|
كركوك قدس الاكراد ام جزء من العراق
قاسم حمودي قد يتوهم البعض بالدعوات التي يطلقها الاخوة الاكراد على انهم ينوون البقاء ضمن الدولة العراقية، لانهم سوف يقررون الانفصال حالما تتوافر او تأتيهم الفرصة، وانا انظر الى انهم على حق في تكوين دولة ولنكن منصفين في ذلك، واما مسألة كركوك فهي حساسة ولا تحل بالعنجهية وفرض امر الواقع، والمشكلة بالاساس يكمن في توافد العرب على هذه المنطقة في بداية الثمانينات اي قبل ما يزيد على ربع قرن ( ولكن لا ننسى ان هناك عرب سكنوا المنطقة بوقت بعيد ايضاً), ولكن ماذا كانت كركوك عندما توافد عليه العرب هل كانت مدينة تابعة لدولة كردستان مثلاً او الى دولة اخرى غير العراق، المشكلة ان قسم من العرب اتو طمعاً في المال الذي كان يقدم لهم لتغيير محل سكناهم، وقد تم بالفعل تغير محل سكناهم الى هذه المدينة، ولكن كان في المقابل نوع من التهجير والتي لم تكن بتلك المستوى الذي يدعي به الاحزاب الكردية، ولكي نأخذ بالحلول الوسطى علينا ان نبعد كل عربي قدم الى كركوك وسكن في دار مهجر كردي، واما اذا سكنوا في مناطق اخرى غير المناطق التي هجر منها الاكراد فتلك مسألة اخرى فالمدينة عراقية وللمواطنين الحق في السكن اينما شائو، ولكن هناك مسألة اخرى اثارة حفيظة سكنة كركوك من العرب والتركمان وهي عدد الوافدين من الاكراد والذين زعموا انهم مهجريم من مدينة كركوك، وهذه المشكلة تحل فقط اذا اثبت القادمين من اي منطقة بالضبط قد هجروا ولا بد انهم كانوا قد سكنوا بيوتاً او اكواخاً ويتذكرون عناوين سكناهم، لكي يتاكد الجميع من صحة ادعائاتهم ومزاعمهم، واما اذا رفضوا فليس لهم اي حق في ادعائهم ان كركوك مدينة كردستانية، واذا اصر الاخوة من الاحزاب الكردية بمواصلة نهجهم فسوف يعرضون كل مكتسباتهم السياسية والتي تتمثل على ارض الواقع بسيطرة كاملة على مناطقهم دون ان يغير المركز (بغداد) او يتحكم باي امر من امورهم الداخلية للخطر. المسألة باتت تأخذ منحى خطيراً عندما رفضت الاحزاب الكردستانية عدم السماح للدولة العراقية ببسط نفوذها على المناطق التي يسيطرون عليها، ولو نعود للوراء قليلاً حيث كان هناك نظام دكتاتوري متسلط على رقاب الناس كان الغرب يتعاطف معهم ولكن الان باتوا يشكلون عبئاً على مصالحهم ويرون (الغرب) انه ليست هناك اي خوف على حياتهم وحريتهم في ظل النظام الجديد، ولذلك لايريدون ان يفرطوا بمصالحهم مع جيران العراق وبعض الدول العربية المعتدلة والصديقة والحليفة لهم. ولذلك فان الاحزاب الكردية والعراقية بصورة عامة تعلم مسبقاً ان الدعم المتوفر الان للاكراد سينتهي عاجلاً ام اجلاً ولذلك اثيرت هذه الضجة الان وانفجرت بهذه الصورة، المشكلة ان كانت كركوك ضمن العراق هل سيضر بمصالح الاكراد ام انها ستضر بمصالح العراق وان دمجت مع كردستان من سيستفيد، حتماً ليست هناك اي تغير في مصالح كردستان ان ظلت كركوك ضمن اطار الدولة العراقية لان حقوق اقليم كردستان تصلهم وهي النسبة التي يقتطعونها من الميزانية العراقية، ولكن ان انظمت الى كردستان فأن عوائد النفط سوف تؤول للاحزاب الكردية حالها حال المنافذ الحدودية التي لا علم لبغداد بوارداتها فأنها تخص كردستان ولا تخص العراق، من هنا نفهم ان الاحزاب الكردية عازمة ومستمرة في نهجها نحو بناء دولة كردية والا ما اصرارهم على ان تكون كركوك كردستانية ويحاولون فرض امر الواقع بقوة السلاح. ان اصر الاكراد على نهجهم سوف تضطر الاحزاب العراقية الاخرى اعادة النظر بالديمقراطية التوافقية التي انتهجها البرلمان والكتل والاحزاب السياسية، وبذلك سوف يسقط حقوق الكثيرين في هذه العملية وسوف لاتبقى كردستان على حالها محافظة على استقلالها من المركز وسوف يعاد صياغة وكتابة الدستور بصورة اخرى قد يسلبهم اغلب مكتسباتهم من الغنائم التي يتمتعون بها الى الان .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |