العلاقات العراقية التركية إلى أمام


 

حامد نصّار/ الكاتب والإعلامي العراقي

hamidnassar3@gmail.com

 لم تشهد العلاقات العراقية التركية قفزة نوعية كتلك التي شهدتها في الأشهر الأخيرة حيث ارتقت إلى مستوى لا نملك الا أن نتعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد، ولم يقتصر تحسن العلاقات على مجال معين بل شمل العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية وتفرعات تلك العلاقات من توافقات دبلوماسية واتفاقيات وزيارات ومبادرات.

ولعل أخير تلك التطورات وليس آخرها تعيين الرئيس التركي (عبد الله) غول للسيد (إرشاد هورموزلو) مستشارا للرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان المنطقة، واللطيف في الأمر أن السيد هورموزلو من مواليد كركوك عام 1943 وخريج كلية الحقوق/جامعة بغداد، وهو مؤشر يمتاز عن غيره من المؤشرات من حيث كونه يعكس حسن نية الجانب التركي تجاه العراق والرغبة الحقيقية في التقارب رغم أن موقف الجانب التركي حاليا أقوى من موقف العراق من حيث السياسة الخارجية، والاستقرار الأمني والاقتصادي ومن حيث السيادة طبعا!.

إن هذه الانتقالة السريعة من مرحلة تأزم العلاقات فيما يخص التوتر على الحدود العراقية التركية إلى مرحلة من العلاقات رفيعة المستوى إن دلّ على شيء فإنما يدل على :

·       مقدار الجهود المبذولة من قبل المعنيين من كلا الطرفين.

·       وقوف الجانبين على الأسباب الحقيقية للتوترات.

·       وضع حلول صحيحة وناجعة لتلك التوترات.

·       سرعة التنفيذ بدافع الرغبات الحقيقية والنوايا الصادقة.

 أما عن انعكاسات هذا التحسن على الشعبين فهو مما يدعو إلى الاطمئنان والانشراح والطمع بأن تكون العلاقات مع بقية دول الجوار والدول الإقليمية كما هي مع الجارة تركيا. فالتهديد الذي كان يشعر به العراق لحدوده الشمالية وسيادة وكرامة أراضيه في أقصى الشمال قد زال مع توقيع الاتفاقية الأمنية والتوصل إلى حلول مشتركة، واتفاق الجانبين على كون الـ pkk  منظمة إرهابية. وعلى صعيد آخر فإن الاتفاقيات الاقتصادية وربط الشركات التركية بالعراقية مباشرة والتبادل التجاري كل ذلك سوف ينعكس إيجابا على اقتصاد البلدين على مستوى الاستثمار عالي المستوى أو على مستوى الاستهلاك الفردي الذي هو تحصيل حاصل لما سبق.

وبالنتيجة فإن ذلك سيصب جميعه في نهر السياسة ونستطيع القول بعد ذلك بأن هذه التطورات اختصرت الطريق على العراق الذي يسعى إلى خلق مناخ سياسي دولي لتقبله دولة فاعلة في تلك المجالات من جديد.

نأمل أن تكون مثل هذه التجارب الناجحة رافدا لمن أراد النجاح من السياسيين في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية كما نتمنى أن تستمر العلاقات مع الجارة العزيزة تركيا نحو مزيد من النماء والبناء.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com