|
النفط إتفاقيات وأزمه
مصطفى احمد محمد ـ باحث كيميائي لست مختصاً لا في المسائل الاقتصاديه ولا القانونيه ولكن كمراقب تكنولوجي بودي ابداء الاراء التاليه بقدر ما يفرضه الواقع في العراق عموما واقليم كوردستان خاصة : 1. وزارة النفط في بغداد تتصرف وكأن المؤسسات النفطيه بما فيها الاستخراجيه والتحويليه والتسويقيه التي كانت موجوده قبل الاحتلال لا تزال تحتفظ بحيويتها واحيانا تتطرق الى نشاطات وكأن عمليات شركة النفط الوطنيه العراقيه ماضيه على قدم وساق في حين الوزارة اليوم ما هي الا واجهه شكليه لتلك الحقبه التي بدأت من حزيران عام 1972 والى بداية التسعينات . فكانت عمليات الاستكشاف والحفر والانتاج والتسويق ومن ثم عمليات التصفيه والتوزيع تنجز بقوى عامله عراقيه بنسبه اكثر من 90% فجميع تلك العمليات كانت مصدراً للتنميه والتطوير من تشغيل الايدي العامله وتامين المحروقات وانتاج الطاقه الكهربائيه لتجهز حتى البعض من دول الجوار ، اما اليوم ومنذ نيسان 2003 وسيطرة الاحتلال كليا على جميع مرافق الحياة في العراق فقد اندثر شيئ كان يسمى بالقطاع النفطي بكافة مرفقاتها السابقة الذكر بالاضافه الى تشريد الطاقات البشريه الخلاقه التي تراكمت خلال اكثر من نصف قرن ، فلا هناك عمليات استكشاف ولا حفر والمصافي تتهاوى الواحده تلو الاخرى والخبرات هجرت والشيئ الأمرّ تباهي الوزاره بتغطية النقص في المحروقات باستيرادها من دول الجوار . فواقع الوزاره امر لا يحسد عليه للتداعيات والفوضى التي تعم سياستها ومن غير المنطقي ان تثار بين الحين والاخر مناقشات لما يسمى بقانون النفط والغاز والتركيز على استثمارات وطنيه وما شاكل من هذه الاحلام وكنتيجه لهذا الوضع الماساوي فان القانون ومفهوم الاستثمار الوطني سيكونان حبرا على ورق وستجبر الوزاره بالاستعانه بالشركات الاحتكاريه وما بروز قرع طبل اتفاقية المحتل مع الحكومه الا ورقه من اوراق عودة الاحتكارات دون اي جدل وهي نفس ورقة المعاهده البريطانيه لاستثمار نفط العراق عام 1934 لما تم استكشاف نفط العراق .. 2. في اقليم كوردستان هناك مراكز تجهل مبادئ الصناعه النفطيه في الوقت الذي حظي الاقليم بقدوم الزميل الدكتور عبدلله عبدالرحمن عبدلله (آشتي هه ورامي) احد دهاة الصناعه النفطيه العالميه وهو مختص بهندسة المكامن منذ منتصف السبعينات في انكلترا ليتبوأ منصب وزير النفط ونجده احيانا يعرض مواقف متناقضه لا تتناسب مع تلك السيره الشخصيه ينطلق ويقول لا انتاج للنفط في الاقليم وثم يقول ان هناك مبيعات الى دول الجوار من خلال الاقليم وهو نفط اسود . ثم نجد تصريحات من مواقع آخرى بان تصدير النفط من الاقليم يبلغ 50 الف برميل يوميا ووارداتها محجوزه بالامكان ايصالها الى الخزينه المركزيه متى ما شاءت الحكومه العراقيه وان عمليات استثمار النفط لا تتنافى مع الدستور وكأن السكان في الاقليم لا ينقصهم شيئ حسب هذا الدستور . الاقليم ومنذ الاحتلال في 2003 لم يتمكن من انشاء مصفى وعاجز عنه تماما وهو واجبه الوحيد لحل جميع مشاكله اليوميه فمن غير المعقول ان يكون قادرا على القيام بعمليات الاستكشاف والحفر والانتاج وعاجز عن بناء مصفى وهذا امر غير منطقي تماما ، المصفى هو الذي يؤمن المحروقات وتشغيل محطات الكهرباء واعادة مهنة الاباء الزراعه وعدم استيراد الغذاء وتعبيد الطرق ، من دون اللجوء لاثارة الخلافات مع بغداد التي لا تمتلك زمام اي امر لا بخصوص النفط ولا باقي نشاطات الدوله . فبدلا من سيناريو قرع طبل انتاج النفط عليهم البدء فورا ببناء المصفى الذي لا يستغرق اكثر من بضعة اشهر وإلاّ .. أما وسائل اعلام الاقليم منذ 2003 فبالغت ببناء اكثر من 5 مصافي وفي غضون بضعة اشهر ولكن على ارض الواقع وعند الاحراج ترمي باللائمه على بغداد . لا يوجد انسان مخلص لبلده لا يتمنى استثمار موارده كما باقي شعوب الارض ولكن لما البلد يتهاوى تحت سيناريوهات الاحتلال بفرض مجاميع دينيه وطائفيه وعشائريه وتلميع صورة هذه المجاميع بما يسمى الانتخابات المتعدده وقوانين غائبه عن الواقع وسط هدم ودمار منظم للبنيه العراقيه الكامله فجميع هذه الاحداث تصب في مصلحة الاحتلال بغية تنفيذ المخطط الاعظم في رسم خارطه جديده للمنطقه . لماذا تواجدت امريكا في العراق ؟ هذا التواجد والاحداث المأساويه الناجمه عنه يعني عدم جدوى ما نتحدث عنه من استثمار الموارد الطبيعيه وطنيا . فاي حديث عن الموضوع والمحتل يشدد قبضته في الجسد العراقي هو ضرب من الخيال فاما ان نتمكن من انهاء الاحتلال وعند ذلك فقط يكون التحدث عن الاستثمار الوطني منطقيا وهذا غير وارد كليا او ان يبرز بيننا نوري سعيد او عبدالرحمن البزاز آخر يتمكن بالدهاء السياسي من التحاور مع المحتل وكل من يفكر باستثمار موارده الطبيعيه حقيقيا سيلقي مصير الدكتور مصدق 1952 في ايران وعبدالكريم قاسم 1958 . اما ما قام به صدام من تاميم عمليات شركة نفط العراق 1972 لم يكن سوى سيناريو متفق عليه مع الكارتل النفطي العالمي وهناك وثائق ووقوعات تثبت ذلك . هناك نظريه علميه في علم الجيولوجيا ان ارض العراق هي مركز الحوض الرسوبي للنفط في اعماق تزيد عن 3 آلاف متر ونظريات اخرى عن هجرة النفوط من مناطق اخرى الى اوطأ نقطه في الحوض فلنتصور حجم العراق في هذا العمق ونفهم لماذا جاءت امريكا ؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |