كارثة لاتنتهي في العراق أسمها ... الكهرباء

 

 

 د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

لاريب أن حكومة السيد المالكي قد حققت الشيء غير القليل لصالح الوطن والمواطن في غضون الأشهر التي لاتزيد عن الثلاثين منذ توليها زمام الأمور ، فمن تحسّن الوضع المعاشي للمواطن العراقي بشكل غير مألوف ربما في العالم أجمع الى تقدم الوضع السياسي وتقارب آراء الفرقاء المختلفين على الكثير من امور البلاد. غير أن تلك الأنجازات تصطدم دوما بعقبة كأداء لاترحم ، الأمر الذي يفقد الأنجازات بريقها ونشوتها. أنها مصيبة الكهرباء التي أربكت المواطن البسيط قبل المثقف وجعلته يعاني الأمرين منذ سنوات طوال!

الأمر المحيّر الذي لاجواب له هو: كيف تكمنت الدوله من صرف كل تلك المليارات لصالح المواطن وظلت شبه عاجزة أمام حل مشكلة الكهرباء؟ لماذا لم يتم اللجوء الى حلول مؤقتة تنتشل العراقيين من الواقع المر الذي يعيشوته اليوم في ظل معاناة قاسية وفي ظل حرارة لاهبة لاترحم؟ ولاندري تماما هل هو تقصير وزارة الكهرباء بوزيرها وأدارتها العليا ومسؤوليها في المحافظات أم هو الدعم غير النافع من قبل الدولة؟ وهل أن الأمر يقفز فوق كل ذلك ليتخطاه الى الأمريكان الذين يعمدون الى عرقلة أصلاح الكهرباء لأسباب تتعلق بفرض شروط مجحفة يرومون تحقيقها بالضغط على الحكومة؟ أم أن الأمر يتعلق بتكمن القوى المعادية للحكومة من أختراق الصفوف وفرض هيمنة على هذا الميدان وألحاق الأذي والتخريب فيه سعيا وراء أسقاط الحكومة؟!

أن المواطن العراقي البسيط يشعر أن المسؤولين الكبار قد خذلوه بعد أن ألتفتوا الى أنفسهم فملئوا الجيوب يالسحت الحرام وأبتاعوا العقارات والفلل والفنادق في بيروت ودبي وعمان ودمشق وعواصم الغرب دون رادع من الحكومة او لجنة النزاهة في مجلس النواب أو هيئة النزاهة! أنها الجريمة النكراء التي لاتغتفر أبدا والتي لابد أن يماط اللثام عنها يوما ما. ألا توجد حلول مؤقتة لأنقاذ الناس من جحيم الحر؟ هل جربت وزارة الكهرباء كل السبل المتاحة وفاتحت مختلف الجهات الدولية لأمكانية التوصل الى حل يتماشى مع تضحيات الشعب العراقي الجسيمة؟ أنه سيل الأسئلة الذي سوف يظل قائما مادامت وزارة الكهرباء تقف واجمة أمام شكاوى الناس وتبرمهم من واقع الحال القاسي.

أما الحكومة فهي الأخرى مقصرة كثيرا في هذا السياق فهل يعقل أن يموت الأطفال الخدّج في المستشفيات الحكومية بسبب أنقطاع الكهرباء دون أن يلوح في الأفق حل ما لهذ المعضلة؟! وهل تنتظر الحكومة موت الكبار بعد صغارهم كي تتحرك فتغير هذا الوزير وتعاقب ذاك الوكيل أو المدير العام أو المهندس المسؤول؟ اليوم أصبح الغطاء مكشوفا وأزيح الستار عن المستور فلابد أذن أن يقول الشعب كلمته وأن يزيح من قصر بحقه وأن يؤشر بوضوح على من سرقه وغدره وضيع ثرواته!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com