لمصلحة مَن يتسترون على حجم الأصابات السرطانية في العراق؟!! .. (2-3)

 

د. كاظم المقدادي

 kalmukdadi@hotmail.com

أثبت العلماء ان لليورانيوم المنضب أضرار خطيرة تعود لسميته الكيميائية ولأشعاعاته.وتوقع خبير الفيزياء النووية الأميركي البرفسور ليونارد ديتز ظهور اصابات اشعاعية كثيرة في المستقبل لدى الجنود الأميركيين الذين شاركوا في حرب الخليج الثانية، لأن مفعول أوكسيد اليورانيوم،الذي تعرضوا له أثناء الحرب طويل الأمد. وأوضح د.علي حنوش- الخبير في البيئة والتنمية:علمياً  للنشاط الاشعاعي لليورانيوم المنضب عمر زمني طويل جداً، وهذه هي الخاصية المضرة به.إنه مادة مشعة، ويُعدُ اكثر مصادر التلوث خطورة على البيئة الاحيائية والبشرية.وبينت دراسة حديثة أعدها الدكتور فهد عبد الكريم علي تركستاني- أستاذ الكيمياء المشارك والمحكم البيئي في مجلس التعاون الخليجي- أن البيئة من أول وأهم ضحايا الحروب القديمة والحديثة لما ينتج عنها من دمار كبير.وكان خبير الذرة والطب النووي الأمريكي (من أصل كرواتي) البرفسور الدكتور آساف دوراكوفيتش- مدير المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم بواشنطن- قد حذر بأن ضرب العراق للمرة الثانية باليورانيوم المنضب يعني إبادة حوالي  30 % من شعب العراق..

 السرطان في أرجاء العراق

مخاوف العلماء والأطباء وقلقهم الجدي من أضرار أسلحة اليورانيوم كانت في محلها، وقد بررها إنتشار الأمراض السرطانية القاتلة، والتشوهات الرهيبة، والعاهات المرضية المستديمة. فقد أكدت تقارير طبية كثيرة-عراقية وأجنبية- تزايد الأمراض الخبيئة، يوماً بعد يوم، في أرجاء العراق، وربطت صلتها بإستخدام الذخائر المصنعة من النفايات النووية.ومما زاد المخاوف ان أغلب الكمية التي إستخدمت في حرب عام 1991 من ذخيرة اليورانيوم سقطت على جنوب العراق، وخاصة البصرة والمناطق المحيطة بها والقريبة من الحدود الكويتية، بينما في حرب عام 2003 قصفت القوات الأمريكية والبريطانية كافة أرجاء العراق، وإستهدفت حتى المناطق الكثيفة بالسكان،وتبين ان الذخائر المستخدمة كانت مطورة كثيراً وذات قدرة تدميرية رهيبة، وأكثر فتكاً. وما  نشهده حالياً أغلبه من أضرار 320 – 800 طناً إستخدمت عام 1991.. ولا يعرف أحد ،غير رب العالمين، ما  الذي ينتظر الشعب العراقي من أضرار كمية نحو 2000 طن من القذائف المطورة  والأكثر فتكاً بالبشر، إستخدمت عام 2003 ضد العراق.

على صعيد الإحصائيات والأرقام ،أصيب بالأمراض والأورام السرطانية  مئات الآلاف من العراقيين، ومات منهم الآلاف منذ إستخدام أسلحة اليورانيوم في عام 1991 وحتى اليوم. وظهرت أمراض جديدة لا اسم لها بمنظمة الصحة العالمية، أُطلق عليها " حالات شائعة لأسباب ضائعة".ومئات الآلاف بأمراض غريبة أُطلق على هذه الحالات:" أمراض شائعة لأسباب ضائعة"- وفقاً للدكتور قيس السلمان- رئيس الهيئة  الدولية للبيئة والطاقة في الأكاديمية الملكية الدولية RAZIT.

وأكدت تقارير طبية إزدياد حالات الاصابة بامراض السرطان في عموم العراق 7 اضعاف عما كانت عليه عام 1989، وأزدادت نسبة الاصابة بسرطان الرئة وحده 4 أضعاف، ومعدل الوفيات به  5 مرات.

واليوم تشير التقارير الى وجود أكثر من 170 ألف عراقياً مصاباً بالسرطان، يموت منهم ما بين 8 الى 12 ألف سنوياً بسبب شحة الأدوية وإكتشاف الإصابات في مرحلة متقدمة..

براعم العراق الضحية الأولى  

أشارت إحصائيات المستشفيات العراقية الى ان عدد  الاطفال العراقيين المصابين بالسرطان إرتفع من  32 ألف إصابة في عام 1990، ليصل الى 130 ألف إصابة  فى عام 1997. وأضيفت لها خلال العقد الماضي عشرات  الآلاف من الإصابات السرطانية.وبلغت الأصابات لغاية عام 2001  أكثر من 74 ألف و 400  إصابة. وقدر الخبراء أن تبلغ 100 ألف إصابة مع نهاية عام 2007- وفق معدلات الإصابات للسنوات 2000 – 2004.

وأكدت مسؤولة وحدة الأمراض السرطانية في مستشفى البصرة للأطفال ا.د. جنان غالب حسن ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية بين الأطفال.وقالت إن الأمر جعل الأطباء يتخوفون من مستقبل الطفولة في العراق، مشيرة الى أن حالات مرض السرطان تتضاعف بسب عدم وجود إمكانيات طبية في المدينة ، وهناك أنواع جديدة من الأمراض السرطانية ظهرت خلال السنوات الاخيرة وهي غير معروفة طبياً.

ومؤخراً،أكد مصدر صحي عراقي مسؤول بان سرطان الاطفال في العراق اكثر شيوعا من مثيلاته في الغرب، ويشكل 8 في المائة من حالات السرطان كافة في العراق، مقارنة بـ 1 في المائة في الدول المتقدمة، وان أكثر السرطانات شيوعاً بين الاطفال هو سرطان الدم، تليه سرطانات الجهاز اللمفاوي، والدماغ، واورام الجهاز العصبي.

وأكدت أ.د. ندى عبدالصاحب العلوان- استاذة علم الامراض السرطانية ومديرة المركز التدريبي المرجعي للكشف عن اورام الثدي، والمدير التنفيذي للبرنامج الوطني الشامل للكشف المبكر عن سرطان الثدي،بأن نسبة السرطانات المدونة عند الأطفال العراقيين هي أعلى بكثير ( 8 أضعاف) ما مدون في سجلات السرطان المعتمدة في المجتمعات الغربية.

وأضافت العلوان بان سجل السرطان العراقي لسنة 2004، والذي يصدره المجلس الأعلى للسرطان في وزارة الصحة،يحوي على أرقام تعطي دلالة وأهمية خاصة بهذا الموضوع.ويأتي سرطان الثدي، والرئة، والغدد اللمفاوية، والدماغ، والمثانة، في مقدمة السرطانات التي يصاب بها الفرد العراقي.

وأشار تقرير نشرته شبكة الأنباء الإنسانية (IRIN) التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الى ان 56 في المئة من المصابين بامراض السرطان في العراق عام 2004 هم من الاطفال تحت سن الخامسة، مقارنة بنسبة 13 في المئة قبل ذلك بـ 15 سنة.وان زيادة 20 بالمئة حصلت في الاصابات مقارنة بعام 2003.وهذه الإحصائيات لم تشمل الحالات المارة على المستشفيات الخاصة.

غيض من فيض

 في عام 2005،أعلنت وزارة الصحة العراقية بأن معدل عدد حالات الإصابة بمرض السرطان في العراق ارتفع عام 2005 إلى قرابة 30 حالة يوميا، وبلغت الإصابات السنوية نحو 12 ألف حالة، فى حين كانت عام 2004 نحو 7500 حالة فقط. وتوقع خبراء ان تتضاعف الأصابات السنوية إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة وفاعلة.وأحالت وزارة الصحة هذه الزيادة، قياسا بالسنوات السابقة، للتلوث الإشعاعي، وعوامل أخرى مؤثرة في بيئة البلاد. وأكدت الوزارة أن أغلب الحالات المكتشفة كانت فى المحافظات الجنوبية. وتشكل نسبة كبيرة حالات الإصابة بسرطانات الدم والجهاز اللمفاوي والدماغ والجهاز العصبي، بالإضافة إلى سرطانات الأطفال وسرطان الثدي لدى النساء.

وأكد الدكتور عبد علي مهدي- مدير مستشفى الإشعاع والطب النووي في بغداد،في حزيران / يونيو 2005، بانه في الوقت الذي كان معدل الإصابة بالأورام في العراق نحو 7000 حالة سنوياً،لم يتجاوز في الولايات المتحدة الأمريكية الـ 2000 حالة سنوياً، أي 3.5 مرة أكثر.وأضاف: عدا الاصابات الجديدة، نلاحظ أكثر من 10 آلاف مريض سنوياً- حسب الاحصاءات الموجودة لدينا.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان،أشارت احصاءات منظمة الصحة العالمية الى ان عدد الوفيات بسبب مرض السرطان في العراق وصل في عام 2005 وحده الى 15 ألف وفاة. وشكل 6.6 في المئة  من مجموع الوفيات الناتجة عن الامراض بشكل عام..ومن المتوقع ان تزداد هذه النسبة الى 10 % في عام 2030.

وشكل سرطان القصبات الهوائية والرئة أعلى نسبة اصابة للسرطان ، يليه سرطان المثانة لدى الرجال، وسرطان الثدي اعلى نسبة سرطان في النساء العراقيات.

الى هذا، أكد تحقيق ميداني لمجلة "الجزيرة" السعودية،نشر عام 2005، انتشار ظاهرة الامراض السرطانية في العراق. وجاء فيه: عندما تدخل مستشفى معالجة الأورام السرطانية، الواقع على مقربة من ساحة الأندلس في وسط بغداد، تكتشف أن مرض السرطان بات ينافس ضحاياه قتلى الانفجارات اليومية. ونقلت المجلة عن الدكتور علي كاظم- مدير المستشفى- قوله: ثمة ارتفاع متزايد في حالات الإصابة بالأورام السرطانية لدى العراقيين.وأعلن بان المستشفى يسجِّل سنوياً نحو 7500 حالة، وقد ارتفعت نسبة السرطان إلى 9 في المائة بسبب قلة الإمكانات المتوافرة ونقص العلاج اللازم.

من جهته، أفاد الدكتور جاسم محسن – مدير المستشفى التعليمي لأمراض الجهاز الهضمي والكبد في بغداد بان نحو 80 مريضاً يومياً  يراجع مستشفاه وحده.وقد راجعه خلال الأشهر الستة من عام 2005 وحدها أكثر من 17 ألف مريض،أغلبهم يعاني من أمراض سرطانية.واَنذاك إستصرخ مدير دائرة الصحة الدولية الدكتور رمزي رسول منصور الضمير العالمي للمساعدة في انقاذ اكثر من 6 اًلاف عراقي مصاب بأمراض مستعصية لا تتوفر لهم العلاجات المناسبة في البلد، وقد ذهبت وعود المنظمات الانسانية التي قطعتها للمرضى ادراج الرياح.

 وفي عام 2006 قدمت وزارة الصحة  العراقية دراسة في مؤتمر علمي نظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة،وشاركت فيه منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسيف) وممثلون عن القوات الاجنية المشاركة في حرب الخليج الثانية، أشرت وجود زيادة في عدد الأصابات بالإمراض السرطانية في مختلف انحاء البلاد، وكانت أكثر بمرتين في المناطق الجنوبية، لاسيما سرطان الدم. وأشرت أيضاً تدني سن الإصابة، اذ أصبحت تصيب الأطفال- بحسب الوكيل الأقدم لوزارة الصحة الدكتور عامر الخزاعي .

وأشارت مصادر وزارة الصحة بان مستشفى الإشعاع والطب الذري في بغداد يستقبل معدل 100 حالة سرطانية جديدة يومياً.وأوضح الدكتور مهدي عبدالله السراج - طبيب اختصاصي اقدم ومسؤول اللجنة العلمية في المستشفى المذكور،بأن أكثر امراض السرطان شيوعا هي: سرطان الثدي لدى النساء، سرطان الرئة، وسرطان المثانة لدى الرجال،وسرطان الدم لدى الأطفال. وتوقع خبراء أن يصل المعدل السنوي للإصابات السرطانية الى نحو 25 ألف حالة، وهذا الرقم لم يبلغه بلد في العالم سوى اليابان بعد جريمة إلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية.

واوضحت تقارير ودراسات طبية بان معدلات الاصابة بسرطان الدم لدى الأطفال العراقيين ارتفعت خلال العام 2006 بنسبة (22%) قياساً بالحالات المسجلة عام 2005.وإرتفعت معدلات الاصابة بسرطان الثدي لدى النساء بنسبة (19%). وأكدت أ.د. ندى العلون - مديرة المركز التدريبي المرجعي للكشف عن اورام الثدي، بأن سرطان الثدي يُعد من اكثر السرطانات شيوعاً عند الاناث في العراق،حيث يمثل نحو 32 % من نسبة السرطانات التي أصيبت بها المرأة العراقية- كما هو مدون في سجل السرطان العراقي.وأضافت بأن الوضع يتفاقم بإستمرار، إذ لوحظ خلال السنوات الاخيرة تزايد واضح في نسبة الاصابة به. كما وهناك اختلاف في درجة عدوانية المرض (اي ان الاورام اصبحت اكثر خبثاً من ذي قبل)، و إبتدأ يختار ضحاياه من النساء الشابات،بأعمار (20-40) عاما. وهذه حالة نادرة الحدوث في المجتمعات والدول الغربية.وعدا هذا فان اكثر من 70% من الحالات التي تصيب المرأة العراقية عادة ما تكتشف في مراحل متأخرة يصعب التحكم فيها بواسطة العلاج.

وفي عام 2007، أشارت دراسات طبية وعلمية دولية ومحلية عديدة إلى زيادة حادة بنسبة الإصابة بمرض السرطان في العراق، بسبب تأثير الحروب المتعاقبة على البلاد. وعزا وكيل وزارة الصحة د. عامر الخزاعي سبب الارتفاع  إلى تلوث البيئة العراقية بمادة اليورانيوم المنضب، موضحا أن هذا الإرتفاع تركز في المنطقة الجنوبية ولا سيما  لدى الأطفال.ولفت الخزاعي إلى التاثيرات السلبية لدوي الإنفجارات وأعمال العنف على الحالة الصحية والنفسية التي تطال حتى الأجنة في أرحام الأمهات.

وأوضح الدكتور أحمد صباح السراج- معاون مدير معهد ومستشفى الاشعاع والطب النووي:ثمة نوعين من الأورام الخبيئة-  الاورام السرطانية الصلبة، والاورام التي تصيب الدم والعقد اللمفاوية. وان الاورام التي يتعامل معها المستشفى هي: اورام الثدي، الرئة، الرأس، العنق، الدماغ، العقد اللمفاوية، العظام، واورام الانسجة الرخوة، والاعضاء التناسلية، والجهاز الهضمي، والغدد اللعابية، والغدد الصماء..

وفي حزيران 2008،كشفت وزيرة الدولة لشؤون المرأة وكالة، نرمين عثمان، بأن تقارير وزارة الصحة سجلت وجود اصابات بمرض سرطان الثدي لدى فتيات عراقيات بسن 13 سنة، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة عليا لمكافحة انتشار هذا المرض.

 وفي 3/8/2008،كشف وكيل وزارة الصحة د. عصام نامق عبد الله،في مؤتمر صحفي، عن ارتفاع عدد المصابين بالأمراض السرطانية في العراق خلال السنوات الخمس الأخيرة..

 في المحافظات 

 في الفرات الأوسط، كشف مصدر طبي في محافظة بابل عن ارتفاع معدل الاصابة بامراض السرطان في المنطقة بنسبة 95 % عن السنوات السابقة، محذرا من امكانية ارتفاع هذه النسبة مستقبلا ما لم تتخذ اجراءات سريعة لتطوير وحدة الامراض السرطانية في المحافظة.

وقد سجل الدكتور شريف العلوجي- إختصاصي أمراض السرطان والأورام- أكثر من 5465 حالة سرطانية منذ عام 1990 ولغاية 25/8/2005، موضحاً إرتفاع الحالات السرطانية 7 أضعاف عام 2004.

وفي الموصل تؤكد  مؤشرات الإصابة بالأورام السرطانية على تصاعد مضطرد،وأفاد الدكتور خالد محمد علي- مدير مستشفى الأورام والطب النووي-  طبقا لما هو مثبت، فأن ثلث حالات الأورام المسجلة في المستشفى هي حالات سرطان الثدي، التي تصيب النساء بشكل عام، يليها في المرتبة الثانية إصابات: سرطان الرئة والجهاز التنفسي. أما بالنسبة للأطفال فقد إرتفعت حالات الإصابة باللوكيميا وسرطان الدماغ والغدد اللمفاوية.وأشار بان  المستشفى  كان في سبعينيات القرن الماضي يستقبل مرضى من اليمن والأردن ودول الخليج بما فيها السعودية والإمارات لتلقي العلاج.وأضاف الدكتور سعد محمود- مدير عيادة علاج الغدد الدرقية في المستشفى: كنا في السنوات السابقة نسقبل 40 حالة يوميا لكننا اليوم لا نستقبل سوى 8-10، مع أن نتائج بحوثنا ودراساتنا تشير إلى إرتفاع نسب الإصابة، ونعتقد أن تدني مستوى الخدمات بسبب شحة الأدوية العلاجية أسباب حقيقية لعزوف المرضى عن مراجعتنا، وكذلك الأوضاع الأمنية السيئة..

وفي كردستان العراق، كشف الدكتور زريان عثمان- وزير الصحة بالحكومة المحلية- في اَذار/ مارس 2008، عن وجود مخاوف من ازدياد حالات الإصابة بالأمراض السرطانية في كردستان العراق.واضاف: تتسبب الأمراض السرطانية بوفاة (12%) من مجموع حالات الوفيات في إقليم كردستان. ولم يستبعد الدكتور زريان أن تكون أسلحة اليورانيوم،التي إستخدمها الأمريكيون، والأسلحة الكيماوية التي إستخدمها النظام االبائد، سبباً مؤثراً في حالات الإصابة بالسرطانات، وخاصة في وسط وغرب العراق.

 -  يتبع -

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com