|
فك التحالف الايراني السوري هل هو مطلب عربي أم صهيوني؟
حميد الشاكر هل ارادة فك التحالف القائم اليوم بين الجمهورية العربية السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد وبين جمهورية ايران الاسلامية بقيادة الرئيس احمدي نجاد هو مطلب عربي؟. أم ان السعي لفك هذا التحالف العربي الايراني خلفه في الحقيقة الاجندة الامريكية الصهيونية؟. لماذا يحاول محور المعتدلين العرب ( السعودية ومصر والاردن ...))عزل سوريا العربية عن ايران الاسلامية؟. وهل بسبب خوف هذه الدول على عروبة سوريا وقوميتها الاصيلة من تأثيرات التهديدات للقومية الفارسية طالبت هذه النظم بفك هذا التحالف؟. أم بسبب الضغوطات الامريصهيونية الكبيرة على هذه النظم لدفعها للعب دور المحافظ على أمن اسرائيل من هذا التحالف السوري الايراني الخطر؟. ثم ما الذي يشكله هذا التحالف السوري الايراني على وجود الهيمنة الصهيونية في المنطقة العربية، ليشعر هذا الكيان برعب ملفت للنظر؟. وكيف لأولئك المطالبين بفك هذا التحالف من التدخل في الشؤون السيادية لكل دولة في أقامة علاقاتها كيفما كانت مصالحها الاستراتنيجية والاقتصادية والدفاعية ايضا؟. ولو لم يكن هذا التحالف الايراني السوري وصل الى مرحلة الانموذج الناجح في اقامة شراكة استراتيجية اثبتت قدرتها في المنطقة على لعب دور مؤثر وحيوي في لعبة التكتلات الجديدة، فهل كان ليكون منبع قلق لدول الاستعمار والهيمنة الجديدة؟. ولماذا يسمح بأقامة تحالفات عربية وغربية وبعد ذالك عربية صهيونية مكشوفة ايضا في منطقتنا العربية بين نظم الاعتدال العربي والكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية وعلى اعلى المستويات الامنية والعسكرية والدفاعية ...، في حين انه مزعج تماما اقامة تحالف بين دولة ايران الاسلامية وسوريا العربية القومية؟. أخيرا : ما الذي يخيفهم بهذا الشكل من التحالف العربي بقيادة الجمهورية السورية العربية، وايران بقيادة الجمهورية الاسلامية الثورية في المنطقة الشرق اوسطية؟. الحقيقة وانصافا او احتراما للعقل العربي نجيب ان ارادة فك هذا التحالف السوري الايراني لم يكن وسوف لن يكون مطلبا عربيا خالصا لا لدول الاعتدال والانبطاح العربي، ولا لغيرها من النظم العربية الاخرى، وانما هو تحرك وظهر للوجود علنا على لسان بعض شرطة نظم الاعتدال العربي عندما استشعرت اسرائيل الطاغية بخطر مثل هذه التحالفات الاستراتيجية التي اثبتت جدارتها في الحرب الاسرائيلية ( حرب تموز ) الاخيرة على لبنان المقاومة، وعند هذا التاريخ الزمني فحسب كان ناقوس الجرس الصهيوني قد دق معلنا ولادة تجربة جديدة بين سوريا العربية وايران الفارسية الاسلامية قابلة للنجاح على المستوى التقني وكذالك على المستوى العملي والدفاعي بالاضافة الى المستوى التنسيقي، وعندها ايقنت اسرائيل الذكية ان العدّ التنازلي قد بدأ بالفعل في افول نجم التفرد الاسرائيلي في الهيمنة على المنطقة العربية عسكريا، وهذا شيئ لايُفهم على اساس انه خطر داخل الادارة الاسرائيلية فحسب، بل وكذالك يفهم على انه خطر حقيقي على وجود اسرائيل في منطقة العالم العربي ايضا، مما دفع الادارة الحكومية الاسرائيلية لحالة استنفار غير مسبوقة تاريخيا للمطالبة بفك هذا التحالف الايراني السوري وبأي ثمن ممكن، مع لعب اسرائيل بكل اوراقها السياسية في المنطقة بما فيها ورقة الطائفية ضد هذا التحالق وورقة القومية وورقة الخطر الامني القومي على دول المنطقة العربية كذالك !. وبالفعل تحركت نظم الاعتدال العربي باجندة امريصيونية لضرب هذا التحالف السوري الايراني بكل الوسائل بدءأ باستنفار المشاعر الطائفية ضد جمهورية ايران الاسلامية الشيعية، وانتهاء بالخوف على عروبة العرب القومية، واخيرا خشية هذه النظم على امنها القومي من التمدد الفارسي والتدخل الايراني بشؤون العالم العربي، حتى خطر المفاعلات النووية السلمية الايرانية على عروبة وقومية سوريا العربية البعثية !. هذه هي الحكاية ببساطة لمن يريد معرفة لماذية مطالبة الدول العربية الصهيونية بضرورة فك الارتباط والتحالف السوري الايراني في هذه المنطقة،كما انها نفس الحكاية التي تشرح لنا الرعب المبالغ فيه من قبل النظم العربية المعتدلة والمتصهينة، على عروبة سوريا، ووجوب رجوع سوريا للحضن العربي المعتدل بدلا من الحضن الايراني الفارسي الثوري !. أما المشكلة الذي يشكلها هذا التحالف لهذه التكتلات الاستعمارية؟.، مضافا الى ان القانون الدولي يسمح للدول باقامة علاقاتها وتحالفاتها العالمية حسب رؤية كل دولة لمصالحها الحيوية فماهو الشرعي بمثل هذه المطالب للاقانونية؟.، والخوف المبالغ فيه أعرابيا؟. والهستيرية الاسرائيلية المبررة من مثل هذه التحالفات الصلبة؟.، كل هذا وغيره ينظر للموضوعة برمتها من زاويتين : الاولى : نجاح الفكرة . الثانية : كسر قاعدة التناقض بين القومية والاسلامية في المنطقة !. فما يرعب دول الاستكبار العالمي بقيادة الثور الامريكي، وتابعته أسرائيل الطفيلية، وعلى الهامش نظم التبعية العربية المعتدلة من مثل هذه التحالفات الاستراتيجية الجديدة القديمة، هو ليس فحسب اثبات التجربة الفعلية ( انتصار المقاومة اللبنانية على اسرائيل ) بنجاح مثل هذه التحالفات الصغيرة على انتاج النتائج الكبيرة فحسب، ولكن هناك بعد ((الفكرة )) ونجاح هذه الفكرة ووصولها الى دماغ الانسان العربي بصورة صحية، وربما ايمان هذا الانسان المحطم بامكانية الثقة بالامل الجديد القادم على اكف مثل هذه التحالفات الصغيرة والحاملة للاحلام الكبيرة في نفس الوقت، فمثل هذه الامال التي تنعش من وجودها تجارب التحالفات الناجحة ولاسيما التحالف السوري الايراني القائم اليوم للانسان العربي، مثل هذه الامال هي المقتل لابل هي النهاية الواقعية من وجهة نظر الكيان الاسرائيلي المحتل للارض العربية في فلسطين على الوجود الصهيوني في هذه المنطقة، ومن هنا نظرت اسرائيل، ومن قبلها الامبراطورية الامريكية الجديدة ومن خلفهم ببعيد نظم الاعتدال العربي من خطورة الفكرة بحد ذاتها ونجاح مثل هذه الفكرة للوصول الى دماغ الانسان العربي، ومن ثم مَن يدري لعل هذا الانسان يطالب بمثل هذه التحالفات الاستراتيجية الصغيرة التي بدأها التحالف السوري الايراني و التي تشكل له طوق النجاة الاخير لاسترجاع كرامته المهانة على يد الاحتلال الصهيوني والامريكي في هذه الايام النكدة، وربما يطمع اكثر الانسان العربي عندما يرى ان الفكرة ناجحة ومفيدة له بالفعل فيطمع باقامة حضارته الجديدة ويطالب بحقه في لعب دوره الحضاري الطبيعي في هذا العالم ...؟. من يدري؟. أمّا مايتعلق بالزاوية الثانية المنظور لها اميركيا واسرائيليا وعربيا، فهي زاوية اللعب الاستعماري على تناقضات المنطقة العربية والاسلامية لاضعاف الكل العربي والاسلامي أمام التواجد الاستعماري هذا، ولا افضل اسرائيليا ولا امريكيا من لعبة اثارت التناقضات المتواجدة في المنطقة منذ الازل التاريخي، فهنا في منطقتنا العربية بواتق القوميات والاعراق المتعددة، وهنا محاور الاختلافات المذهبية المتنوعة، وهنا الاسواق والمصالح المتضاربة، .... وكل هذا وغيره مادة دسمة غربيا وصهيونيا لاثارة كل ماهو متناقض في منطقتنا العربية والاسلامية على خلفية (( فرّق تسد )) المعروفة، ولكنّ أمّا ان ياتي تحالف سوري ايراني اسلامي يجمع بين القومية العربية والقومية الفارسية في أطار واحد، ثم ليتجاوز هذا التحالف الاستراتيجي كل الاختلافات والتناقضات المذهبية داخل الاطار الاسلامي لتتحالف الشام الاموية مع ايران العلوية، ليكون هذا الثنائي العجيب قوة تخرج بتحالف مصيري لامة اسلام كبيرة، لاوبل تفشل كل المخطط الاستعماري القائم على اثارة التناقضات العربية والاسلامية واللعب على اوراقها المؤثرة، فمثل هذا التحالف لايشكل بالنسبة للذهنية الصهيونية الاستعمارية ومن ورائها الذهنية الامريكية الا كارثة بكل المقاييس السياسية، فماهي الا خطوة على اساس مثل هذه التحالفات الاستراتيجية وترى نفسها القوى الاستعمارية خارج اللعبة وربما خارج المنطقة بالتمام، وعليه ومن هذا المنطلق الاستعماري تشكل مثل هذه التحالفات العربية الاسلامية وكذا الفارسية القومية الاسلامية الايرانية كارثة حقيقية يجب ايقافها فورا وبكل السبل السياسية الدبلماسية المتاحة وربما حتى استخدام السبل العسكرية لانهاء مثل هذه التحالفات العربية والاسلامية في المنطقة العربية ايضا !. نعم ما اثار الجانب الامريكي والاخر الصهيوني والثالث المتعرب على التحالف السوري الايراني هو ليس كل مايقال اعلاميا عربيا وغربيا، بقدر اثارت (( وحدة القوة )) التي تخلقها مثل هذه التحالفات الفتية في منطقتنا العربية، وهذا بالفعل ماهستر الجانب الاسرائيلي من التحالف الايراني السوري، كما دفعه للضغط على حلفائه من النظم العربية للتحرك وضرب المشروع برمته بين ايران الاسلام وسوريا العروبة !. فهل فهم العقل العربي لماذا يراد افشال قوته وعزته وبأي ثمن؟. وهل لم يزل مصدقا بأكذوبة الخطر الايراني السوري على وجود أمة العرب ونهضتها من جديد؟. وهل لم تزل سياسة فرق تسد هي فاعلة على مشاعره المستهلكة اعلاميا تماما؟. أم انه فهم اللعبة وتخطى مرحلة الطفولة واستعد لخوض المعركة وتحرير الذات والتطلع لبناء الفعل والحياة والحضارة؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |