|
ميزانية العراق الطائفية
شوقي العيسى ان من أكثر المواضيع المهمة والحساسة والتي تتصارع عليها الكتل والطوائف العراقية هو موضوع الميزانية المالية والموارد التي يجنيها بلد الخيرات، بلد البترول المخزون، حيث أثبتت الدراسات والبحوث أن العراق أغنى بلد في العالم لما يملكه من خيرات في باطن الارض من نفط وغاز ويورانيوم ومعادن وذهب وفحم وفوسفات وحديد وكثير من المعادن التي لا أحد يعلمها سوى خبراء التربة. كل تلك الخيرات والثروات في العراق والمواطن العراقي يعيش الفقر بكل معنى كلمة فقر فقد أصبح العراق كمن لديه قصر مشيــّد عالي الجدران وتحرسه الحراس من كل جهة وناحية وصاحب ذلك القصر لا يملك قوت يومه فيخرج للاسواق يقتات على فتات الخبز المتساقط من المارة، هكذا هو حال العراق فهو يمتلك كل شيء ومحروم من كل شيء، فلذلك أصبح الصراع على تقاسم الثروات هو الشغل الشاغل الذي يهتم به السياسيون في العراق بحجة مصالح العراق. الأغلب من القيادات العراقية أصبحت بقدرة قادر تتقاسم كل شيء بمحاصصة طائفية والكل يعلم أن العراق يقطنة من العرب السنة والشيعة والاكراد والتركمان والاقليات الاخرى التي لا حول لهم ولا قوة سوى انتظار الرزق المتقاطر عليهم جراء تلك المحاصصة الطائفية التي ابتلى بها الشعب العراقي، فلذلك تكون ميزانية العراق هي الميزانية التقاسمية بين تلك المكونات وبالحقيقة لو كانت تلك التقسيمات تتم بشكل اعتيادي فلا ضير من ذلك مازالت ستشمل المواطن البسيط ولكنها تذهب الى الاحزاب السياسية والكتل البرلمانية التي تتقاسم بكل شيء حتى في الاوراق والاقلام فيما بينها ولا تخرج من دائرة تلك السلطات التشريعية والتنفيذية التي أصبحت وباءاً على الشعب العراقي والدليل على ذلك طوابير عوائل الشهداء على دوائر التقاعد ودوائر الضمان الاجتماعي ومن دون ادنى فائدة وظاهرة البطالة التي ملئت شوارع العراق من الشباب الذي اتجه الى مرض جديد وهو تناول المخدرات التي اتحفتنا بها دول الجوار. فكيف يمتلك العراق ميزانية خالية من ظروف المحاصصة الطائفية المقيتة التي جاء بها السياسيون الجدد الذين باعتقادي يحاولون جعل مسيرة العراق كهذا شاكلة لأنها تصب في صالحهم الذي تورّق وتزيّن بشراء العقارات خارج العراق كلٌ في الدولة التي كان يعيش فيها، ولكي يكون المواطن البسيط دائماً في حاجتهم وطوع أمرهم في حال احتياجهم له في عملية الانتخابات او غيرها فحينها نرى أن تلك القيادات والسياسيين الجدد يغدقون على البسطاء في الاموال والعطاءات. أما أن تكون لدى العراق ميزانية خالية من أطراف المحاصصة الطائفية في الوقت الحاضر فهذا ضرب من ضروب الخيال وأنى لنا بتلك الميزانية التي تخدم الانسان البسيط وتعين الفقير على فقره والجائع على سد رمقه وتؤوي المتشرد. بالحقيقة لقد ابتلى العراقيين بداء اسمه الاحزاب التي تحاول تقسيم كل شيء من الصغير حتى الكبير فكيف بنا وهذه الاحزاب تمتلك ميزانية بلد باكمله،فهل تتسع الجيوب لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! بالتأكيد لا يمكن ذلك فالفقراء الذين يستجدون الوظيفة لايملكونها لأنها خصصت لمن لديه ارتباط بحزب معين او كتلة معينة وهذا الكلام يعرفه القاصي والداني، وعلى سبيل المثال لي ثلاث اخوة على مرور خمس سنوات يحاولون الحصول على وظيفة ولكن دون جدوى إلا اذا جاؤوا بتأييد من حزب معيـّن وبما أنهم لا يرتبطون بحزب فلا وظيفة لهم وهناك الملايين من أبناء الشعب العراقي على هذه الشاكله باستثناء تأييد واحد يعجل للمواطن الوظيفة والحقوق وهو أن يثبت أنه كان "بعثي" فسيحصل على الوظيفة والسكن ويناله شيء من الميزانية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |