|
مرجعية النجف ومحرقة اليهود نظرة الى
أمير الاسدي كاتب عراقي مقيم في سويسرا من السهل ان يحصل اي نظام دكتاتوري على الشرعيه المزيفه، في انتخابات مزورة، وتحت تهديد السلاح لشعب اعزل، هذا ما كان يحصل في زمن الطاغية صدام، عندما يحصل على نسبة مئة بالمئة من اصوات االشعب ، في انتخابات كان صدام هو المرشح الوحيد فيها، ولكن صدام كان يعيش حالة قلق دائم من موقف حوزة النجف من نظامه اللاشرعي ،_ وقد حاول بكل ما أمتلك من أجهزة قمعية متعددة الالوان والاشكال، ونفوذ ومال،_ فتصدى له فخر الحوزة، شهيد العراق، المرجع السيد محمد باقر الصدر الذي حرم الانتماء الى حزبه(حزب البعث)، في وقت لم يجرأ احد على التفكير في معارضة صدام فضلا عن اصدار فتواى صريحة ضد نظامه، وبعد عدة اعتقالات ومساومات للامام محمد باقر الصدر، اقدم صدام على جريمته الكبرى _ جريمة العصر قتل الامام، بعد تعذيبه واخته العالمة الفاضلة آمنة الصدر( بنت الهدى) في 9_4_1980 م، وسلسلة الاعدامات التي طالت ابناء الحوزة العلمية والعراق، وبعد سقوط نظامه المدوي في 9_4_2003 م ، عادت الحوزة في النجف تلملم جراحها ،وتستعيد دورها الريادي،_ اصبحت قبلة للسياسين وغير السياسين من العراق وغير العراق، بعد ان اصبح للعراق دستور دائم وبرلمان منتخب ،غير معين، وحكومه وطنية. من الملاحظ ان حوزة النجف في العراق الجديد اصبحت مؤوسسة عراقية روحية لابد من زيارتها لكل سياسي يزور العراق ويلتقي بقيادته الجديدة في بغداد، للمثال لا الحصر زيارة الزعيم السني اللبناني الشيخ سعد الحريري الذي ضاقت به الدنيا، بعد الحفاوة البالغة التي خص بها الرئيس الفرنسي ساركوزي للرئيس السوري بشار الاسد، في ذكرى الثورة الفرنسية، حتى ان رئيس وزراء العراق الاسبق آياد علاوي، ادرك اهمية حوزة النجف في ضمير الانسان العراقي، فحاول زيارة مرقد ومقام وصي رسول الاسلام وخليفته علي بن ابي طالب في النجف، ومن ثم زيارة المرجعية الدينية، لكن الرياح جائت بما لا يشتهي السفنة؟( القصة معروفة)، اما الجزء الاخر من عنوان مقالنا فهو موضوعة ( محرقه اليهود_ الهولوكوست) ياد فاشيم، יד ושם حيث قتل أدولف هتلر زعيم المانيا النازية ومستشارها، ملايين اليهود، من الاطفال والنساء فضلا عن الرجال، بطرق اجرامية يندى لها جبين الانسانية في الحرب العالمية الثانية، لذالك اصبح نصب المحرقة في عاصمة الدولة العبرية مزارا لكل سياسي وغير سياسي يزور اسرائيل، لتذكير العالم بالهولوكوست وادانته والتعاطف مع ضحاياه، وقد اصبح عرفا ملزما لكل مرشح للرئاسة الامريكية، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، ان يزور نصب المحرقة. ان بين مرجعية النجف ومحرقة اليهود، تشابه واختلاف، ومقالي هو مجرد محاولة لتسليط الضوء عليهما من هذا الجانب، مجرد وجهة نظر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |