|
د. حامد العطية يسار المعيدي عجفاء، ملمسها خشن، أخاديدها عميقة، عظامها ناتئة، أظافرها حادة، قبضتها قوية، مليئة بالندبات، عطرها السنابل والطين، مرحة مثل وجهه الصبوح، لا يصافح ولا يسلم ولا يأكل بها، ولكنها ليست للاستنجاء فقط، فبدونها لا تعمل اليمين، بها يحمل المسحاة، ويغرس الشتال والفسيل، ويحصد المحصول، ويقطف الثمار، ويحمل الصغار، وقد يعض على أصابعها ندماً، وصحيح أنها لا تضع أصبعها على الزناد، ولا ترفع الخنجر في وجه الأعداء، ولا ترفع قبضتها في وجه المحتلين، ولكنها على الدوام حاضرة لنصرة اليمين، ولا تقل حماسة عنها في اللطم على الحسين. يمين طالباني مكتنزة باللحم والشحم، ملمسها ناعم أملس، عظامها غائرة، أظافرها مقصوصة بعناية، عطرها فرنسي، مرفهة، إن زرعت ففي عيد الشجرة، وإن قطفت فمن حديقة القصر، ولكنها تتقن الأتيكيت، واختيار الشوكة والملعقة المناسبة للصحن المناسب، وتتقن وضع الأصبع على الزناد، واطلاق النار على أعداءها من العرب والأكراد، وفن مصافحة الطغاة، وأولهم السفاح صدام، مبيد الشيعة والأكراد، وآخرهم المجرم الصهيوني باراك، قاتل النساء والأطفال، لذا لا غرابة امتناعها عن توقيع قرار إعدام صدام، ورفضها المصادقة على تنفيذ حكم الله بأعوانه. لو مد المعيدي يساره لمصافحتي – وحاشاه أن يفعل ذلك- ومد طالباني يمينه، فسأصافح يسار المعيدي فقط. وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز: يد الله فوق أيديهم، لربما يد المعيدي مع أيديهم، أما يد طالباني فحتماً لا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |