|
احمد جوي على الرغم من ان تحديد موعد نهائي لانتخاب مجالس المحافظات لم يوضع بعد ولم يتخذ القرار النهائي بوقتها الا ان بعض الاحزاب السياسية بدات تتسابق الى الدعاية الانتخابية في بعض المحافظات وقامت بجولات ميدانية فيها للاطلاع على احوالها وسير عملية الخدمات فيها. وبما ان الجنوب هو المكان الذي يتصدر قائمة تدني البنى التحتية لمحافظات العراق والاقل خدمات من بينها، وانه – اي الجنوب – الاكثر بترولا، وهنا تكمن المفارقة / الطامة الكبرى. واهله والساكنون فيه مازالت تسكنهم روح البساطة والطيبة فهم بالنتيجة ميدان واسع للسباق على كرسي مجالس محافظاتها، لان السيطرة عليها تعني الامساك براس مال العراق وبوابة رزقه. احدهم ممن زار محافظة البصرة نعى كثيرا سوء الحالة المعيشية والخدماتية التي يعيشها البصريون، وعنف كثيرا الحكومة المحلية هناك على تقصيرها بحق المحافظة. وكأن هذا الزائر قادم للتو من كوكب اخر، والمفارقة الكبيرة في هذا المشهد ان هذا الذي انتقد طويلا الحكومة المحلية في البصرة والعمارة، تعيش المحافظات التي يسيطر عليها حزبه في الناصرية والديوانية والكوت بالضبط نفس ما تعانيه المحافظتان –البصرة والعمارة – اعتقد ان هذه دعاية انتخابية مفضوحة على الرغم من مشروعيتها. المهم ان السباق الى مجالس المحافظات هذه المرة ملتهب جدا. لكن الغريب في الامر اننا الى الان لم نسمع اصواتا غير الاصوات التي فازت بالانتخابات السابقة وسيطرت على مجالس المحافظات، - وانا هنا اتكلم عن محافظات الوسط والجنوب لان الامر في المحافظات الغربية قد تغير كثيرا – وهذا في الحقيقة مؤشر خطير على عدم ظهور البديل المناسب والمنافس لتلك القوى الى الان. وحتى لو كانت هناك تشكيلات او تجمعات او حتى شخصيات مستقلة تحاول ان تطرح نفسها بديلا وتخوض الانتخابات فانها متاخرة كثيرا والوقت يمر لصالح غيرها، فاذا كانت الحيتان الكبيرة من الان اخذت تعد العدة لحملتها الانتخابية فكيف يتسنى لتشكيل او اي تجمع لم يطرح نفسه الى الان ان ينافس تلك الحيتان ؟!. هذا على افتراض ان ثمة من يريد تغيير المعادلة في هذه المحافظات اما اذا لم يكن هناك من ينوي تغيير خارطة الانتخابات السابقة في محافظات الجنوب فتلك مصيبة! واذن فالتخرس كل الاصوات التي تشتكي بمناسبة وبدون مناسبة من سوء الادارات المحلية الحاكمة ولتبلع السنتها لانها ليس لديها القدرة على تقديم البديل لتلك الوجوه. هذه المعادلة المضطربة التي تكلمنا عنها في الجنوب والوسط تختلف كليا عن المشهد المتطور في المحافظات الغربية فهناك تشكيلات اليوم تحظى بمقبولية كبيرة من قبل الجماهير هناك واستطاعت ان تطرح نفسها بديلا قويا للاحزاب التي سيطرت على مجالس المحافظات، واليوم تلك الاحزاب تخشاها لانها دخلت على خط المنافسة وهي اليوم اقرب الى تطلعات وطموحات الشارع في تلك المحافظات. هذا البديل الذي يحظى بثقة الشارع ويمثل البديل الشرعي والمؤهل الى ادارة دفة الحكومات المحلية الى الان لم يظهر على مسرح احداث المحافظات الجنوبية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |