|
الديمقراطية .. (16)
هلال آل فخرالدين الادباء والشعراء بين الغواية والاستقامة : فمذهب مدرسة (السقيفة)تذهب الى جعل الخلافة لكل من دب وهب سواء المتغلب بالقوة والغلبة او الوارثون له خليفة يستمد شرعيته وسلطانه من سلطان الله تعالى وكل كلماتهم عن الخلافة ومباحثهم فيها لاتخرج عن هذا السبيل وهي نظرية (التفويض الالهي ) وتنحوا هذا المنحى في العقيدة تبعا لقول الخليفة على انه سلطان الله في الارض كما صرح بذلك المنصور العباسي يقول ابن خلدون :( انهم جعلوا الخليفة ظل الله وان ابو جعفر المنصور زعم انه الخليفة إنما هو سلطان الله في ارضه). حتى شاع حديثها وتحدث بها العلماء والشعراء منذ القرون الاولى فتراهم يذهبون الى ان الله جل شانه هو الذي يختار الخليفة ويسوق اليه الخلافة في تزوير وايهام لنصوص الجعل الالهي بالنص على الامام قال سبحانه (اني جاعلك للناس امام قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين) البقرة 124 واتخذه العلماء مدارا في ابحاثهم تزلفا خصوصا بعد القرن الخامس الهجري فتلاحظ او ما يبديء به في كتبهم احد السلاطين او الامراء فيرفعوه فوق مستوى البشر ونعته بسيول من الالقاب وجعله غير بعيد عن مقام الباري سبحانه فقد جاء في اول (الرسالة الشمسية في القواعد المنطقية ) لنجم الدين القزويني المعروف بالكاتبي حين قال :(فاشار إلى من سعد بلطف الحق وامتاز بتأييده من بين كافة الخلق ومال إلى جنابه الدني والقاصي وأفلح بمتابعته المطيع والعاصي) وسارعلى هذه المنهج الشعراء والفقهاء والمحدثين والمفسرين ورجال دين تبعا للعافية واشغال للمناصب ولم يشذ عنه الا الفلاسفة والحكماء وعلماء علوم الحياة والطبيعة . هذا اولا وثانيا فقد غدت ثقافة السلطة هي حال لسان الادباء وبالخصوص الشعراء تزلفا وطمعا واتباعا واغداق السلطة عليهم جليل الاموال لانهم لسانها المعبر عنها ولكونهم قنوات الاعلام في ذلك الوقت فقد قال القائل : جاء الخلافة او كانت له قدرا كما اتى ربه موسى على قدر حتى ارتفعوا بمستوى الخلفاء الى حضيرة الله القدسية فقد قال الشاعر ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فانت الواحد القهار ولقد اراد الله إذ ولاكها من امة إصلاحها ورشادها فارتفعوا بالخلفاء الطغات الى مصافي العزة الالهية وجعلوهم فوق البشر قال الفرزدق في هشام بن عبد الملك هشام ضياء الله للناس والذي به ينجلي عن كل ارض ظلامها وأنت لهذا الناس بعد نبيهم سماء يرجى للمحول غمامها واخر يقول في فرعون زمانه من بني امية عبد الملك بن مروان الستم خير من ركب المطايا واندى العلمين بطون راح واخر يقول لاحد عتاة بني العباس و يبالغ في عظيم قدره وسموا منزلته بان المنبر يسعى اليه ولو ان مشتاقا تكلف فوق ما في وسعه لسعى اليك المنبر. واخر يقول ان الخلافة اذا أخطأته ولم تصبه لزلزلة الدنيا زلازالها الى ماهنالك من صعلكة الشعراء الغاون لنيل الدراهم. ثانيا:ولكن كان هناك ادباء وشعراء اماطو الثام عن فضائح اولئك الطغات منددين بجرائمهم ومنتقدين سؤ سياساتهم وتخبطهم في مستنقعات الجهل والظم واطلقوا عليهم نعوتا تعريهم وصفات تليق بهم اولا وثانيا كان شعر شعراء المعارضة صورة صادقة عن فساد ذلك النظام وبؤس المجتمع وثالثا يؤرخ للايديولجية المعارضة واطار تفكيرها وروح الثورة على الطغاة قال احد الشعراء يصف سياسة الطغاة الخرقاء: بغال تسوس الاسد سياسه ما ساس اسدا قبل ذاك بغال وشاعر اخر يقول : فجاؤا يسوسون الانام سياسيه سدى لم تسسها قبل ذاك البهائم فكم عالم قالوا له انت جاهل وكم جاهل صاحوا به انت عالم وعندما هزلة الخلافة وهزل الخليفة لحدا انه اصبح اسيرا لمشيئة الغلمان حتى اصبحوا اوصياء على الخليفة ويجهونه انا شاؤ وكيف شاؤ متى شاؤ فهو مسير خير مخير ولحد انه اصبح لعبة تتقاذها الايدي وتركلها الارجل وما له الا الاسم وذكره في خطبة الجمعة وطبع اسمه على النقود فقط واصبحوا اثر بعد عين قال شاعر : خليفه في قفص بين وصيف وبغا يقول ما قالا له كما يقول الببغا ووصيف وبغا قائدين تركيين من قواد الجند كانت لهم السطوة في ادارة الخلافة والشاعر خليل مطران يهاجم الطغاة ويبين فضائع جرائمهم: شردوا اخيارها بحر وبرا واقتلوا احرارها حرا فحرا نما الصالح يبقى صالحا اخر الدهر و يبقى الشر شرا كسروا الاقلام هل تكسيرها يمنع الايدي ان تنقض حجرا اقطعوا الايدي هل تقطيعها يمنع الاعين ان تنظر شذرا اطفئوا الاعين هل اطفاؤها يمنع الانفس ان تصعد زفرا اخمدوا الانفاس هذا جهدكم وبه منجاتنا منكم فشكرا وعندما طويت تلك الخلافه فانما طويت صحائف سود سودت صوره الاسلام الناصعه البياض وعندما اندرست فانما اندرست اصنام فما بكت عليهم السماء بما ارتكبوه اؤلائك من قبيح الفعال وتقهقر الاسلام ونحدار المسلمين في مهاوي التاخر والتفرقه و الهلاك يقول امير الشعراء احمد شوقي في انقضاء ظلمات وظلم الخلافة : مضت الخلافه والامام فهل مضى ماكن بين الله و العبادى والله ما نسى الشهاده حاضر في المسلمين ولا تردد شادي والصوم باقي والصلاه مقامة والحج ينشط في عناق الحادي ثالثا:كان هناك اتجاه تدفع به السلطة وتسخر له ابواقها الاعلامية من الشعراء وتجزل لهم العطاء على شرط التعرض لال بيت رسول الله والحط منهم وفسخ العلاقة بينهم وبين جدهم المصطفى (ص)باية وسيلة وبالخصوص في التاكيد على النعرات الجاهلية التي تجعل التوريث من قبل الذكور وليس من قبل الاناث في مخالفة صريحة لما صرح به المصطفى من ان الحسن والحسن ابناه وانهم عصبته من امهم فاطمة الزهراء في حين يدعي بني العباس انهم اقرب للنبي لان جدهم العباس عم النبي انشد مروان بن ابي حفصة هذين البيتين : انى يكون وليس ذاك بكائن لبني البنات وراثة الاعمام القى سهامهم الكتاب فمالهم ان يشرعوا بغير سهام اخذ قوله للخليفة المهدي يابن الذي ورث النب محمدا دون الاقارب من ذوي الارحام الوحى بين لبني البنات بيتكم قطع الخصام فلات حين خصام ما للنساء مع الرجال فريضة نزلت بذلك سورة الانعام وقال طاهر بن علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس لوكان جدكم هناك وجدنا فتنازعا فيها لوقت خصام كان التراث لجدنا من دونه فحواه بالقربى وبالاسلام حق البنات فريضة معروفة والعم اولى من بني الاعلام وفي الختام اشير الى بيت من الشعر للاديب والسياسي والشاعر بدوي الجبل في وصف الزعيم الحق وما بنيت إلا على الحب أمة ولا عز إلا بالحنان زعيم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |