في الذكرى الأولى لفاجعة ناحية آمرلي التركمانية

 

 

 قيصر باقر/ كاتب وأكاديمي تركماني

kayserbakir@yahoo.com

يقول الله في محكم كتابه العزيز
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر الـمؤمنين

يوم السابع من تموز 7.7.2007 وبقلوب فاجعة وألم عميق استقبلنا نبأ التفجير الأجرامي البشع الذي طال ناحية أمرلي التركمانية. في ذلك اليوم الأسود إنطلقت حمم الغدر والقتل بصورة خاطفة و بسرعة البرق لتقطف أرواح مايقارب السبعمائة زهرة من أزهار التركمان الأبرياء من شيوخ وأطفال ونساء من أبناء هذه الناحية المنكوبة وتجرح أكثر من مئات آخرين بهجوم إرهابي عفن وتفجير شاحنة مفخخة محملة بعشرات الأطنان من المواد الشديدة الانفجارأستهدف حياة أعزتنا وأحبتنا حيث سقطوا غدرا بعدما كانوا يكتبون الحياة ويترجمونها بالحرية ويترجمون الفزع الذي كان يعيشونها الى آمال ... والظلام الى شلالات نور والحياة الى حرية ، ودفعوا ثمنها حياتهم نفسها ... ترجموها إلى شهادة

شهدائنا التركمان الأبرار ، قتلهم أولئك الذين يملكون قلوباً للحقد وأسلحة للقتل ، قتلهم أولئك الذين يقتلون والذين يقتاتون تسولاً من قارعة طريق الإرتزاق والغارقون في الوضاعة والذين ينتعشون من تحت الأقبية على روائح الدماء ، قتلوهم لأنهم كانوا من أمة مسالمة ومتمدّنة ترفض أن يبقى العراق ملفاً تحت وطأة الأرهاب الأرعن والبعث الفاشي والقاعده المجرمه الظاله ، بل وطناً عزيزاً كريماً مستقلاً موّحدا.

قتلوهم لأنهم كانوا يقارعون الأرهابيين المحترفين الذين يتقنون فن القتل والذبح وقطع الرؤوس وظنًوا خائبين بأنهم بذلك سوف يكسرون شوكة هذه الشريحه المسالمة الذين إستعصوا على شراذم أقزامهم ولم يحسبوا حساب حياة الشهادة الخالدة التي ظنوا بها نهاية أبناء الناحية فلم تكن إلا نهاية عفنهم وأبدية ضمور أشباحهم

أعزتنا وأحبتنا الشهداء الأبرار سيبقون خالدين وأحياء، وفوق الموت ذلك لأنهم في الطريق إلى الأستشهاد كانوا يمجِّدون الحياة ، ويكتبُون الحرية ، ولأنهم أستطاعوا أن يكتبوا الحرية والكرامة والعدالة ، أحببناهم

إن الأمل باقي فينا نحن التركمان حيث نفتح في كل يوم زهرة من زهور بستان الأمل لنعطر الجو بروائحه الزكية .. وننثرها في كل مكان وزمان نحل فيه في العراق المنكوب .. فإن الأمل والتفاؤل وخاصة في الأوضاع الراهنة لهو أمر مهم لحياة الأمة التركمانية والعراقية من جديد وإن الحياة الكريمة الرغيدة لهذه الأمة آتية لا محالة وزمن البعث والقائد المنهار ولًت والأرهاب والخنازير الأرهابية الى مزابل التأريخ

إن شهداء التركمان في جميع ربوع العراق وخاصة شهداء أمرلي باقون في ضمائر العراقيين ، ويرسمون أحلامهم فوق سماء العراق ، وقد كتبوا احرف اسمائهم من نور ونقشوا أسمائهم وأسم قوميتهم العتيد بفخر وأعتزاز عميقاً في صفحات التاريخ العراقي ، تلك القوافل من الشهداء التي سطرها هذه الطائفه التركمانية العريقة المسالمة البعيده كل البعد عن العنف والتي منحت العراق نخبة رائعة من الكوادر السياسية والطاقات العلمية والثقافية ليتقدموا الصفوف يقدموا أرواحهم قرباناً لخلاص العراق من الطغيان والدكتاتورية في مآثر يعرفها اهل العراق ويستذكرها الشرفاء في كل الأحيان

كم نود أن نقف إجلالاً وخشوعًا أمام مثواهم الطاهر ! مثواهم الذي سيصبح منارًا وشاهدًا على نضال الشعب التركماني من أجلِّ الحريَّة والديمقراطية وأن ما ينعم به التركمان اليوم في العراق الجديد من حيوية وإصرار على مواصلة المسيرة في بناء العراق الجديد والعيش الحر الكريم هو بفضل دماء هؤلاء الشهداء الأبرار والآخرين الذين سقطوا في مختلف المناطق التي يقطنونها

 سنبقى للعهد حافظين وبذكراهم الخالدة متمسِّكين

لعنة الله على المجرمين الجناة المارقين وعلى مأقترفته أياديهم الآثمة ولعنة الله والملائكة والنبيين وآل البيت والصالحين عليهم الى يوم القيامة وعلى كل الظالمين والمفسدين في كل زمان ومكان

نسأل الله عزً وجل أن يخفف هذا المصاب الجلل .. ويسكنهم فسيح جناته

سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان والمجد والعزة للعراق الجديد الديمقراطي الموّحد العادل  والخزي والعار لخفافيش الأرهاب.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com