|
علي حسون تحليل المضمون الاعلامي: يعد تحليل المضمون الاعلامي من الاساليب البحثية الحديثة والقديمة في تقييم المادة الاعلامية في نفس الوقت وعند قولنا الحديثة القديمة نقصد ان هذا الاسلوب في مجال البحث والتنظير قد مضت عليه مدة طويلة ويعد قديما حيث ظهر بوادر البحث في المدة التي تمتد الى بدايات القرن العشرين على يد بعض الدارسين الاميركيين الا ان الانفجار والاهتمام العالمي به ظهر من خلال الكم الاعلامي الهائل الذي طرئ على المنتج الاعلامي في منتصف نفس القرن نتيجة لتطور وسائل الاتصال وونموالخط الانتاجي الهائل لوسائل الاعلام ممادفع للحاجة الى دراسة الرسائل الخفية من وراء المادة الاعلامية بالنسبة للمتلقي وايضا تفييم العمل الاعلامي بالنسبة للمؤسسة الاعلامية ذاتها . وكون تحليل المضمون يبحث بصورة خاصة في الدلالات الفكرية خلف النص الاعلامي في مجال الاعلام ،وهوبلورة الوصف العادي للمضمون والمحتوي وتنقيته حتى يمكن إظهار طبيعة المنبهات والمثيرات المتضمنة في الرسالة والموجهة إلى القارئ والمستمع والمشاهد ، وقوتها النسبية علي أسس موضوعية (( ويبلز وبرلسون عن الدكتور محمود حسن إسماعيل)) فقد تنافست على الريادة فيه عدة علوم منها علم اللغة وخاصة في الدراسات السيميائية (السيمولوجيا) وعلم الدلالة كما يحلوا للبعض تسميته وهوفي احد ابسط تعريفاته التي ليس هذا الوقت المناسب للتطرق اليها كلها هوالعلم الذي يبحث في الدلالة الفكرية الكامنة وراء المعنى (ماذا اراد ان يقول الكاتب )وهوقريب اشد القرب من الدافع الاعلامي للباحث في مجال الاعلام . وقد ساعد المنهج البنيوي النقدي في مجال تحليل المضمون اللغوي في تعميق الاهتمام بدراسة وتطبيق تحليل المضمون وانبثقت من المنهج البنيوي المنهجية التفكيكية على يد العلماء الفرنسيين في ثمانينيات القرن الماضي الى ان تم الاغراق في تحليل المضمون اللغوي من خلال قصدية جون كوهين في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات من القرن الماضي. كما تنازعت علوم اخرى حول الريادة لمنهج تحليل المضمون منها علم الاجتماع وعلم السياسة ومختلف العلوم الانسانية ، وعلى الرغم من الاشارات المنطقية الواضحة ان الاصول الفكرية لتحليل المضمون اتية من العلوم الصرفة كون تحليل المضمون يهدف الى تحويل المادة الانسانية ادبية واعلامية وغيرها ال وحدات منطقية قابلة للقياس ، وهوقد يكون استجابة للنزوع المادي للعقل الانساني المغرق في المادية (نتيجة المتطلبات الحياتية وكذلك نموالحواس المادية على حساب الاحساس العاطفي ). مما تقدم يتضح ان تحليل المضمون الاعلامي لم يكن وليد التنظير البحثي البحت بل جاء استجابة للتطور الانساني في العلوم وتابعاً لحالة الانسان في البحث واشباع غريزة الفضول العظيمة لديه مما يجعله منهجا ذا اسس منطقية نابعة من التعطش لمعرفة ما يتلقى وبالتالي تقيمم كم المعطيات الواصلة اليه وتقنينها والاشراف عليها والتعامل معها، لذا كان لموضوع تحليل المضمون الاعلامي في الغرب بالغ الاثر في اثراء ساحة العمل الاعلامي من خلال تقنين المادة الاعلامية (من حيث نعلم ولا نعلم) ، وهنا اود الاشارة الى مثال بسيط ارى ان تذكره هنا يفيد الموضوع وهوالحالة الصحية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شارون الذي قامت الدنيا ولم تقعد على اطلاع الراي العام على حالته الصحية بادق تفاصيلها ولكنك اليوم عندما تسال السؤال الكبير هل مات شارون ومازال حياً ترى ان قلة في العالم متاكدين من الجواب ، ولعل القارئ المحترم يظن ان هذا ناتج عن الذاكرة المؤقتة لوسائل الاعلام لكن الاخوة العاملين في مجال الاعلام يعرفون ان هذا هونتيجة العمل الممنهج (لاجهزة الاتصال الحكومية)واقول هذا على استحياء كون النظم الديمقراطية واعتقد ان اسرائيل ورغم كل ملاحظاتي الشخصية حولها هي احدها حريصة على ان لا تمس بحرية الاعلام المقدسةويمكن