|
زيارة ثانية للفساد الأداري والمالي في العراق
يوسف الفضل بالأمس زارني أحد أقاربي وهو يشكو معاناته من معاملة دائرة الجوازات. فهو اشتكى من الطوابير الطويلة والشمس الحارقة وطلبات موظفي الدائرة الجائرة ! حتى الطفل الرضيع لم يسلم من ظلم دوائر الدولة فهم يطلبون حضوره ويجب عليه الأنتظار بالدور ساعات طويلة تحت الشمس الحارقة من اجل ان تصدر له دائرة الجوازات جنسية بالرغم من وجود كل المستمسكات الرسمية ومتابعة اباه المعاملة ! ومن اجل ان تصدر له دائرة الجوازات جواز سفر فعليه ان يضيف الأب اسم الوليد الجديد الى البتاقة التموينية وهناك تعويذة اخرى اعاذ الله المؤمنين من الولوج في دهاليزها في دائرة البتاقة التموينية! وحينما اقترح المراجع تطوير عمل الدائرة على احد الموظفين ومن دون اجر فكان الجواب ان لا حاجة الى ذلك فالكل يعرف كيف تحل المشكلة ! ولكن هناك رزقأ يجنيه بعض الموظفون من هذه الفوضى ومعانات المواطنين ! والكل يعرف ان الشعب العراقي العظيم هو الذي يهان كل يوم من قبل هذه الثلة الفاسدة المفسدة. واني اعتذر من العناصر القليلة الشريفة التي استطاعت لحد الآن ان تحفظ نفسها من دنس الفساد الذي يضرب اطنابه في ربوع العراق الجديد! لا تختلف دوائر الدولة الأخرى عن هذا الوضع فالتخلف الأداري والفوضى والرشوة والصفقات غير القانونية هي الأصل والأستثناء هو العمل المستقيم! والشعب العراقي العظيم يتعايش مع هذا الوضع كأمر واقع ويستمع الى الشعارات التي تطلقها الجهات السياسية من دون خجل. بالأمس قرأت مقالة لأحد موظفي دائرة التفتيش في وزارة النفط يشكو فيها من تجميد عمل دائرته ! وان كنت لا اعرف الكثير عن هذه الدائرة ولكني اعرف المعاناة التي يعانيها المواطنين من صعوبة الحصول على المشتقاة النفطية من اجل الزراعة او المشاريع الصناعية والتجارية ! واني اعرف ان عدد غير قليل من كوادر دائرة التفتيش ينقصها التدريب والمؤهلات للقيام بهذه المهمة الكبيرة. ان تجميد عمل هذه الدائرة هو تشجيع العصابات داخل وزارة النفط . كان من الأحرى ان تبادر الوزارة الى تطوير كوادر دائرة التفتيش بدل تجميدها ! اليس كذلك ياسيادة وزير النفط ؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |