طالما رأينا وزير الداخلية بنجومه اللماعة على كتفيه وشورابه المعانقة شفتيه وخضابها الاسود القاتم لأقناع الرعية بشابيته ووسامة صورته, وعادةً مانسمع لغة التهديد والوعيد وامن الدولة وتخويف من يعارض الحكومة, وفي الممالك العربية نرى سمو الامير او الشيخ او الرفيق المتمسك بمنصب وزير الداخلية من المهد الى اللحد, لا يفقه بالامور الرسمية غير حماية الحكم من المواطن.

ولكن في الاسبوع الماضي أثبتت لي العكس زيارة وزير الداخلية العراقي جواد البولاني الى مدينة واشنطن حيث زار معهد السلام في قلب العاصمة وقدم للحاضرين من الصحفيين والاكاديميين ايجازا عن مراحل تجهيز وتطوير قوات الامن العراقية, وللواقع تمتعت اجوبة الوزير بالاريحية والمنطقية والصراحة التي نالت اعجاب الحاضرين, ورأيت  الدهشة  بعيون الكثير من الصحفيين والاكاديميين للباقة و دماثة اخلاق الوزير جواد البولاني حيث تناول مواضيعه بسياق اكاديمي لاسيما موضوع التنمية المستقبلية والتعليم وتطوير البلد من خلال الامن الذي يتوفر عن طريق قوات الامن المتعلمة,  وأضافة الى هذه العناصر الايجابية لقد كان الزائر العربي الوحيد الذي يحمل هذه الصفة الشرعية من حكومة منتخبة.

 أرجوا ألا يؤاخذني القارئ الكريم عندما يقرأ هذه المقالة التي تحمل طابع المديح للسيد جواد البولاني ولكن هذا رأي جزء يسير ممن التقوا بوزير الداخلية اثناء زيارته لواشنطن الاسبوع المنصرم.