|
بابل في أمستل!
بابل في أمستل 2008م، مهرجان شعري إنتقل من على ضفاف نهر"أمستل" في العاصمة التاريخية لهولندا "أمستردام" (و"أمستردام الجديدة" كان الإسم الأول لجزيرة"مانهاتم" التي إشتراها اليهود لتسمى لاحقا بإسم يورك الجديدة،"نيويورك" أكبر موانىء العالم الجديد الذي إحتضن نصب الحرية الفرنسي المنشأ)، الى ميناء هولندا العالمي"روتردام" الذي فيه نصب لمواطن يستغيث بالسماء من قصف النازي!. أمستردام ملجأ الكتاب المضطهدين، وقد تحولت العاصمة السياسية الهولندية الى مدينة"لاهاي" عاصمة القانون الدولي ومقر محكمة العدل الدولية؛ بيت الصبية اليهودية"آنا فرانك" ذات المذكرات الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، التي سلبها النازي الغازي لوطنها هولندا، طفولتها وحياتها. أمستردام و"لاهاي"، لجأ إليهما الفيلسوف اليهودي الأهل والأصل"سبينوزا"، قادما من البرتغال إثر تسلط محاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال. كتب سبينوزا في أمستردام كتابه"الأخلاق". قاطعه قومه اليهود ورفضوا تدفينه في مدافنهم، فدفنته الكنيسة الكاثوليكية في لاهاي، في مدافنها. ومن رموز شعر الطفولة السليبة في"هولندا HOLLAND"/ مهرجان شعراء الشارع الذي تلى مهرجان بابل هذا، في"روتردام"، الشاعر الهولندي الذي ترجم شعره الى اللغتين العالميتين؛ الإنجليزية والفرنسية(و"لاهاي" إسم فرنسي من إرث حملة السيد بونابيرت وموقفه من اليهود وتأسيس الجمهورية قبل الملكية في هولندا)، ومن إرثه؛ ما يربو على 30 مجموعة شعرية، إنه الشاعر الثمانيني الهولندي"رمكو كميرت"، المولود سنة 1929م في أسرة مثقفة لأب شاعر شهير إستشهد في سن الأربعين في معتقلات الإحتلال النازي بهولندا، وقد جاء في قصيد"المقاومة"، للإبن الشاعر بنبض الأب والوطن الأب؛"المقاومة لا تبدأ بالأقوال المفخمة، بل بمستصغر الأفعال/ مثل رهيف حفيف شجر الحديقة قبل العاصفة/ أو كقطة تصطاد حشرة، كأنهار وسيعة/ منهلها مستدق الصغر!". ومن رموز هولندا في مهرجان(بابل أمستل)، الكاتبة الهولندية الشهيرة"آنا سخمند" ذات الأربعين مؤلف- للصغار والكبار - مترجمة للعديد من لغات أقطار"الإتحاد الأوربي"(الجار لجمهوريتي"المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي"؛ العراق وتركيا/ الصديقة للدولة العبرية). والشاعرة Judith Herzberg التي ولدت في 4 تشرين الثاني الخريفي الحزين 1934م في Amsterdam، وتتنقل بين مسقط رأسها و(بيت حبيب) في"تل أبيب" Tussen Amsterdam en Tel Aviv. حازت جائزة صندوق P.C.Hoofdprijs الأمير الراحل"كلاوس"(الألماني زوج الملكة الأم"بياتريكس") للآداب عن مجموعتها الشعرية سنة 1997م، ومنها؛ صوب ذاك: مترعان فكرا على ما هما عليه صوب ذاك/ ولى عند/ سبع مستويات مدنية، واحدة/ إثر واحدة إستحالت رمادا/ كان الطقس ساخنا، ليس بإمكانك المكوث واقفا على الحصى (لتتقن الدببة الرقص)/ كأوراق في عتمة الأديم/ بصدد النور، الضوء الأخير على شجرة السمن. يسترخيان معا دوما أقل/ يتلامسان النبض، يا للنأي يا للنأي يا للنأي!. شروق: بين ركام من دثار ومشاعر مسبقة أستيقظ، أميط الستائر، أدير المذياع/ على حين غرة يتضح سكارليتي/ على التو يصير كل شىء على ما يرام/ توا كل شىء على ما يرام. الأجداد: يحيون في بيوت جذلى/ لن يهرموا الى الأبد، همو هكذا/ وحال ظنك أنهم تذكروا الموت بمنتهى العجالة/ يفكرون بحلوى الشيكولا. شىء ممض غدهم عدم/ بجعبهم قصص مكرورة الرواية/ ومفردات فقدوها/ وأسماء شوارع دمرت/ بيد أن لا قرارة. يمتعضون ويمتعضون لأجل العشاء./ عندما يجن الليل يحلمون بأنهم يتقافزون على ماء جار/ وآبائهم بلباس جاف/ يصفقون لهم/ في مركبة يعودون بتذاكر الأطفال(للأطفال في هولندا تذاكر مخفضة الأثمان). في بابل هولندا، الشاعر الهولندي من أصل عراقي: روضان الخالدي، أجاد شعرا ونثرا باللغة الهولندية الهجينة المزيجة بالإنجليزية والفرنسية والألمانية ولايعترف بها الدستور الهولندي حتى يعترف الدستور العراقي بالإنسان العراقي المنسي في المنفى. العراقي"خزعل الماجدي" وضع ديوانه الأخير"خريف زورو" أيضا بالهولندية، بعد أن ضاقت أرض العرب بلغة القرآن المبينة وبطلاق بائن لأبناء الضاد والثقافة، علهم ينقرضون مثل ديناصورات وخل وفي، وبقية من جرح وطن ينكأ في موضع الجناح والجنان والوجدان، بكرامة!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |