نعم للعراق الى الابد ولا للقتل الى الابد في ذكرى ثورة 14 تموز 1958
  


ميادة العسكري
mayadaaskari@gmail.com

رحم الله عبد الكريم قاسم، الذي لو كان الامر له لما ارتضى ان تكون ارض العراق مصرعا للهاشميين مرة اخرى بعد مصرع ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف الاليمة وما تلاها من مذابح الطالبيين

**

جاءني طرد بريدي من "ابو ظبي"، يحمل كتاب بعنوان: "اسرار مقتل العائلة المالكة في العراق"

ومع اهداء كاتبه الدكتور فالح حنظل الذي قال فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، عزيزتي ... هكذا كانت ايامنا في العراق وهكذا قتل المجرمون تلك الايام الحلوة"، شعرت بغصة ، كثير ما اشعر بها عندما اتذكر الالم الذي كان يخيم على جو البيت في ذكرى تلك الايام.

استشهد جدي جعفر العسكري عام 1936 في انقلاب بكر صدقي وقام خال والدي المرحوم نوري السعيد بتربية ابي واخوته، لذا، كان اولاد جعفر يعتبرون نوري بمثابة الاب، وهو في الواقع خالهم وزوج عمتهم في آن.

لم ار حزن اكبر من حزن والدي على العائلة المالكة العراقية وعلى خاله، كان لا يستطيع ان يتكلم عن تلك الايام ابدا، وكنت اصر على قراءة كل ما يكتب عن تلك الفترة والسؤال الكبير الذي كان يدور في ذهني ولا يزال هو :

• هل قتل الهاشميين شيمة من شيمنا؟

ان كان يزيد الاموي قد رتب الامر ووقعت واقعة الطف واستشهد سيد الشهداء ابا عبد الله الحسين عليه السلام، وكان للعراقيين في جهلهم وعدم درايتهم يد فيما حصل (لان موقف الشهيد الحر الرياحي بيان الى ان هناك من رفض الوقوف مع جيش الشام الذي جاء لقتل من ارواحنا له فداء ) فما هو تبرير ما حصل للهاشميين في العراق؟؟ كيف طاوع هذا العراقي او ذاك ان يفتح نار سلاحه على هاشمي؟؟ الامر للاسف خارج حدود استيعابي وتقبلي

كتاب “أسرار مقتل العائلة المالكة في العراق”، جاء في طبعته الثالثة هذه بعد مرور نصف قرن على المصرع المأساوي والفجيعة الدامية التي حلت بالأسرة المالكة في العراق.

يقول حنظل في مقدمة طبعته الثالثة: قسمت هذه الطبعة من الكتاب الى 3 ابواب، باب اول بعنوان الكتاب اوردت فيه الاحداث كما رأيتها ولمستها وباب ثان بعنوان (ما جاء ذكره عن المجزرة في مصادر وكتب اخرى) اما الباب الثالث فهو بعنوان تهافت الفكر الثوري العسكري..
ولا اريد هنا عرض الكتاب، لانه عرض في اماكن عديدة، وهو جدير بدراسة بحجمه، الا اني اريد نقل جزء صغير منه اليكم:

"وفي هذه الاثناء، كان النقيب عبد الستار سبع العبوسي داخل قصر الرحاب فترك القصر ونزل هابطا درجات الباب الامامية ورشاشته بيده. واستدار الى اليمين فشاهد الاسرة المالكة كلها تسير في صف تاركة باب المطبخ، وبعد اقل من نصف دقيقة كان العبوسي يقف خلف العائلة المالكة تماما، ويفصله عنهم خط شجيرات صغير على الارض.

وقتح نيران رشاشه من الخلف مستديرا الى اليسار، فاصابت اطلاقات غدارته الثمانية والعشرون طلقة ظهر الامير عبد الاله وراس ورقبة الملك وظهري الملكة والاميرة عابدية ..."

وعلى فكرة، كانت الملكة تحمل قرآنا فوق رأس حفيدها، الملك الشاب فيصل الثاني، رحمة الله عليهم اجمعين.

سؤالي: لماذا يحصل مثل هذا؟

هل المصريين افضل منا؟ وضعوا فاروقهم على مركب مع اهله .. ومع السلامة بكرامة..

هل الايرانيين افضل منا؟ غادر شاههم وجاء السيد الخميني رحمه الله، وانتهى الموضوع، فلا الشاه هاشمي، ولا فاروق طالبي ..

لماذا نفتح صفحة جمهورية جديدة بدماء ابرياء ؟؟

**

تبقى اسئلة لا يستطيع احد ان يجيب عليها :

• هل كان من المقرر قتل العائلة المالكة تدشينا لعهد جديد ؟

• هل تصرف الضابط عبد الستار العبوسي الذي فتح النار على العائلة المالكة العراقية ، من تلقاء ذاته ام بناء على اوامر؟

• كيف يؤتمن وطن بيد من خان قسمه لله والوطن بالدفاع عن اهله؟

من شخصية عبد الكريم قاسم وشخصية عبد السلام عارف، نستطيع ان ندرك بان الاول كان افضل من الثاني، فكما يقول الدكتور حنظل في كتابه: كان الاول

(قاسم) يساري المنهج يؤمن بالعراق كوحدة سياسية قبل اي وحدة اخرى، وكان الثاني يمينيا يؤمن بالعراق كوحدة سياسية مع بقية البلاد العربية والاسلامية. وعندما اختلف الاثنان، قام عبد الكريم بتوقيف عارف بدون ان يعدمه، بينما قام عارف بتنفيذ الاعدام في عبد الكريم قاسم بعد ساعتين من اصدار حكم محكمة صورية عليه.. من هنا اقول، لو ان احد كان قد امر بالمجزرة، فالامر لم يكن من عبد الكريم قاسم ..

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com