|
البصرة ... أقليما مستقلا!! د. أحمد عبدالله قبل أسابيع من أنطلاق (صولة الفرسان) في البصرة أرتفعت دعوات قوية لتشكيل أقليم الجنوب على غرار أقليم كردستان ، الغاية منه ، كما أشيع، تقديم أفضل الخدمات لأهالي المناطق المشمولة بعد أن ظلت محرومة طيلة السنوات الماضية. على أن الأصوات الداعية لذلك سرعان ماخفتت وكادت أن تضمحل مع مرور الأيام لعدم تقبل أهل البصرة لمثل تلك الدعوات. وأذا كان ثمة سبب قوي للرفض فهو فقدان الثقة بالسلطة التي تولت أمور المنطقة الجنوبية عموما والبصرة على وجه التحديد بعد تفشي أعمال الفساد الأداري والمالي بشكل ملفت للنظر وأنغماس (أولي الأمر) بملء الجيوب بالسحت الحرام وحرمان الناس من أبسط مقومات الحياة. أما السبب القوي الآخر فهو الخشية من التبعية الى أيران التي نفذت من خلال بعض الأحزاب والتكتلات الدينية سابقا أسوأ الأفعال وأبشع الجرائم بحق الناس الأبرياء! اليوم ينطلق نداء آخر يدعو الى تشكيل (أقليم البصرة) حاملا لواء التبريرات ذاتها! ولعل الأجتماع الذي عقد في البصرة قبل أيام وتحدث فيه السيد القاضي وائل عباللطيف عضو مجلس النواب العراقي ودعا فيه الى تشكيل أقليم االبصرة أوضح مثال على ذلك. وتعقيبا على ذلك نقول: لقد مل أهل البصرة الوعود الكبيرة الجوفاء والآمال المبهرجة وظلت مدينتهم تعاني من المآسي حتى هذه الساعة. لذا نرى لزاما على الداعين الى مثل هذه الرؤية الجديدة أن يثبتوا للعالم حسن نواياهم وصدق توجهاتهم وحرصهم الوطني الحقيقي وأن يكون من يدعو الى هذه التوجهات من الناس المعروفين بأصالتهم وحرصهم الجليّ على تطوير مدينة البصرة (المهدّمة في الوقت الحاضر) الأمر الذي يعني ضرورة وجود وجوه يحترمها الجميع من أساتذة جامعة وتكنوقراط مجربون وكفاءات يشار اليها يالبنان وليس الوجوه ذاتها التي يعرف أهل البصرة تماما سوء أفعالها وعدم أهليتها تماما وخيانتها للأمانة! الأمر أذن يحتاج الى جرأة وأقدام في فرز الخيرين عن الأشرار والحريصين عن المنتفعين المنافقين سيما وأن الناس ، حتى البسطاء منهم، بدأوا يعرفون من يريد لهم الخير وهم قلة قليلة ومن تسربل بالشر والأنحطاط وسرقة أموال الفقراء. البصريون ينتظرون من دعاة (أقليم البصرة) الشيء الكثير والعمل المثابر وأستقطاب أفضل المثقفين الحقيقيين والتكنوقراط الأكفاء وزرع الثقة (المفقودة) في نفوس الناس بغية حصاد التأييد المستمر . وليعرف الجميع أن سوء ألأدارة الحالية في البصرة قد أدى الى ضعف الأقبال على مراكز التسجيل لأنتخابات المحافظات القادمة وهو أمر لابد من أخذه بالحسبان في كل خطوة قادمة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |