|
من صدام حسين إلى البشير..
سهيل أحمد بهجت تناقلت وكالات الأنباء العالمية الخبر التالي: جنيف (ا ف ب) - رحب ممثلومجموعات متمردة في دارفور بنية المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير. وقال شريف حرير من حركة تحرير السودان-وحدة ردا على معلومات ذكرت أن المدعي العام لويس مورينواوكامبوسيطلب توقيف البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية "اعتقد أن سكان دارفور سيكونون سعداء". وقال احمد حسين من حركة العدالة والمساواة من جهته "هذا نبأ سار لشعب دارفور" مضيفا "سيكون ذلك انتصارا تاريخيا للإنسانية". وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية سيطلب إصدار مذكرة ضبط وإحضار في حق الرئيس السوداني مؤكدة بذلك معلومات صحافية. وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك "على حد علمي فان المدعي العام ينوي التوجه إلى مجموعة من القضاة لتقديم معلومات ومطالبتهم بإصدار مذكرة توقيف". نهاية الاقتباس. كان لهذا الخبر المفرح تأثير كبير ليس على سكان دارفور وجنوب السودان وحتى أفريقيا كلها، بل إن هذا الخبر وأي أخبار أخرى "تـُبشِّر" بمحاكمة كل طاغية مستبد ومجرم ـ وليس البشير وحده ـ سيكون سببا لسعادتنا وراحتنا نحن العراقيين تحديدا، فقد اختبرنا حكم نظام البعث المجرم وزعيمه المشنوق صدام، فعلينا كعراقيين ونحن دولة عضوفي الأمم المتحدة أن ندعم ولوعبر البيانات الرسمية والدبلوماسية العراقية هذا التوجه الدولي لوقف الاعتداء السافر على حقوق الإنسان سواء كان ذلك في السودان ومصر وليبيا والقذافي الداعم للإرهاب والمغرب ولا ننسى مملكة آل سعود وبـورما ونظامها العسكري الذي ترك الشعب يموت إما عبر سياساته وبسبب الكوارث الطبيعية. وكردّ فعل "عربي"!! على هذا الخبر المفرح، راح إعلام النظم العربية والإسلامية الدكتاتورية ـ من ضمنها نظام الملالي الوهابيين في قم وطهران ـ يروج لنظرية المؤامرة مرة أخرى ـ الأسطوانة المشروخة ـ زاعمين أن هذا هومجرد بداية "لتقسيم السودان" مع أن هذا البلد تمزق أصلا بفعل الدكتاتورية التي شجعت على التقاتل والتناحر بين السودانيين وشردت أبناء الوطن الواحد، فأقلية حاكمة متخمة بخيرات البلد وأكثرية ساحقة مسحوقة بفعل التهجير والتجويع والإبادة، وأظن أن هذا الخبر سيكون له وقع سيء على كل من يظن أن بإمكانه أن يخدع الغرب والأمريكيين تحديدا عبر تصنعه "كذبا ونفاقا" الصداقة معهم، فلا صديق للغرب الديمقراطي إلا الديمقراطيون والإنسانيون. ولعل الضحايا يسلون قلوبهم المليئة بالجراح وفقد الأحبة بفضل تحقيق العدالة، أمنيتنا كعراقيين أن نرى كل دكتاتور يلحق بركب صدام حسين فيحل عليه العار الأبدي ويلعنه الله ويلعنهم اللاعنون، ولن يبكي عليهم إلا المرتزقون وملالي السوء والمتاجرين بالدين والوطن وآلام الشعوب، ويوم التغيير قريب ويوم الحرية لهذا الشرق الإسلامي المنكوب قريب، فلتتحرك الشعوب الإسلامية وتستعد كرامتها من الطغاة والمستبدين الذين مرغوا كرامتها في الوحل، لأن لا كرامة للإنسان مع الطغيان، ولا إنسانية مع نفاق. هنيئا لشعب السودان الأبي التواق للحرية وانتخاب قادته الذين سيكونون حينها خدما للشعب، وتحية لأنصار الإنسانية حيث ما كانوا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |