الواقع الصحي المؤلم في العــــــــراق
 

 

 د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

القولان المأثوران (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) و (من جد وجد ومن زرع حصد) ينطبقان الى حد كبير على أختيار السيد رئيس الوزرار المالكي لوزير الصحة الأستاذ الدكتور الحسناوي لكفاءته ومهنيته وبعده عن الأحزاب. لقد شهدت الوزارة مؤخرا أتخاذ قرارات وأجراءات أسهمت كثيرا في تحسين الوضع الصحي في بعض المجالات الأمر الذي أزال عن كاهل المواطن العراقي الفقير الكثير من التبعات ووفر له التسهيلات والخدمات الجديدة. ونشير هنا الى أفتتاح وحدتين هامتين للغاية تخصان الأمراض القلبية الصعبة في كل من النجف الأشرف والحلة لأجراء العمليات الجراحية الكبرى والفحوصات المعقدة مجانا بأستخدام أحدث الأجهزة الطبية التي تفتقر اليها مستشفيات الدول المجاورة المتقدمة.

وبعيدا عن هذه الأنجازات الخيرة لابد من الأشارة الى المآسي التي ظلت عليها العديد من المستشفيات الحكومية منذ العهد الصدامي الأسود الى يومنا هذا ، فالزائر الى المستشفيات الحكومية في مناطق العراق الجنوبية على وجه التحديد يلاحظ بأم العين الحالة المزرية هناك لاسيما مايتصل بنظافة الردهات التي تنتشر فيها الأوساخ بشكل مقرف يثير الأستغراب وضعف الخدمات وأنعدامها أحيانا داخل المستشفيات وخاصة مايتصل بأنقطاع الكهرباء المتواصل وعدم توفر الكثير من الأدوية المتعلقة بحياة المريض وعدم المتابعة من مدراء المستشفيات ومديريات الصحة في العديد من المحافظات فضلا عن أستهتار بعض المراجعين وعدم أحترامهم للأطباء والعاملين داخل المستشفيات.

ولأن لنا ثقة كبيرة من أن السيد الوزير الحسناوي والعاملين معه حريصون على تقديم الخدمات المطلوبة للفقراء والمحتاجين فأننا ندعو السيد الوزير ومساعديه للقيام بزيارات مكثفة ومتكررة لمختلف المحافظات لمتابعة الوضع الصحي عن كثب والأيعاز بمعالجة الحالات الحرجة وهي كثيرة ومعاقبة من يستحق العقاب بصرف النظر عن أنتماءه الحزبي أو لقبه أو ماشابه ذلك وتكريم من يقدم الخدمات الجيدة للمواطنين . كما ندعو السيد المفتش العام لأتخاذ أشد الأجراءات وأقسى العقوبات بحق المفسدين الذين يسرقون أموال الفقراء من خلال التلاعب بمشتريات الأدوية والمعدات وماشابه ذلك.

بأختصار، المستشفيات هذه الأيام تعكس صورة سيئة وقاتمة للوضع الصحي في البلاد. والوضع يقتضي أتخاذ أجراءات سريعة جدا لأيجاد حلول سريعة تنقذ الكثير من الفقراء من محن ومآس لايمكن وصفها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com