في عيد الصحافة الشيوعية..  أداة للتنويروتعميق الوعي ولتعبئة الرأي العام

 

صادق البلادي

saal1@t-online.de

 يحتفل الشيوعيون بذكرى صدورصحافة الحزب قبل 74عاما، والتي واصلت الصدور، طوال هذا الوقت، بانقطاعات قليلة.وكانت طريق الشعب أول صحيفة تصدر بعد انهيار النظام الفاشي

وفي ظل الاحتلال. وهذا الصدور المتواصل عمل بطولي كبير وراؤه جهود وتضحيات لا تعد

ولاتحصى . إن بقي المرء امينا لذمته وتذكر الظروف الشرسة الصعبة التى مر بها عمل الشيوعيين العراقيين في كل العهود فهولا بد مقدر للذين عملوا في الصحافة الشيوعية، السرية منها خاصة، اجل التقدير .. في العهد الملكي حيث جريمة اعدام قادة الحزب فهد ورفيقيه حازم وصارم، وحيث عيون الشعبة الخاصة في التحقيقات الجنائية (الأمن لاحقا) على مطبعة الحزب، فهي مدفعية الحزب في ذاك الوقت الذي كانت الامية تضرب بأطنابها في صفوف المجتمع الظامئ الى التنوير، وفي عهد قاسم رغم دور الحزب في نجاح انقلاب / ثورة 14 تموز 1958  الذي لا ينكره احد ورغم عودة صحافته للصدور العلني فانها بقيت عرضة للمضايقات حتى اغلقت. ولا حاجة لاستذكار ما حل بصحافيي الحزب وصحافته سواء يوم اوغلت " عروس الثورات " بعد 8 شباط  في دم الشيوعيين، وبعد عودتهم الثانية الاخرى في 68 وصدام يقف خلف " الاب القائد " في قاعة التلفزيون المحروس بالدبابات وهو، صدام، يكشف للناس كفاءته : رشاشته التي يحملها مهددا المشاهدين ومذكرا اياهم بـ " امجاد 8 شباط "، ورغم كل المشاق والصعاب، رغم انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي وتشتت الشيوعيين مع اهلهم العراقيين في المنافي البعيدة عن الوطن اول مرة، ورغم الخيبات وافتراق كثير من الرفاق المخلصين والانصار وضعف الرغبة والقدرة على التبرع وكليهما معا، وخفوت الهمة والحمية لدى بعض الصحفيين والكتاب الشيوعيين والتقدميين، بينهم  المرتبط والمنفك عن التنظيم، في الإسهام في الكتابة لصحافة الحزب، تعبيرا عن موقف وتفضيلا لكتابة تدر رزقا، فان صحافة الحزب الشيوعي، ورغم ان عمرها يقترب من الثلاثين مرتين ونصف يا فلان، فما زالت تواصل الصدور ساعية للدفاع عن الفكر الاشتراكي وتقوية تيار اليسار الديمقراطي من اجل الإسهام الجاد في  إقامة نظام ديمقراطي يضمن حقوق الانسان في العراق، للعرب والأكراد والقوميات الأخرى، وضمان المساواة لكل المواطنين دون تمييز قومي وديني وعرقي وطائفي وعشائري وإقليمي وجنسي وحزبي وكل شكل محتمل آخر، بعد أن اسهمت في حركة المعارضة الوطنية العراقية بهدف اسقاط نظام صدام وإقامة البديل الديمقراطي، الذي يزعم

المحتلون أنهم يريدون إقامته في بلاد الرافدين.        

صلتي بصحافة الحزب قارئا تزيد على ستين عاما . ففي عام 46 صدرت "العصبة " صحيفة علنية تصدرها عصبة مكافحة الصهيونية، بعنوانها الأحمر، وكان كل عدد منها يدخل دارنا. إذ كان لي عم هومثل غيره من شباب محلة العشارفي البصرة قلوبهم مع اليسار، وكان بعضهم، كما انكشف لي في ما بعد، قلبا ولسانا ويدا مع الحزب الشيوعي، وعرفت فيما بعد  ان لأحد مدرسيهم دورا في هذا الميل فقد كان كثيرمنهم مولعا بالرياضة،وكان مسؤول الرياضة في المدرسة المعلم البارز الذي كان التلاميذ وأهاليهم والهيئة التدريسية يكنون له كل الاحترام والتقدير، ذلكم هوالمعلم الكبير سامي نادر الذي كان عضواللجنة المركزية التي شكلها فهد، ويوم حضر المؤتمر الاول للحزب كان مرشد الصف الذي كنت فيه يومذاك تلميذا.وهذا الشيوعي هووالد الصحفي سهيل سامي نادر. وبعد اغلاق العصبة عدت قارئا لصحيفة شيوعية مرة اخرى عندما اصدر الحزب جريدة الأساس صحيفة علنية بعد وثبة كانون 1948 التي أسقطت مشروع معاهدة بورتسموت، التي أريد بها تمديد ارتباط العراق بالاستعمار، وسرعان ما أغلقت فأصدر الحزب جريدة الهادي علنية ايضا واطلعت على عددها اليتيم، الأول والأخير، اذ أغلقت بعد صدور العدد الأول فورا. وبعد ذلك صرت اقرأ الصحافة الشيوعية السرية من القاعدة واتحاد الشعب السرية فالعلنية فيما بعد والإنجاز ومناضل الحزب وإصدارات الحزب الأخرى. وبقيت قارئا لصحافة الحزب ولم اجرؤ بعد تموز على الكتابة لصحافة الحزب بعد ان صارت علنية لظني اني ما زلت دون المستوى بفراسخ. 

وفي السبعينات، بعد صدور الفكر الجديد علنية، بدأت ارسل عبر التنظيم بعض المواضيع وجدت طربقها للنشر، وفيما بعد وجدت المساهمات طريقها للنشر في طريق الشعب العلنية، وعندما اضطر الحزب على اعادة إصدار الفكر الجديد/ بيري نوي عربية/ كردية صرت أحرر في القسم العربي منها متطوعا، وعملت فترة في سكرتارية تحريرطريق الشعب حتى مغادرتي العراق عام 1978، كانت واحدة من اجمل فترات العمر، وفي نفس الوقت من أقساها نفسيا . فقد كنت وقتها أفهم الضبط الحزبي بمعنى القبول بقرارات الحزب غير واع بعد ان الالتزام ينبغي ان يكون للماركسية وليس لقرارات الهيئات الحزبية إن خرجت عن المبدأ، وعدم الاكتفاء فقط بمناقشتها وانتقادها داخل الهيئة الحزبية فقط، وان التمسك بالوحدة الشكلية على خطأ هوامر قاتل ومميت. بذاك الفهم الخاطئ للالتزام، إضافة حرصا على عدم استغلال الثقة الموكلة بي، كنت اعترض على نشر نصوص يشم منها معارضة الجبهة،رغم أنها كانت تتفق مع موقفي الشخصي داخل التنظيم ضد الجبهة لكنها، تلك النصوص، كانت مخالفة لسياسة الحزب المقرة من الهيئات الرسمية، وما كنت أسعى لتسريبها، الآمر الذي آثار غضب أصحاب النصوص الجيدة علي وتكون رأي خاطئ لديهم عني. لكن المهم، يومها، كان التمسك والالتزام بقرارات الحزب أمرا

كنت اعتقد صوابه يومذاك، كيفما كان القرار.

 اذكر اني في آذار 1977 ا أردت انتهاز حلول الذكرى العشرين لتأسيس جبهة الاتحاد الوطني للكتابة عن الموقف الماركسي من التحالف الذي لم يكن متوفرا في الجبهة مع البعث، فسألت الرفيق رئيس التحرير رأيه ان كان من الممكن نشر مثل هذا المقال فطلب التريث حتى يستفسر من المكتب السياسي وهوعضوفيه، وجاءني في اليوم التالي مبتسما وقال لي : سألت فكان التعليق,هذاالرفيق المعادي للجبهة يريد الكتابة عن الجبهة؟  

 وعندما صدرت الثقافة الجديدة في المنفى كتبت بضعة مقالات فيها، ولم يستمر الاندفاع في الكتابة اليها لعدم نشر بعض المقالات التي لم تكن تساير خط اللجنة المركزية، قبل المؤتمر الخامس. وبعد التحضيرات للمؤتمر الخامس وانعقاده وفسح المجال للرأي الاخر في النشر

الى حدما دون قيود حاولت حسب إمكانيتي الإسهام في الكتابة في صحافة الحزب لأنها المنبر المؤهل، كما أظن، على الإسهام الجاد في تعميق النقاش والحوار بين قوى اليسار الديمقراطي من اجل التوصل لافضل شكل لتجمعها ليكون لليسار صوته المؤثر في العملية السياسية، لما لليسار من قدرة على إضعاف النعرات القومانية والطائفية والعشائرية، والتمسك بالدفاع عن الديمقراطية، السياسية والاجتماعية. وتحقيق هذا الدور يتطلب رفع اليقظة ودرجة الحساسية تجاه اية بادرة قد تظهر للالتفاف على التوجه السليم نحوتوسيع الديمقراطية والتجديد فقد اثبت انهيار الاشتراكية ان  التاريخ الثوري والبطولي للمناضلين وحده لا يشكل  مناعة ضد التلوث وضد الإصابة بسوسة البيروقراطية الحزبية، السم القاتل للنضال الثوري في سبيل مجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. واثبت انه بغياب التنظيم الثوري السليم لا يمكن تحقيق الاهداف ولا الدفاع عن المنجزات. 

ما أشد الحاجة اليوم لتطوير طريق الشعب، كذلك الحاجة الى اصدار مجلة في الخارج  تحل

 محل رسالة العراق التي توقفت للاسهام في تعميق الوعي، وتعبئة رأي عام يؤثر في تحديد سياسة صائبة ضد ثالوث الدمار: الاحتلال والارهاب والفساد. 

 تحية لكل شهداء الصحافة الوطنية والشيوعية، وتقديرا كبيرا للعاملين فيها اليوم رغم كل الظروف، ومزيدا من الإسهام في نشر الكلمة الطيبة، لتبقى شجرة طيبة كالنخلة الباسقة اصلها ثابت وفرعها في السماء، وافرة الغلال والظلال. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com