حوار بيني وبين تكفيري على الانترنت ... لتعارفوا

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

أنك تحاور تكفيريا شيئ من الصعب تصوره في عالم مابعد لعب السياسة بالدين!.

وأنك تقنع تكفيريا شيئ أصعب من المتوقع حدوثه!.

ولكن وعلى اي حال أمرنا كمسلمين ان ندعوا الى الله على بصيرة، ليحيا من حيا عن بينة ويهلك من هلك عن بينة!.

الحقيقة ان الصعوبة والاستحالة التي ذكرناها حول حوار التكفيري، أو اقناعه بشيئ ما،... لم ينطلق من كوننا حريصين جدا على استقطاب تكفيري من هنا، أو اقناع تكفيري من هناك في العصر الحديث، ولكنّه يكفي ان نحاول محاورة اي تكفيري في هذا العالم المليئ بالغرائب لنكتشف عالم التكفيريين وكيفية انماط تفكيرهم وعلى اي شيئ من الحجج الدينية او الشرعية يستندون في تكفيرهم لباقي المسلمين اولا وباقي الانسانية بمجملها ثانية، وهذا من الاهداف المعرفية السامية في الحياة لادراك ساحة تحرك انسانية هي من الخطر بحيث انها الدائرة المغلقة في عالم اليوم على نفسها والطاردة للاخر بشكل مطلق، أنّها محاولة وفهم وليست محاولة اقناع او انتصار!.

سألت تكفيريا من اي شيئ تنقمون كل هذه النقمة من البشرية اليوم؟.

فأجابني لشركهم بالله، وتحكيمهم لغير شرع الله، وموالاتهم للكفار والصليبيين، واشاعة الفواحش والمنكرات في بلاد المسلمين .....الخ؟!.

وعندها بادرت مسرعا للسؤال حول امكانية مناقشة شيئ واحد من هذه الكوارث البشرية العظمى ليكون موضوعنا منحصرا في اطار واحد وليكون فيما بعد مثلا لباقي الاشياء المراد حوارها؟.

فأجابني التكفيري متساءلا : في البداية هل انت مسلم أم رافضي؟.

فأجبته بكل صراحة : رافضي مسلم!. ثم بادرت مسرعا بالكلام : عندما اجبتك بصراحة عن موقعي المذهبي لا لنقطع الحوار وينتهي التواصل، وانما لنتم الحديث الى اخر طريق طلب الحقيقة، ومن يدري لعلّ الله سبحانه يهديني على يديك!.

فأجابني بعدما شعرت ان زفير جهنم يخرج مع انفاسه من قلبه المليئ بشهية أكلي حيا، او شوائي بحزام ناسف : لابأس، مع اني اخبر الناس بالرافضة وانهم أخبث خلق الله على الاطلاق، ولكن لنتحاور عسى ان يهديك الله الى صراط الصحابة الكرام رض؟!.

فبدأت محاورتي بالآتي : اولا لنأخذ مفهومكم الديني عن التوحيد والشرك، ولنسلط الاضواء على هذا المفهوم الحيوي والذي يعتبر من اهم المفاهيم التي على اساسها اخرجتم الكثير من المسلمين من ملة الاسلام وافتيتم بشركهم ومن ثم حلّية قتلهم، وليكن أصل التوحيد والشرك مدار حديثنا وحوارنا التعارفي، ولكنّ قبل ذالك أحب ان أعرف ماذا تقصدون بقولكم رافضي؟. وهل الرفض مصطلح ديني ليكون سبة على المسلمين؟. أم انه مصطلح سياسي يختص بلعبة الحكم؟.

فأجابني التكفيري بعد تأمل طويل ونفس عميق : ان الرافضة هم اللذين رفضوا بيعة الخليفة الاول ابو بكر الصديق رض ومن بعده رفضوا بيعة الخلفاء الراشدين رض جميعهم (( تنبيه : ليس بالضرورة ان تكون هذه حقيقة مصطلح الرافضة ولكننا نحاور واحدا يعتقد ذالك ))؟.

فسألت مسرعا : حتى بيعة علي يقول الرافضة برفضها؟.

قال : لا هم من جماعة علي بن ابي طالب رض فكيف يرفضون بيعته؟.

فقلت : وماذا عن باقي الخلفاء، وهل ينبغي ان نعتبر ان رفض الرافضة لبيعة الخلفاء نقضا لأمر ديني ام هي شأن سياسي؟.

قال التكفيري : وكيف ليس نقضا للدين وهم يرفضون بيعة الصديق ابو بكر والفاروق عمر رضي الله عنهم اجمعين وهم الصحابة وخلفاء المسلمين؟.

فسألته ويشهد الله سبحانه انه ليس في نيتي حفر حفرة او ايقاعه في متاهة وزندقة قائلا : هل تعتقد سيادتكم ان أمر الخلافة بعد الرسول هي حق للرسول ينصب بعده الخليفة بنص الاهي كما تدعي الرافضة؟.

أم ان تنصيب الخليفة هو من حقوق الامة المسلمة ترى لنفسها من هو الاكفأ لقيادتها بالخلافة كما ترى اهل الجماعة والاسلام والسنة؟.

فأجابني التكفيري بسرعة البرق : بل الخلافة حق للامة لم ينزل الله بها نصا، ولم يعهد الرسول لخليفة من بعده، وانما هي شورى بين المسلمين ينتخبون لهم خليفة كفؤا، وهذا ماحصل في خلافة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين .

فسألته مستفهما : اذا كانت الخلافة حق من حقوق الامة، وهبها الله سبحانه لجماعة الشورى، فهل لو فرضنا ان الامة اجتمعت ( فرضا وفرض المستحيل ليس بمحال ) على استخلاف غير ابي بكر او عمر او علي او عثمان رض الله عنهم اجمعين، فهل ستكون الخلافة شرعية عندها؟.

فقال : نعم على هذا الفرض تكون الشرعية مع انتخاب الشورى للخليفة .

فقلت : أذن الخلافة على قولك ليس من امور الدين الذي انزل الله بها النصوص القاطعة، وانما هي من امور الدنيا التي جعلها الله حقا للمسلمين؟.!

قال : نعم .

قلت : فهل يعني هذا ان كانت الامة رافضة ( مثلا ) لخلافة ابي بكر او عمر او علي، ومنتخبة اي خليفة اخر، فهل يعني هذا ان الامة تجاوزت حدود ما انزل الله في شريعته؟.

أم انها لم تكن مؤثمة بل انها مارست حقا الله سبحانه اعطاه اياها في انتخاب الخليفة لهم؟.

قال : بل تكون مارست حقا الله سبحانه اعطاه لأمة الاسلام في استخلاف خليفتها في هذه الدنيا!.

قلت : اذن لماذا يعيّر المسلمين الشيعة عندما يمارسون حقهم الشرعي الذي منحه الله للمسلمين جميعا في رفض هذا الخليفة او ذاك من خلفاء المسلمين؟.

واذا كان كل شأن الخلافة أمرا سياسيا او حقا سياسيا اعطاه الله لكافة المسلمين بدليل عدم وجود نص من الرسول ينص على الخلافة من بعده فعلى اي شيئ تنقمون من الرافضة عندما مارسوا حقهم برفض بعض خلافة الخلفاء من المسلمين؟.

ومع ان الرافضة يقولون بالنص في أمر الخلافة من بعد الرسول ولديهم ادلتهم الاسلامية، فيأخي الا ترى معي ان من حق الروافض ممارسة الرفض بدون ان يكون عليهم سبيل في الدين؟.

عند هذه النقطة لمعة صفحة من صفاح وجه التكفيري لتحمر عيناه فيما بعد، ولينطلق من تلقاء طبيعته بالقول : علمت ان الرافضة لافائدة من الحوار معهم وانهم اخبث خلق الله سبحانه تفكيرا واخلاقا، وان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وان .....!.

وعندها تداخلت مهدئا للثائرة ومطفئا لحرائق النقاش والمحاورة، ومبادرة بالحديث : لاعليك هدئ من روعم انسى كل ماذكرته ولنعود لحديثنا الاساس في قصة التوحيد والشرك لنتحاور في هذا المجال مارايك؟.

قال : نعم ولكن لاتذكر او تعيد عليّ ماذكرت في شأن الخلافة!؟.

قلت : وعد مني ان لااعود لما يغضبك .

قال : سل مابدا لك .

قلت : من اين قلتم بشرك الشيعة؟. وكيف استدللتم على كفرهم وشركهم؟. ولماذا تعتقدون بحلية قتلهم؟.

قال التكفيري : ان حق الله سبحانه على العباد ان يعبدوه ولايشركوا به شيئا، لأن الشرك ظلم عظيم وانه يحبط الاعمال، كما قال الله سبحانه :(ولئن أشركت ليحبطن عملك..) والعبادة معناها الدعاء لقوله سبحانه: (وقال ربكم آدعوني أستجب لكم ان الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وهنا سمى الدعاء عبادة، ونحن نرى ان الروافض الشيعة يدعون أئمتهم ويطلبون منهم وينذرون لهم النذور ويحجون اليهم، وهذا شرك صريح ان يدعوا او يطلب من غير الله سبحانه، ولهذا قلنا حسب القرءان بشرك الروافض وكفرهم بتوحيد الله سبحانه!.

قلت : ممكن سؤال للتوضيح؟.

قال سل .

قلت : هل أمر التوحيد والشرك من الامور الذي يفصل فيها الاجتهاد الانساني أم النص الرسالي الرباني؟.

قال : لم أفهم السؤال وماذا يقصد؟.

قلت : مثلا مرّة يقول الاسلام ان الحجارة التي كان يعبدها المشركون لاتضر ولاتنفع، ومرة نجد ان الاسلام يوجب علينا الطواف حول الكعبة المشرفة التي بنيت من حجارة، ويحبب لنا تقبيل الحجر الاسود، ومرّة ثالثة يوجب علينا الوقوف على حجر، ومرّة رمي الحجر بالجر ....الخ، فهل يعني هذا ان الاسلام يناقض نفسه بنفسه؟.

قال : لا معاذ الله سبحانه، ولكن أمر الدين تعبدي، يقول لنا أفعل نفعل، ويقول لنا انتهي ننتهي .

قلت : فهل عندما حبب الينا تقبيل الحجر الاسود كان الاسلام يدعونا للشرك به تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا؟.

قال التكفيري : لا وانما كما قلت امر الدين تعبدي في الامر والنهي!.

قلت : فلو فرضنا ان الله سبحانه ( فرض جدلي ) أمرنا بالذبح للحجر، والدعاء عند حجر كما هو مستحب بالفعل الدعاء عند الحجر الاسود، فهل سيكون ذالك شكرا ام تعبدا بأمر الهي؟.

قال : بل تعبدا ما دام بأمر الله سبحانه وتعالى .

قلت : فهل لوفرضنا ان الله سبحانه امرنا بالكفر بالحجر، وبالمقابل امرنا بأتخاذ الوسيلة اليه بالدعاء من خلال بشر ما رسول او أمام او اي انسان اخر، فهل على هذا الفرض يصبح الانسان متعبدا بأتخاذ الوسيلة لله سبحانه، أم انه مشرك حتى وان اذن له الرحمن الرحيم بذالك؟.

قال : كل ماتذكره هو فرضيات غير قابلة للتطبيق وفهمنا من الشريعة ان الدعاء لغير الله شرك به سبحانه، وان المشركين كانوا يدعون الاصنام لتقربهم الى الله زلفى كما يقول القرءان، والرافضة نفس الشئي يدعون أئمتهم ليتقربوا الى الله زلفى، مع ان الله ليس بحاجة الى واسطة لقوله سبحانه :(( واذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان ...)) فبين الله سبحانه وعباده ليس هناك واسطة!.

قلت : كل ماتفضلت به صحيح، ولكني اسألك مرّة اخرى هل التوحيد والشرك من قضايا الدين الرئيسية التي نحن بحاجة فيها للرجوع للكتاب والسنة، أم ان التوحيد والشرك من مساءل الاجتهاد العقلية، ويجب فهمه مباشرة من القرءان فحسب وحس الاجتهاد؟.

قال بل التوحيد والشرك من قضايا الدين الرئيسية!.

قلت: والان قل لي من اين اتيت بفهمك هذا للتوحيد والشرك؟. وهل هو اجتهاد انساني أم ان هذا المفهوم التكفيري هو مفهوم رسالي نبوي؟.

قال : لم افهم ماترمي اليه؟. ولاماهو القصد؟.

قلت : اعني اذا اختلفنا نحن كمسلمين على مفهوم ديني، كالتوحيد والشرك او الكفر والايمان، فالى اي شيئ نرجع لنرفع الاختلاف ونتوحد في الفهم؟.

قال التكفيري : نرجع الى الله والى الرسول، أو الى الكتاب والسنة، لقوله سبحانه :(( فأن تنازعتم في شيئ فردوه الى الله والرسول أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذالك خير وأحسن تأويلا  ))

قلت : فتح الله عليك وانار لك بصيرتك، والان نحن متنازعون على مفهومي التوحيد والشرك، وانتم فهمتم التوحيد والشرك بصورة مختلفة عما نحن نفهمه، فأنتم ترون ان الروافض مشركون لاتخاذهم الائمة ابواب توصل الى الله سبحانه  ونحن نرى ان اتخاذنا لأئمة ال محمد ابواب توصل الى الله سبحانه كان بأمر منه تعالى ومن رسوله الكريم ص، وعليه أسألك هل اعتمدت على رؤيتك في التوحيد والشرك على ماقال به الرسول محمد ص مبينا من الله؟.

أم انك اجتهدت برأيك لترى التوحيد والشرك بهذه الصورة؟.

قال : بل توحيد الصحابة والسلف الصالح كان كله بهذه الصورة التي نؤمن بها!.

قلت : هل بأمكانك ان تدلني على نص رسالي يشرح لي التوحيد والاسلام بالشكل الذي تؤمن به انت وعلى اساسه تكفر المسلمين؟.

أعني ان اجماع الامة المسلمة تقول ان الانسان يدخلللاسلام بشهادة ان لاالاه الا الله وان محمدا رسول الله، فتعصم حياته ودمه وماله وعرضه بحرمة الاسلام وله ما للمسلمين وعليه ماعليهم، بغض النظر عن مافي قلبه وماتعتقده نيته، ألي هذا صحيحا بصريح السنة؟.

قال : نعم من قال لااله الا الله محمد رسول الله فهو مسلم بصريح الدين .

قلت: فهل وردكم عن الرسول التوحيد الذي ينقسم الى توحيد ربوبية وتوحيد الوهية ..، وباقي التقسيمات التي نقرأها على لسان المتأخرين؟.

أم انها اجتهادات بشرية لاتعد بشيئ شرعي اذا رجعنا لقول الله سبحانه وقول رسوله الكريم؟.

ثم ياصديقي : هل هذا التوحيد والشرك الذي تبشر به هو توحيد جديد او تمم التوحيد الناقص الذي جاء به رسول الله ص؟.

ام انه توحيد وشرك ما انزل الله به من سلطان؟.

نعم اتفق معك ان الرسول الاعظم محمد ص كان يدعوا الناس الى قول لااله الا الله محمد رسول الله وكفى، وبلا ان يحدد هذا التوحيد بانه توحيد دعاء او توحيد نذور وذباحة، كما يدعيه التكفيريون اليوم، فمن اين اتيتم بدينكم الجديد اذا كان محمد رسول الله لم ياتي به ولم يدعوا اليه ولم يطرحه في سنته العظيمة؟.

بمعنى آخر هل تعتقد ان محمدا رسول الله ص كان غافلا او ناسيا او مقصرا في التبليغ عن التوحيد والشرك، حتى اتت طائفة من التكفيريين لتتم توحيد الاسلام وشركه وتفهمه بصيغة مختلفة عما جاء به الاسلام؟.

أم انكم اخترعتم توحيدا جديدا وشركا اجتهاديا جديدا ونسبتموه الى الدين والرسول مع ان الرسول لم بقل به مطلقا؟!.

قال : الحقيقة انني لم افهم ماذا قصدت بتوحيدكم الجديد، فنحن اهل التوحيد في الاسلام فكيف تقول انكم مبتكروا دين وتوحيد جديد؟.

قلت : ياخي انا اقصد ان هذا التوحيد الذي تدعون اليه وهذا الشرك الذي ترمون الناس من المسلمين به لتستحلوا دمائهم، هو ليس فهما رساليا اسلاميا وضعه الرسول الاعظم شارح ومبين شريعة الاسلام للناس كافة، وانما هو فهم خاص لمبدأ التوحيد والشرك انفردتم به عن أمة الاسلام، ولهذا اقول لك انه فهم ما انزل الله به من سلطان، بل هو فهم مخترع، لايؤخذ به بفهم شريعة السماء باعتبار ان فهم الشريعة امر ديني يجب اخذه من صاحب الشريعة فحسب وليس من اي فهم اخر!.

ونعم ان القرءان يدعوا الى توحيد الله سبحانه، وان السنة تدعوا الى توحيد الله وعدم الشرك به، ولكنه التوحيد والشرك الذي انتهى بدخول الناس للاسلام كافة بمقولة لااله الا الله محمد رسول الله، وانتم اليوم ومع وافر الاسف تسقطون نصوصا كانت تتحدث عن مشركي العرب قبل الاسلام على اناس يقولون لااله الا الله محمد رسول الله، وهذا ليس مخالف لاسلام محمد العظيم ص  فحسب، بل هو طعنا بالدين وارجاع ما ادخله الاسلام من مسلمين الى حضيرة الجاهلية  فهل هذا مما يعقل لديكم؟.

وهل تعتقد ان ما ادخله الرسول الاعظم للاسلام من مسلمين بقول لااله الا الله محمد رسول الله  بأمكانكم اخراجهم منه لا لشيئ الا لمجرد فهمكم الخاص للتوحيد والشرك؟.

ومن اعطاكم الحق بفهم خاص للتوحيد للشرك بموجبه تصنفون المسلمين الى موحدين ومشركين؟.

قال التكفيري : والله وتالله وبالله علمت انني لااستطيع مع الروافض أمرا، واعلم قبل ان تبدأ حوارك معي انك شيطان تريد اغوائي عن توحيد السلف الصالح، ودعوتي لاكون من الرافضة المشركين، ولكن اقول لك لو كان الحجر الاسود يضر وينفع لكنت انت تضر وتنفع والسلام!.

.......

 انتهى الحوار بلا عبوة ناسفة ولله الحمد

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com