الذوات المهاجرة تبحث عن الآمان
د. روفند اليوسف
hisen65@googlemail.com
إن الحياة وما آل
إليها الحال من أوضاع صعبة مرّة ,تظهر لنا علانية ولبرهة خاطفة أنها مدفونة
بالعذابات والكدرات والغريب في الحالة نفسها أنهم يريدون إهلاك ما ترك من اليمن
الذي كنا نحوزه لينهبوا ثرواتنا ويستنزفوا طاقاتنا المخزونة في دواخلنا من
عادات وتقاليد وقيم نبيلة خاصة الموروثة عن أسلافنا القدماء والانكى من ذلك
يأمروننا أن نكون حراس أوفياء لما يفعلونه, بدأنا نرتاع من هذه الأحدث التي
ندور في خلدها و حتى الأتي منها تصبح بالنسبة لنا مبهمة وشائكة لمداركنا وغير
جالية فيما سيؤل إليها أوضاعنا لتخلف من ورائه رغبات جامحة في دفع شبابنا
وشاباتنا إلى الهجرة وترك ديارالآباء والأجداد بطريقة مخيفة ليتشتتوا في بلدان
بعيدة بحثا عن ملاذ آمن وعمل يؤمن لهم لقمة عيش كريمة, ولكن دون أمل يبحثون هنا
وهناك ومع هذا نستغرب من هول المصائب التي ترتكب ضد هولاء الأنفار بالأخص ضد
بعضهم البعض يتعاركون في وضح النهار بأيدي مكشوفة وترمى بأجسادهم الطرية فوق
حافة الطرقات والمدهش في الأمر أن الغاية الإنسانية بما تحملها من صفات نبيلة
هي أيضا أصبحت مهدورة ومفرغة من أية قيمة أخلاقية ولا احد هنا يريد أن يستوعب
ما يجري للضحايا والمعذبين إلا بطريقته العابرة سرعان ما تزول كمزنة ربيعية رغم
كل ذلك لم نستوعب ما يدور في فلكنا .. فوضى وانشغال واستسهال في أمور هامشية لا
تعنينا قيد شعرة من الأهمية بالمقارنة مع هجرة هؤلاء الشباب المنتج وتغييبهم في
فيافي الدنيا فأين هي مسؤولية المؤسسات الكردية وأين هي واجباتها التاريخية
والأخلاقية تجاه مواطنها..؟ الكل يعمل ليتآمرلالغاء وجودنا التاريخي وكذلك على
إبقاء مجتمعاتنا متخلفة عن ركب الحضارة والتطور, ونحن في الجهة الثانية لم نبخل
في التآمر على بعضنا البعض, إلى متى سنتفهم أوجاع وآلام الآخرين , ومتى سنصلح
ذواتنا من الداخل لإعادة هياكلنا بسوية أفضل. المجتمعات تتطور سريعا كسرعة
الرياح أما نحن ما زلنا نهرول باتجاه مجهول لا بل أننا نراوح في دوائرنا و
رؤوسنا مطمورة في الرمال , فمازالت صراعاتنا البسيطة تطفو على أديم المشهد
فتعطل جل طموحاتنا وأحلامنا في هذه الحياة لنسأل أنفسنا,إلى متى سنرضى بهذه
المعاناة ونتحمل أوزارها من التشرذم والتفتت وما يجري فيما بيننا, من هنا فلن
نستطيع أن نحقق لا أمان ولا اطمئنان للأجيال القادمة رواد المستقبل وسنظل
عاجزين عن تأمين متطلباتهم في العيش الكريم مالم نجل أنفسنا ونحقق طموحاتنا
ونصون حقوقنا المهدورة ونحمي شبابنا من حالة الضياع الا في توفير الحماية لهم
خاصة إذا تعرضوا للصعاب وإذا لم نستطع توفير كل هذه المتطلبات الحياتية فكيف به
إذا كان جائعا ومكبوتا ويقاسي هذه الآلام الموجعة كيف لنا أن نطالبه بالدفاع عن
الوطن وان يكون إنسانا منتجاً خلاقا فكريا ووطنيا , لأننا أصبحنا نسرق لقمة
العيش من أفواه بعضنا البعض , ثمة من يسرق ويمرح ولا همَ له سوى مأربه الأنانية
هنا تبقى شريحة كبيرة من هذا الشعب يتعذب ويتعرض إلى أسوأ أنواع الذل والاهانة
دون أن ينتبه إليه مسؤول ...
|