ان اقول بعد هذا المثال(حرية الاعلام الظاهرة شكليا) كونها اهم ركائز المنظومة الحضارية الحديثة الان، وامثلة اخرى مثل عدد ضحايا انهيار البرجين في مانهاتن الذي رغم وجود الاحصائية الرسمية الا ان الاعلام ووسائله لم يتطرق لها لا لشيء بل لان المتلقي قد حولت وسائل الاعلام (الموجهة ) من حيث نشعر ولانشعر انه سحر الادارة الاعلامية . اعتقد المثالين الذين سقتهما هما الاوضح والامثلة كثيرة عند المختص المتتبع لحركة وسائل الاعلام ،ان دوائر الاتصالات الحكومية تلعب دوراً بارزا في توجيه الموجة الاعلامية اذا ما كانت حريصة على استخدام الادوات المناسبة (هنا اود ان ابدي اسفي على حل دائرة الاتصالات الحكومية وابدلها بالمركز الاعلامي الذي يدار بما يشبه وكالة انباء مع الاسف واعتقد ان تقويمها ورفدها بالكفائات مع التدرييب المناسب كان سيطور عمل الدائرة الا ان حلها يفقد الحكومة احد وسائلها بالتاثير بالاعلام) يمكن ان توجه الاعلام وفق خطة محددة وعملية تنقل الحكومة النقلة المهمة من كونها متاثرة بوسائل الاعلام الى مُوثرة بتلك الوسائل وموجهة لها. ان العمل وفق منهج تحليل المضمون ابرز حاجة اخرى مهمة وهي لزام تقسيم هذا المنهج الى مناهج فرعية اخرى والتي ارتكزت على فرعين رئيسيين : تحليل المضمون القياسي وكا اصطلح عليه بعض الباحثيين (النوعي): وهومنهج تحليل المضمون القائم على فكرة تجميع الاشارات الاعلامية وحصر معطياتها باقل قدرممكن من المضامين للوصول للمضمون الغالب وضع الاشارة المرجعية المناسبة له وفق اقل نوع من الاشارات . وبلغة اخرى تجميع الرسائل الاعلامية لكاتب ما على سبيل المثال ومؤسسة اعلامية وفترة زمنية محددة ووضع الاشارة المرجهية المناسبة لها كأن تكون مع وضد موضوع ما وووصفها بكونها محرضة وناقمة ومتسامحة وحتى على اسس فكرية كونها تنتمي الى منظومة فكرية وتتبنة طرحا ما وحتى في مجال الابداع كونها مبدعة ومكررة وتقليدية الى غيرها من الامور التي يحتاج الباحث التطرق لها.وهذا الاسلوب القياسي والنوعي له فوائد وعليه مآخذ حاله حال اي اسلوب بحثي في العالم : مميزات وفوائد الاسلوب القياسي (النوعي) · يمكن التعامل مع كم كبير من المادة الاعلامية وهوموجه على هذا الاساس حيث يمكن للاسلوب القياسي رصد وتحليل كم كبير من المعطيات الاعلامية لانه في الاساس يعتمد المقارنة كاحد روافد انتاج النتائج فيه وهذا يجعله اكثر مثالية للتعامل مع معطيات مختلفة على عكس الاسلوب الكمي كما سياتي في البحث قي حينه. · يهتم بالجانب الابداعي كونه يتعامل مع المادة الاعلامية ككتلة واحدة ويقدم النتيجة على اساس قناعة ذاتية في مجمل الموضوع وبناء على اشارارات مرجعية محدودة. · الاهتمام بالجانب الذاتي كون تكون القناعات الذاتية للباحث والمنتج للمادة الاعلامية مبثوثة في ثنايا المنتج النهائي وفي الحقيقة ان هذه النقطة التي يراها البعض مميزة لهذا الاسلوب يراها البعض الآخر من عوامل ضعفه. المآخذ على الاسلوب القياسي والنوعي · ان النتائج المستخرجة وفق السلوب القياسي تكون نتائج محدودة كونها تعتمد على اشارات مرجعية محدودة . · صوت الباحث يكون اعلى في المنهج القياسي كون العمل بمجمله ينبع من قناعة الباحث (فرد ومجموعة افراد ومؤسسة). · الاغراق في الذاتية كون النتيجة النهائية تكون نتيجة تصارع وتلاقح قناعة المنتج للمادة الاعلامية والدارس لها. · باعتماد الباحث في المنهج القياسي على مادة محددة مسبقا وفق معايير محددة لايترك له مجال للمقارنة مع المادة الاعلامية التي تتصف بغير صفات المادة موضوع البحث. تحليل المضمون الكمي : وهوموضوع اهتمامنا وبحثنا في هذه الدراسة كونه الاحدث والاقرب الى ادوات البحث العلمي ويعتمد هذا الاسلوب على تقسيم المادة الاعلامية الى وحدات صغير ويتم التعامل معها وفق مقايس عامة يضعها الباحث وفق قناعات ذاتية الا انها لن تكون كافية اذا لم تكن معززة باستدلالات منطقية عامة ومتفق عليها بصورة كبيرة على لن يلزم الباحث بتلك المقاييس في مجمل الدراسة . يعتمد الباحث في الاسلوب الكمي في انتاج معلوماته ونتائج بحثه لا على الاستقراء الذاتي وانما على الاسليب الاحصائية والعددية ويكون ملزما بقبول النتائج التي في كثير من الاحيان ما تكون مفاجئة للباحث نفسه ولا اخفيكم انني في بعض الدراسات لاحظت ان النتائج كانت مفاجئة للمنتج للمادة الاعلامية. مما تقدم اود ان اشير الى ان السلوب الكمي في منهج تحليل المضمون الاعلامي وبالنقطة المتقدمة بالذات اثار اعجاب الدارسيين اذ اظهرت هذه النقطة قوة التحليل الكمي كعلم تجريبي على الرغم من انه في نهاية المر يقع في خانة العلوم الانسانية.لذا نرى ان معظم الباحثين والمختصين اخذوا يلجئون له في موضوع تحليل المضمون الاعلامي مما ساعد هذا الاسلوب في تطوير ادواته للتغلب على بعض مشاكله وايضا الاقتراب من نقاط القوة في الايلوب القياسي. مميزات الاسلوب الكمي: · ان النتائج التي يحصل عليها تحليل المضمون الاعلامي في الاسلوب الكمي هس نتائج من الصعوبة الطعن بها كونها قائمة على حسابات واحصائات في غالب الامر تصف بالرقمية ومن قوتها يمكن الاحتجاج بها حتى على المستوى القضائي والقانوني (ترتقي الى مستوى الاثبات الدليلي في القانون)كما حصل في الكثير من الحالات. · يمكن مقارنةنتائج اي دراسة قائمة على الاسلوب الكمي مع اي دراسة قائمة على نفس الاسلوب وباختصاص اخر الا في بعض المجالات وهي محدودة . · النتائج في الاسلوب الكمي نتائج يمكن تطويرها والعودة اليها مرة اخرى خاصة اذا ما كانت ادوات التوثيق محكمة ويمن دائما استنباط نتائج جديدة واستحداث نقاط مرجعية جديدة وبالتالي نتائج ومرجعيات ودراسات متجددة اذ لاتعد النتائج التي يتوصل لها الباحث نتائج نهائية على الرغم مما تقدم اذ يمكن للباحث ان يعود للدراسة ويخرج بنتائج جديدة على شرط ان يبنيها على معطيات جديدة. · الاهتمام بالجانب التوثيقي اذ تعتمد الدراسات الكمية على عينات موثقة ومقسمة ومبوبة (حسب درجة ابداع الدرس كفرد ومجموعة)وبالتالي تسمح بالعودة ولا تدع كبير مجال للتلاعب بنتائجها كون الباب سيكون مفتوحاً لباحث ثانٍ ليدلي بدلوه في الموضوع. المآخذ على الاسلوب الكمي : · محدودية مادة الدرس حيث لا يمكن للباحث اعتماد نماذ كثيرة للدراسة لان العمل سيكون معقدا وكثير التداخل مما يدفع الباحث للالتزام بمواد محددة الى حد كبير بالدراسة مقارنة بالاسلوب القياسي التقليدي. · صعوبة الدراسة اذ يلزم الياحث في الدراسة الكمية الى وسائل وادوات قد لا تكون مطلوبة في في الاسلوب القياسي كادوات التوثيق والاحصاء . · غياب الجانب الانساني في الدراسات الكمية حيث وكما اسلفنا تكون النتائج في بعض الاحيان مفاجئة لا للدارس بل حتي لمنتج المادة الاعلامية وهذا يشير بصورة واضحة لجمود الدراسة وغيلب الجانب الذاتي فيها فيما عدا اختيار الموضوع الذي يكون من جانب الدارس اما النتائج فربما تكون مفروضة على الباحث خاصة للذي لم يستكمل ادوادته العلمية. الا ان جمل وروعة الاسلوب الكمي في تحليل المضمون الاعلامي دفع الكثير من الباحثين الى تطوير ادواتهم العلمية والعمل على تلافي المشاكل التي تواجه العمل وفق الاسلوب الكمي ولعل الاستفادة من الاسلوب القياسي والتقليدي هوكان العامل الاكبر في تطوير الاسلوب الكمي وفي الحقيقة كان في النية تقديم مشروع برنامج كان من المؤمل له ان يقدم لدائرة الاتصالات الحكومية حول تحليل المضمون الكمي لوسائل الاعلام الموجهة الى العراق ويحوي من ضمن من يحوي قاعدة بيانات اعلامية وبرنامج انتاج معلومات يومي ودوري الا ان الضروف لم تسمح بذلك لذا ارتئينا تاجيل تقديم المشروع الى حين اخر مع الاشارة الى ان المشروع مطروح للدولة العراقية للاستفادة منه حصراً في حال رغبت في ذلك.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |