|
سهيل أحمد بهجت sohel_writer72@yahoo.com شاهدت على إحدى القنوات الفضائية العراقية التي تبدولي رغم إمكانياتها القليلة ـ وهي قناة غير حزبية ـ وكأنها قناة الـسي إن إن والفوكس نيوز إذا ما قورنت بإعلام الأحزاب القومية والطائفية. كانت مناقشة تعكس نمطين من التفكير، الأول هوالنمط والعقل القديم الشعاراتي الخطابي الذي يقيم تنظيره العقلي ـ هذا إذا كان هناك من عقل طبعا!! ـ على القيل والقال والفخر الكاذب بآباء وأجداد لم ينجزوا للعراق شيئا سوى الخراب والكوارث والتعصب "المستمر لحد الآن" والترويج للقتل والحرب والمقاومة التي تهلك الحرث والنسل وتبني الدولة للعصابة وعلى دماء وأرواح الفقراء، والطرف الآخر ـ الجيل الجديد ـ يفكر بعقل العلم والخبرة والإحصاءات والشعور الإنساني وفلسفة المواطنة وأن مصلحة المواطن هي قبل الشعارات الوطنية الرنانة والدينية العاطفية والقومية العمياء. طبعا عندما يتواجه طرفان متناقضان في كل شيء، خصوصا إذا كان زعيم "الدعوة والإرشاد"!! لا يرى في مخالفه في الرأي والعقيدة إلا "كافرا زنديقا" مخطئا إلى حد أنه لا يستحق الحياة فضلا عن التكلم في برنامج على الهواء!! وكان المفتي الإرهابي في المناقشة ـ ملاحظة للقارئ فهوغير معمم ـ لا يترك مجالا للآخرين للحديث فقد ملأ البرنامج بالصراخ والعويل ممجدا بالمقاومة الإرهابية ومشككا بكل الممارسات الديمقراطية في عراقنا الجديد. لكن الأكيد بالنسبة لي هوأن الزمن وعمل العراقيين المؤمنين بحرية الإنسان وكرامته كفيلان بفضح هؤلاء الذين يشككون بالتعددية تحت شعارات "الدين والقومية ومآثر الآباء" ولكن علينا كعراقيين أن نعشق الحرية إلى حد أن نكون مستعدين للتضحية في سبيلها فالعراق لا ما زال مهددا بأن يقوده الهمج والرعاع والعنصريون، ولا ننسى طبعا أن نقول أن الخطر يكمن في أن بعضا من هذه التماسيح البشرية موجود فعلا في الحكومة، ظاهر ناعم وباطنه عنصرية وكراهية وأحلام قومية غبية مدعومة بملالي السلطان والخليفة والسيد "الرئيس"!!..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |