المحتل الأمريكي وأسلوب الإذلال مع سبق الإصرار

 

يحيى السماوي

 yahia.alsamawy@gmail.com

 الحكومة التي لا تدافع عن كرامة شعبها، ليست جديرة باحترام هذا الشعب .. والمحتل الذي يسـتهين بكرامة الشعب، يجب أن تكون صدور قواته هدفا ً لبنادق التحرير ... وأما الرجال الذين يرتضون لوجوههم أن تغدو " سطلا ً " لبصاق المحتل أو مشجبا ً للصفعات، فهم أشباه رجال ٍ ـ حتى لو كانت شواربهم مفتولة مثل رأس الفِـجـل، ولِحاهُم تتدلى على صدورهم ... فمثل هؤلاء ليسوا رجال " صحوة " أو شيوخ عشائر، بقدر ما هم غلمان "غفوة " وعبيد وجاهة ٍ مبتذلة ... وأما " الجنرال " العراقي الذي لا يُجيد الدفاع عن كرامته حين يصفعه على يافوخه، ضابط أمريكي محتل، فهو غير مؤهَّل للدفاع عن الشعب، وغير جدير ٍ حتى بـ " عصا الرعاة " وليس " عصا الماريشالية " كالعـقيد مدير شرطة المجمعـة " راشد محمود شلال " الذي تعرّض للصفع من قـِبل ذات الضابط الأمريكي " الحليف "،لأنه دخل مقر إقامته وقد نسيَ أن يضع مسدسه الشخصيّ لدى الإستعلامات! 

وإذا كان المحتلّ الأمريكي، يمارس هذا الإذلال للمواطنين و لشيوخ العشائر وكبار الضباط العراقيين في وقت ٍ لم توَقـّعْ فيه بعدُ الإتفاقية أو مذكرة التفاهم الأمنية، فما حجم الإذلال الذي سـيمارسـه في حال تمّ توقيعها؟

جاء في الأخبار، أن القائد الأمريكي الجديد في محافظة الأنبار، شاهد موكب " رعد صباح العلواني ـ شيخ عشيرة آلبو علوان " في أحد شوارع المحافظة، فاستوقفه وانهال عليه بالصفعات والركلات، وأسْـقـَط َ عِقاله ـ إمعانا في إذلاله، وعمد إلى تجريد رجال حمايته من أسلحتهم ... وكان هذا القائد الأمريكي نفسه، قد قام قبل هذا الإعتداء، بإهانة " الشيخ عارف مخيبر " أحد قادة " أشاوس الصحوة " بركلِه أمام جمع من " قادة الصحوات " الذين لم تهتز لهم شعرة من شواربهم ( ربما لأن كرامتهم ورجولتهم كانتا في غفوة؟! )

وكالة أنباء " الملف برس " التي نقلت تفاصيل هذه الإعتداءات المُهينة، نقلت عن " شيخ ٍ عراقيّ آخر، هو علي حاتم السليمان " قوله : " نحن نرفض أن يقوم حلفاؤنا بسحب أي مواطن من عِقاله " .. فـ " الشيخ السليمان " يرفض أن يقوم "حلفاؤه " بسحب ِ أي مواطن من العِقال ـ وكأنّ به لا يُمانِع لو أنّ " حليفه " المحتل، سـيسـحب المواطن من عباءته أو ياقة " دشداشته " ...؟!!

 وعلى افتراض أنّ هؤلاء الشيوخ من قادة الصحوات وجنرالات عراقنا الجديد، قد استمرأوا الإهانة ما دام أنّ المحتلّ قد قايض كرامتهم بالدولارات وبسيارات الهمر المصفحة والوجاهة المبتذلة ـ فهل يجيز مثل هذا الإفتراض، سكوت الحكومة على هذه الإهانات غير المبررة ـ دون أن تأخذ بنظر الإعتبار، أن السكوت على هذه التجاوزات المُهينة، سـيغـوي المحتل، فيتمادى في غيِّـه فيطالها بعد حين؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com