|
محمد حبيب غالي مر البلد قبل أيام وخصوصا مؤسسات التربية والتعليم بأوقات الامتحانات لكل المراحل سواء للمراحل الابتدائية او المتوسطة او الإعدادية وحتى مراحل الكليات والمعاهد, حيث كما هو معروف ان شهر حزيران هو شهر الامتحانات للكثير من دول العالم والأقطار العربية بما فيها العراق . هناك ظاهرة معروفة لدى الكل وهي ظاهرة تعتبر غير حضارية ومنافية لكل أصول العلم والدين ولطالما تحدث الكثير عنها وهي ظاهرة الغش الامتحاني حيث ذُكرت في الكثير من الأقوال النبوية الشريفة ومنها قول الرسـول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) – من غشنا فليس منا – والكثير الكثير من هذه الأقوال التي لطالما حذرت من هذه الظاهرة وتدعو الى الابتعاد عنها . مقالة اليوم لا تتبنى هذه الظاهرة وإنما تتبنى من امتهن هذه الظاهرة في هذا الموسم , فالمعروف ان الطلاب (والمقصود هنا هم الذكور) هم من يتمسكون بهذا الأسلوب للوصول الى الغاية والهدف إلي يأملونه وهو النجاح في الامتحانات ولكن ان الذي حصل ويحصل في هذا الموسم وامتحاناته هو ان من استعمل هذه الوسيلة هم الطالبات (الإناث) أكثر من الطلاب ولا اعرف لماذا ؟ وأتمنى ان يقول لي احد لماذا ؟ . حيث قبل أيام وعند تأدية امتحاناتي للمرحلة الرابعة في كلية الإعلام لاحظت قيام بعض الطالبات باستعمال الأوراق المصغر والتي تمسى في عالم الغش بـ (البراشيم) أي لاحظت امتلاك بعضهن هذه الأوراق وإظهارهن أثناء الامتحان ووضعها بين أوراق الدفتر الامتحاني واخذ ما يخص الأسئلة وترك الباقي او التكلم مع الآخرين او أي أفعال أخرى تندرج تحت غطاء الغش الامتحاني مما أدى الى مسك بعضهن وكشفهن من قبل المراقبين والذي دفع بدوره الى فصل الكثير منهن والتي بلغن حسب اعتقادي عشرة طالبات في قسم الصحافة فقط , ولا اعلم العدد الكلي للمفصولات بسبب الغش في كلية الإعلام والكليات البقية لان من الصعب معرفة هذه المعلومة ولا توجد إحصائية تعتمدها المؤسسات التعليمية بهذا الخصوص , أما الآن فاعتقد بات من الضروري اعتماد مثل هكذا إحصائية وكشفها كل عام لمعرفة المستوى التعليمي ودرجات تطوره وتخلفه . ان هذه الظاهر دفعت المراقبات والمشرفات على القاعات الامتحانية الى تفتيش الطالبات قبل وأثناء الامتحان من قبل أناس مختصين بالتفتيش وغيرها أيضا من إجراءات لا يتعرضون لها الطلاب بخلاف الطالبات , وهذا ليس ظلما للطالبات وإنما هن يحصدن ما فعلن وما تفعل يدهن . ان هناك وجـهة نظر تقول ان من يعـمل الأوراق الصغـيرة ( البراشيم ) ربما يتعب بعض الشيء لان عملها ليس بالأمر البسيط ولكن الغريب في الأمر ان الطالبات لا يعملن هذه الأوراق وإنما يقومن بشرائها جاهزة من بعض الأشخاص المختصين بعمل هذه الأشياء وهذا ما حدث أمامي في احد الامتحانات وكان رد احد الطلاب على فلانة من الطالبات كالأتي ( ادري قراية ما تقرين دغشي دسوي براشيم شنو السالفة ) وكان ردها ( يمعود دروح هو وين اكو واهس .. يلة جيبلي مال الامتحان الجاي وهاك هاي الفلوس ) !!!!!!!!!!!!!! . هل فعلا لا يوجد ( واهس ) للدراسة ؟ هل للـ ( واهس ) علاقة بالدراسة ؟ هل للذكور ( واهس ) لذلك بعضهم ينجحون دون استعمال الغش ؟ وإذا أعطينا الضوء الأخضر للغش , من نسمح له بالغش , الولد أم البنت ؟ أنا اعتقد ان من سيقرأ هذا المقال سوف يجد فيه شيء من المبالغة في وصف الحالة والظلم اتجاه الإناث واعتقد ان الكثير سوف لا يتفق معي ( وخصوصا النساء ) ولكن ان هذا ما حدث فعلا وكان له تأثير كبير حتى على المراقبين مما جعلهم وكما قلت يستعملون مختلف الأساليب للتغلب على هذه الظاهرة, وخصوصا ان البنت عندما تستعمل الغش تختلف عن الولد لان الذكور لطالما استعملوها وهي من صفاتهم وعاداتهم أما الإناث فهي ظاهرة غريبة وهي شائبة تحسب على مراقب القاعة الامتحانية عندما تقوم إحدى طالبات بإخراج ( البراشيم ) والاستفادة منها دون إمساكها وكشفها . وأخيرا أحب ان أقول ان من الأمور التي تحسب الى عمادة وأساتذة كلية الإعلام هي ما قاموا به من إجراءات اتجاه الطلبة في حال غشهم فلاحظنا ان هناك عدم تهاون وهذا جيد بالنسبة للعلم ومستواه ولكن غير جيد بنظر الطلاب لان الطالب او الطالبة لديه ظروف خاصة تجعله يلجأ الى هكذا أساليب , بالإضافة الى إجراءات أخرى اتخذتها العمادة اتجاه المكتبات التي تقوم بتصغير الأوراق حيث قامت بإغلاقها وهذا ما حدث فعلا في الكلية حيث قامت بإغلاق إحدى المكتبات بسبب مسالة الغش وتصغير المواد .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |