|
مسلسل نور وسنوات الضياع .. دراما تعبر عن زيف الراهن التركي ...!!
حسين أحمد من خلال متابعتي لعدة حلقات من المسلسلات التركية منها حديثة الإنتاج والتصوير الوافدة إلى الشاشة العربية بقوة والتي شغلت عواطف وأحاسيس بسطاء الناس تبين لي واضحاً أنها أعمال درامية من مستوى متدني لا تحتوي على أي قيم جمالية أو فنية أو إنسانية أو تراثية هادفة بل هي مجرد تمثليات باردة ممجوجة بالأفكار السطحية تكرر نفسها ببلادة دون ان تقدم للمتلقي شيئاً جديداً يستحق المشاهدة الجدية .بل الغاية المرجوة منها صناعة بروبكندا مجانية للنفوذ التركي في المنطقة وبالتالي وخدمة مصالحه الإستراتيجية : - السياسية : - الاقتصادية : - الثقافية : - الترويج للسياحة التركية : - تقديم الصورة الناصعة عن المجتمع التركي : - الإساءة إلى نضال الشعب الكردي في سبيل حقوقه المشروعة : - نشر النفوذ الثقافي والفكري التركي للوسطين العربي والكردي عبر بروبكندا مدروسة : النتيجة : علماً بان هذه المشاهد غير موجودة في الراهن التركي أساساً وخاصة من الناحية الاجتماعية بدليل أن الجمهور التركي لم يتهافت على مشاهدة هكذا مسلسلات كـ ( نور وسنوات الضياع) كما تهافت المشاهد العربي والكردي لذلك لأنها لم تعالج مشاكل وقضايا تهم المواطن التركي بالدرجة الأولى وهي : - النسبة الكبيرة من الفقراء والجياع والعاطلين عن العمل . - شكلية الديمقراطية والانفتاح في المجتمع التركي . - الهجرة الخارجية بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة. - عدم استقرار وأمان للمواطن التركي نتيجة حالة القلق الداخلي. - وجود مشكلة القومية الكردية التي تمنع الأمن والاستقرار وتجعل المجتمع والدولة والجيش في حالة استنفار دائمة وعدم استقرار وأمان حيث أزيز الطائرات الحربية وهي تحلق بشكل مستمر فوق سماء أنقرة واستنبول وديار بكر ومدن أخرى وأخبار الحرب في كردستان الشمال وكردستان الجنوب وما تخلف من وراءها ضحايا بشرية بين الشعب التركي والشعب الكردي معاً حيث المأسي والإحزان التي لا تسمح بتلك الترهات التي تجري بين (نور ومهند) من جهة أو ( يحي ولميس ) من جهة أخرى . - انفكاك المجتمع التركي نتيجة المخدرات والجريمة المنظمة التي تجري هنا وهناك - والاغتراب الواضح بين الشخصية الشرقية الإسلامية والشخصية الغربية الأوربية . في النهاية أتألم على الجمهور العربي والكردي الناطق بالعربية على تدني ذائقته الفنية والثقافية والإنسانية ليشغف بهذه الدراما الهابطة مع العلم ان الدراما العربية تمتلك أعمال غاية في الجودة والرصانة فهل يعود ذلك إلى الجهل والتخلف وانعدام الرؤية الثقافية والمعرفية الصحيحة أم هو نتيجة حالة الانهيار الحضاري الشاملة في العالم ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |