الديمقراطية .. (17)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

شيوخ الشيطان وجذورفتاوى بيعة الاستبداد والتحريض على الارهاب

لا اريد ان أورخ هنا لبداية هجمة التطرف الاستبدادي في الاسلام و مغوارها الاول ابن الخطاب حين شرعن العنف واشهارالسيف وقمع الاخر ومهد لخلافة الاول واصبحت (السقيفة )حجر الاساس للاستبداد وما شرعه ابو بكر من اصدارعهد مختوم وما على الامة الا الاذعان والقبول بالبيعة على مجهول حتى تبين انه عمر ردا لفضله بتمهيد منحه الخلافة وما تلاها بعد ذلك وما رافقها من تعين الفاروق للستة من الصحابة والمبشرين بالجنة ولكن كعادته بالقوة ومنطق السيف للفصل بينهم وظل السيف والارهاب هو الفيصل والحكم في تولي سدة الخلافة الاسلامية للطغاة طوال قرون سواء من نزوا بني امية عليها الى العباسيين والعثمانيين الا ما شذ من تفرد فقط لخلافة الامام علي وتهافت جماهير الامة عليه وما سعى لاحيائه من تفعيل لدور للجماهير في المراقبة واشاعة العدالة وتحكيم لغة الحوار ومبداء التسامح واحترام الاخر وان كان غيرمسلما وحتى المشركين.

يردد طيلة خلافته قائلا (ان خرجت منكم بغير القطيفة التي جئتكم بها من المدينة، فانا خائن)

وكان الامام  يحلف مقسما:(والله يا اهل العراق ما اكلت من بركم صاعا ) انما كان ياكل من ارضه في الحجاز وفي فترة حكمه القصيرة والمملوءة بالفتن والاضطرابات ولكنا كانت مملوءة بالعطف والرحمة والعدل فكان الامام يعطي للناس في السنة عطائين وهذا مالم يحدث لامن قبل ولا من بعد.

ويبقى الامام علي فذا ولم يشفع ليس في الدائرة الاسلامية فحسب بل وفي محيط  الانسانية

ومع هذا الكم الهائل من الايات القرانية الكريمةوالاحاديث النبوية الصحيحة والاخبار الكثيرة  الناهية من معاونه الظلمه والركون الى الظالمين ولكن قراة في مجريات الاموراواطلاع على تلك الفترات والعصورسوف يذهل للكم الهائل من هؤلاء المتاجرين بالدين بل المقامرين به والمتهافتين على السلاطين والامراء  تهافت الفراش على السراج . وما منحوه من فتاوى مجانبة للشرع الحنيف وللسنة الشريفة حيث سودت تلك الفتاوى الضالة نصاعة الرسالة وجعلتها غرض للاعادي يكيلون التهم الباطلة بسببها للاسلام ويطعنون به لكن الاشكاية الكبرى والمصيبة العظمى هو مايراى فيها جهلة المعممين وشيوخ الشياطين خير زادا يلغوا فيه لكي يتقيؤ فتاوى واحاديث مكذوبه  تدعيم دعائم الاستبداد وتشيد بصولات الفرعنة وغارات الارهابيين ومذابح الجزارين ونا نعرض لثلة من تلك المنظومة المقدسة التي تحذر بشدة وتنذر بمخاطر كبيرة ان سولت لهم انفسهم وسطوا على النصوص يحرفونها وياولنها تبعا للهوى وعبودية للسلطان وارتهانا لديه لنشر الرعب والارهاب وقد خاطب القران الكريم مرتزقة المعممين قال سبحانه: (لاتطغوا في الميزان) الرحمان 8   و(الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لاخلاق لهم في الاخرة)ال عمران 77  و(انما يفترى الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله..)النحل 105و(انظر كيف يفترون على الله الكذب )النساء 50  و(انظر كيف كذبوا على انفسهم ..) الانعام 24 و(جحدوها واستيقنتها انفسهم )و(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) البقلرة 42 و(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ..) البقرة 79 (افرأيت من أتخذ الهه هواه واضله الله على علم ..) الجاثية 23 و(انك لاتسمع الموتى ولاتسمع الصم  الدعاء..) النمل 80 و(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاكتاب منير *ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) الحج 8 -9و(ومن الناس من يشتري لهو الحديث  ليضل عن سبيل الله) لقمان 6  و(ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته ...) الانعام 21 و(قال لهم موسى  ويلكم لا تفتروا على الله كذبا) طه 61 و(يخادعون الله والذين امنوا ..) البقرة 9 الى ماهنالك من النصوص الكاشفة والفاضحة لهؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ولا اظن امة من الامم ابتليت بحشودا من المعممين الفسقة الذين يديرون الدين مادرة معائشهم كما ابتلي به الاسلام بل فاقوا الامم مجتمعة بالنفاق والتزيف والتحريف والتضليل وكانوا ولا زالو -الحاضر امتدادا للماضي -شرا مستطيرا على الاسلام والمسلمين والاسلام يدعوا الى رفض هؤلاء ونابذتهم (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) الانعام 70 (أولك الذين اشتروا الضلالة  بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار) البقرة 175 وقوله (ص) :(اذا فسد العالم فسد العالم ) والامام علي يقول :( ان الحق ليس مقرونا باقدار الرجال  اعرف الحق تعرف اهله ) لكي لاينخدع الناس وينغشوا بكل من تلفع بالعمة او تزيى بلبوس الدين انه صاحب رسالة واستقامة وتقوى.

وعتقد جازما ان اي امة من الامم لم تمجد الاستبداد وتدعم الطغات وتبرر لهم فضائعهم وجرائمهم مثل ما حدث في امة الاسلام طوال تاريخها وحتى العصر الحديث بتمجيدهم لرأس الظلم والجور والقهر والارهاب صدام ..!!!

وهنا نعرض لثلة منتقاة من ركام هبات فتاوى مرتزقة المعممين للخلفاء والامراء التي تعطيهم المبرر الشرعي في شن غارات الابادة وحروب العدوان وعلى طول التاريخ الاسلامي واختلاف انظمة الخلافة بل وجعلها من صلب الدين وحتى جعل كل جرائمهم تلك نقاط مضيئة في تاريخ الرسالة ومثابون عليها مع كل ماسفكوا من دماء واستباحوا الاعراض ونهبوا الاموال قال تعالى :(وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد * وإذا قيل له آتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس آلمهاد) البقرة 205-206..!!صحيح ان دراكيولات الموت لايحتاجون الى ذريعة او تبرير بل لذر الرماد في عيون الرعاع وكسب شرعية مدرسة السقيفة للتطبيل والتزمير للانقضاض على فرائسهم بكل يسر كما هو اليوم حال الاعلام في تزيف الحقائق لشن الحروب ..ونلاحظ تناقضات صريحة لهذه الفتاوى الصادرة من كبار الائمة واعلام الدين وعلماء المسلمين مع ما كل هو ثابت من النصوص المقدسة بحيث تمنح الحاكم ارتكاب كل جريمة وانتهاك كل محضور واستباحة كل ممنوع من خلال ادوات ووسائل شيوخ الشيطان في تزويرالنصوص وتزيف الاحكام والكذب حتى على ماهو ضرورة من ضرورات الدين والعبور على كل مقدس لقاء فتات او دريهمات او البقاء في سدة الافتاء ومشيخية الاسلام .

 1-: ماطراء على تفسير القران الكريم من تأويل مستنكر وتحريف باطل مستهجن ومن خلال واحد كبار مراجع السنة في عصره الا وهو الامام (الرازي )حيث يجب ان يكون العلماء هم الاجدر بحمل وتحمل الامانة لكونهم ورثة الانبياء لا ان يشحذوا اذهانهم بتأويل زائف للفراعنة والجبابرة

جاء في الذكر الحكيم :( يا يها الذين امنوا  اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي  الامر منكم )النساء 59 وفي صدد تفسيرها يذكر الامام فخرالدين الرازي في التفسير الكبير ج5 ص268 تفسير الايه 59 سوره النساء  الطبعه 1 1992 من سلسله-تراث الاسلام  دار الغد العربي يقول :( الامة مجتمعة على ان الامراء والسلاطين-انما يجب  طاعتهم فحينئذ  لا يكون هذا قسما منفصلا عن طاعه الكتاب والسنه وعن طاعه الله ورسوله(ص)- بل يكون داخلا فيه ) .وهنا يستشهد الامام فخر الدين الرازي

بقول رسول الله (ص):( من اطاعني فقد اطاع الله ومن اطاع اميري  فقد اطاعني  ومن عصاني فقد  عصى الله ومن عصى اميري فقد عصاني )المصدر السابق نفس الصفحه  وقد عقب الامام (فخرالدين الرازي) على هذا الحديث بقوله :( ان النبي (ص) بالغ في الترغيب في اطاعه الامراء -ذلك  ليضع الفخر الرازي حدا لما قد تعني كلمه (اميري) التي وردت في الحديث من لبس  بانه ليس الامير المعين  من قبل الرسول (ص)  فحسب ولا يتعدى الامر والنهي الواردان به الى  غيرهما من الامراء بل يسرى الى كل امير  فقال :الامام الرازي-(في طاعه الامراء ) بعامة من عينهم  محمد (ص) او من لم يعينهم اي من ياتون بعده)..وهذا يعني كل الامراء المعينين من قبل كل الخلفاء حتى  امثال ابن زياد والحجاج وعبد الله بن شريك الذين قال عنهم الخليفة عمر ابن عبد العزيز :(والله لقد ملئت ظلما وجورا ) وهلاء الامراء معينين من قبل يزيد قاتل الذرية الطاهرة ومستبيح المدينة وهادم الكعبة السكير المكفرمن قبل العلماء لابياته الشعرية التي ينكر فيها ضروريات الدين ولايؤمن بالوحي والرسالة واضاربه من الخلفاء كثار وثانيا: انظر الى الافتراء الفاضح والكذب الواضح لهذا الشيخ الامام في الدس والتدليس وقلب النصوص لتتوائم مع هوى السلطان وثالثا : سحبه لشرعية منصب الخلافة على كل سفاك وافاك ..

والعجب كل اعجب بما يسحبه من الشرعية على كل الامراء الظلمة امثال بسر ابن ابي ارطاة الذي كان يغير على الامصار كالمدائن والانبار والمدينة ومكة واليمن ويسفك الدماء وينهب الاموال باوامر من سيده خليفة المسلمين معاوية وكان يوصيهم معاوية بالابادة الجماعية ونهب الاموال لانها اوجع للقلب انظر الغارات للثقفي اومسلم بن عقبة المري الذي استباح المدينة وفتضة اكثر من الف عذراء واخذالبيعة من اهل المدينة عامة والصحابة خاصة على انهم (خول ) عبيد ليزيد من ابى ضربت عنقه  والحجاج بن يوسف الثقفي وما ادراك ما الحجاج الذي يقول فيه الحسن البصري لو جائت كل امة بمجرميها وجئنا بالحجاج لفقناهم واظرابهم الذين ارعبوا العباد وسفكوا الدماء وذبحوا الصلحاء وهدموا مساجد الله وعاثوا في الارض الفساد ..الذين نصبهم معاوية ويزيد وعبد الملك بن مروان ووهشام والمنصور والمتوكل وغيرهم  من خلفاء  الجور 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com