|اح



 

 

أفل الهلال الشيعي في العراق فهل ملك الأردن

 

د. حامد العطية

 hsatiyyah@hotmail.com

أخيراً وبعد انتظار طويل حضر الملك الأردني فابتهجت الحكومة العراقية، وهرع قادة الشيعة في الحكومة لاستقباله والترحيب به، وهللوا للملك الأردني، وأثنوا على زيارته، واعتبروها انعطافاً كبيراً في علاقات بلدهم مع جيرانه العرب، ولو دامت الزيارة أكثر من سويعات لبثت قناة العراقية لجوقة المنشدين: "خرج البدر علينا من ثنيات المطار"، ولهوس بعض الشيعة المعمرين ملتبسين: "دار السيد مأمونة"، ولتقاطر رؤوساء عشائر الوسط والجنوب لتقبيل يديه مرددين: "سيدي أنت أبونا"!

أربعة اضطهدوا العراقيين خلال حكم البعث الطاغوتي: حزب البعث والأردن والسعودية والكويت، دعمت الكويت والسعودية النظام البعثي في حربه العبثية المدمرة على إيران، أما النظام الأردني فكان شريكاً كاملاً في قتل العراقيين، وهل ننسى اطلاق الملك الأردني قذيفة مدفعية ضد الإيرانيين وإعلانه فتح باب التطوع  في الحرب لرعاياه، قيل يومها بأن الملك حسين ينتقم من قتل العراقيين لإبن عمه وعائلته، والمؤكد بأنه كان يذعن لأوامر الحكومة الأمريكية ونصائح الصهاينة، ومعروف للجميع حقيقة الراتب السنوي الذي كان يتقاضاه من وكالة الاستخبارات الأمريكية.

أربعة أيضاً اضطهدوا العراقيين بعد سقوط النظام الطاغوتي: الإحتلال الأمريكي وأعوانه والإرهاب السعودي والبعثي والكويت والإردن، وغير خاف علينا ما فعله الإحتلال الأمريكي والإرهاب الموجه بالفتاوى السعودية والممول بالريالات السعودية والدنانيرالكويتية، أما الأردن فهو المحطة ما قبل النهائية في خط مسار الإرهابيين القادمين من السعودية وبقية دول العالم إلى العراق، وهم بالتفاهم مع الأمريكان اطلقوا سراح الزرقاوي ليأتي للعراق ويثير حرباً طائفية، ثم قضوا عليه بعد اكتمال مهمته، وما أكثر إهانات الأردنيين للعراقيين، ولو استوفوا مقابلها نساءاً، وفقاً للعرف القبلي، لتنازل الأردنيين عن كل نساءهم للعراقيين.

عندما كان الشيعة العزل يقتلون بالمئات يومياً تخوف وحذرالملك الأردني من هلال شيعي، وتبارى قادة الشيعة في الحكومة العراقية لإزالة مخاوفه، فتنازلوا عن حقوق طائفتهم إلا القليل القليل، وأبرموا مصالحة وطنية مع الطائفيين، وصفحوا عن الإرهابيين، وسلموا الذباحين منهم للسعوديين، وأعادوا البعثيين إلى مناصبهم، وحاربوا الصدريين، وقمعوا المعارضين، ووظفوا الفاسدين والمرتشين، وبرهنوا بأنهم غير قادرين على "كسر عظم" أو حتى عود يابس، كما اثبتوا للعاهل الأردني بأنهم سلاليون مثله، وكلما مات قائدهم من آل الحكيم تولى قيادتهم حكيمي آخر، وبدلاً من الاحتجاج على الإحتلال الأمريكي ولو بمظاهرة مرددين: "هدي هلالنا هديه يا أمريكا البلاعة" يستعد قادة الشيعة في الحكومة للتنازل عن سيادة واستقلال بلدهم مقابل الاحتفاظ بمكاسبهم الحزبية والشخصية، وهكذا زالت كل أسباب تخوف الملك الأردني من بزوغ هلال شيعي من العراق، فداس بقدميه أرضنا بعد تلقيه الضوء الأخضر من الأمريكان الذي عينوه بالأمس مليكاً، ومن الصهاينة الراضين عن استياء قادة شيعة العراق من حزب الله، كما حظيت الزيارة بمباركة السعوديين الوهابيين الذين أرسلوا مؤخراً صنيعتهم اللبناني الحريري لمغازلة قادة شيعة الحكومة.

هل تتذكرون زيارات الملك الأردني السابق شبه الشهرية للطاغية صدام؟ وماذا كانت حصيلتها؟ الخراب للعراق والعراقيين وهلاك الطاغية وزوال حكمه، كان التحريض والمكر من مليك الأردن والدم من العراقيين، وعندما أعلن الملك فتح باب التطوع في الحرب خرج أفراد الجيش الشعبي لاطلاق نيران اسلحتهم في الهواء، وما هي إلا ساعة أو اقل حتى ظهر الطاغية على شاشة التلفاز ليوبخهم ويذكرهم بالمثل العراقي، الذي لم يفصح عنه، اتدرون لماذا؟ لأنه مثل قبيح، فقد كان الطاغية مستخفاً بقرار الملك الأردني الرمزي.

لو كان قادة الشيعة في الحكومة متعظين من عبر التاريخ لتطيروا من زيارة الملك الأردني، ولتعوذوا بالله من شرورها، عندما اتحدت حكومة العراق الملكية مع الأردن انتهى الحكم الملكي وقتلت العائلة المالكة، وعندما تحالف النظام الصدامي البعثي مع الأردن سقط النظام وهلك صدام وعدد من أهله، لذا أقول للحكومة العراقية لا تبتهجوا بزيارة الملك الأردني فإنها نذير شؤم عليكم، أما قادة شيعة الحكومة وحليفهم الأردني فأقول لهم سيبزع الهلال الشيعي ويكتمل بدراً في العراق رغماً عن أنوفكم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com