأساس في الولادة، لتساهم بشكل جاد في ترميم الخراب ورصف معالم العراق الديمقراطي الاتحادي، تلك المرأة التي كتبت مع الرجال تأريخ النضال العراقي، وقدمت من التضحيات الجسام من اجل تلك الشراكة الإنسانية . النسبة التي حددها الدستور لاتشكل التطلع الحقيقي نحو المستقبل العراقي مع أن النص يقيد هذا الحلم المشترك، فالعراق يمثله جميع النواب دون شك، والنائب يمثل أيضا كل العراق، ويفترض أن تكون لنساء العراق النسبة المتساوية مع الرجال، وكما يفترض أن يتم استغلال تلك الكفاءات والطاقات النسوية في عملية ترميم الخراب العراقي وبناء دولة القانون والديمقراطية، وان يضع العراقيون ثقتهم العالية بتلك الأخوات والبنات الأصيلات، اللواتي أدين الأمانة بشرف وباقتدار، فكن نعم النائبات والمسؤولات والقياديات . لم يزل ذلك الظلم والنظرة القاصرة نحو المرأة تسود في عقول العديد من الرجال، فلم تحظ المرأة العراقية بفرصة قيادة المحافظة ولا تم تكليفها بمهام أساسية في الدولة العراقية، ونسبة مشاركتها في الوزارات أقل من المتواضعة والضعيفة بالنتيجة، ولم تزل تكافح وتجاهد من أجل ترسيخ مكانتها الدستورية والقانونية والأجتماعية التي تليق بها في العراق الجديد . ضعوا ثقتكم بهن بعد تلك التجربة المتواضعة التي مرت على العراق ولم تزل تلك القامات الشامخة والوجوه البهية تزيدنا إصرارا وثباتا على تخطي كل زمن المرارة والتحدي حتى يمكن أن نحقق الحلم العراقي في وطن تكلله الديمقراطية وحقوق الإنسان، نبنيه رجالا ونساءا جنبا إلى جنب . تحية لتلك الأسماء العراقية الناشطة والمتطلعة للمستقبل الديمقراطي في العراق، والمناضلة من أجل أن يكون العراق وطن الجميع، هيرو إبراهيم أحمد و صفية طالب السهيل وزكية إسماعيل حقي وساميه عزيز محمد وهناء أدور وميسون سالم الدملوجي وأزهار الشيخلي وأزهار الشعر باف ووجدان ميخائيل وشادمان علي فتاح وزكية خليفة وشميران مروكل وبشرى برتو وثمينة ناجي يوسف وسافرة جميل حافظ وسلام الدلال وعلياء الأنصاري وباسمه بغدادي وهيفاء الأمين وغيرهن العديد من الأسماء التي لايتسع لها الورق، ومعهن بالتأكيد كل الأسماء اللواتي يردن الخير والمستقبل للعراق الفيدرالي الديمقراطي ويتطلعن لشمس العراق المشعة على الجميع دون استثناء . النساء اللواتي يتمردن على فرمانات الظلم والاستخفاف والتهميش، ويتسلحن بثقافة المجتمع المدني وحقوق الإنسان، ويعارضن المنهج الطائفي وسلطة الميلشيات ا لتي تزاحم الدولة وتلغي القانون وتنتهك الإنسان، النساء اللواتي يحاربن الإرهاب والتجمعات الإجرامية مهما تبرقعت بالأسماء والأقنعة، النساء اللواتي يفرضن أنفسهن بالمساواة أمام القانون ويطالبن بالمساواة التي أقرها الدستور، ويتحملن المسؤولية بشكل مضاعف ومقتدر . ويستطيع النبيه أن يفرز تلك الأسماء العراقية التي نالت ثقة ومحبة واعتزاز العراقيين، ويستطيع الحريص على أن تكون النساء المتميزات من العراقيات من بين اللواتي يمثلن كل العراقيين دون استثناء . ضعوا ثقتكم بنسوة العراق اللواتي شاركن الرجال في النضال السياسي داخل أو خارج العراق، النساء، وحملن السلاح بوجه سلطة الطاغية، وقطعن مستقبلهن من أجل العراق الديمقراطي وأجلن أحلامهن، وبقين وفيات للرسالة التي حملهن في ضمائرهن .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |