تفشي مرض السرطان في البصرة ... مثال آخر على مظلومية المدينة
 

 

 د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

تعرضت البصرة ، خلال تاريخا الطويل، الى معضلات ونكبات كبرى تراوحت بين الأمراض الفتاكة والحروب والغزوات حتى أن خراب البصرة غدا مضرب مثل للدلالة على حجم الخراب والتدمير. ولعل الحروب التي خاضها النظام الصدامي قبل أنتكاسته المروعة قد حمّلت البصرة دمارا هائلا ومعاناة كبيرة عمّق آثارها الأهمال المتعمد طيلة عقود من السنين.

وأذا كان التخريب قد أتخذ أوجه شتى فأن تلوث بيئة الابصرة من جراء أستخدام اليورانيوم المنضب من قبل الأمريكان والبريطانيين في حربي1991 و 2003 قد أسهم كثيرا في تلويث بيئة البصرة بشكل مروع الأمر الذي ادى الى ظهور أمراض سرطانية لم تشهد لها المدينة مثيلا من قبل وفقد عدد غير قليل من المصابين من أطفال وكبار حيانهم بسبب سوء التشخيص وأنعدام الدواء الناجع وقلة الأهتمام. ولربما حاولت شعبة الأمراض السرطانية الوحيدة في البصرة ذات ال 24 سريرا فحسب تدارك الحال لكن أمكانياتها المتواضعة جدا وعدم دعم وزارة الصحة لها بما ينسجم وجسامة الخطورة في المنطقة وفقر حال الكثير من المصابين بالسرطان أدى الى حصول وفيات غير قليلة يتحمل مسؤوليتها المسؤولون الصحيون في البصرة وبغداد ومعهم المسؤولون الأداريون على أختلاف درجاتهم في االبصرة.

أننا نطلقها هنا صرخة مدوية للأهتمام السريع ودون أي أبطاء بهذه الشريحة المصابة والتي يتوقع أزديادها مع بقاء الحال على حاله. ويتعين على دائرة صحة محافظة البصرة ووزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة فتح الباب على مصراعيه أمام بيان خطورة أنتشار مرض السرطان بين مواطني البصرة وأستثمار الأعلام بكل أوجهه للفت الأنظار في حين يتعين على الحكومة المركزية تقديم شكوى دولية ضد الأمريكان والبريطانيين لآستخدامهم مثل هذه الأسلحة الفتاكة وتعويض ماتوفي من الناس ومن يصاب لاحقا جراء الأضرار الجسيمة. كما يتحتم على الحكومة المحلية في البصرة تشكيل لجنة خاصة نشيطة وكفوءة للبدء بالأتصالات اللازمة بكل المنظمات الدولية المهتمة يالموضوع وأيصال الصوت الى الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الأخرى ذات العلاقة فضلا عن ضرورة تحرك وزارة البيئة العراقية بشكل فاعل للعمل على تنظيف بيئة البصرة باسرع وقت ممكن.

أن من أبسط واجبات الحكومات الدفاع عن مصالح مواطنيها وحمايتهم من كل المخاطر. فهل يعقل أن نظل متفرجين على مواطني البصرة الذين يصاب العديد منهم بمرض السرطان يوميا دون أن نفعل شيئا ملموسا؟ أنها صرخة المظلومين والفقراء التي تستأهل الأستجابة الفورية والجدية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com