العودة الى نقطة البداية

 

مصطفى حمه علي  

مواطن من أقليم كوردستان العراق

mostoali@hotmail.com

 منذ تأسيس الدولة العراقية والأطماع الأجنبية عين ساهرة على تخريب بلد الحضارات، وقبل تقسيم وتجزئة دول المنطقة على ضوء نتائج وقوة الدول في الحرب العالمية الاولى هناك مخططات بعدم استقرار بلد الحضارات، بأختصار من زمن الانبياء هناك فتن طائفية وقتال بين المسلمين في المنطقة، وهناك مخططات وتدخلات من دول الجوار وبالتحديد ايران وسوريا وتركيا والكويت والاردن، ناهيك عن دول خلف البحار والمحيطات، هناك من يريد موطيء قدم، وهناك من يسرق قوت الشعب من ابار البترول، والاخر يزود مجموعة على حساب مجموعة اخرى  بالسلاح والمال ليقتل اخوانهم، وذاك الذي يريد عودة اولاد العم ايام الملكية، او الثعالب الرمادية يكشرون انيابهم من اجل حفنة من الاحفاد الكمالية في كركوك، والبعض منهم حولوا ارض العراق مسرحاً للعمليات والمعارك ضد قوات التحالف والقسم الأخر يقتل وينهب  ويفجر بأسم العروبة او الآسلام أو الآحتلال، والنتيجة قتل العراقيين الأبرياء وأغتيال الحضارة والثقافة وأيقاف تقدم وتطور العراق وأغتيال خيرة العلماء والمثقفين والأساتذه والدكاترة وحاملي الشهادات .

لكن مع الأسف نحن العراقيين ومنذ ذلك الزمن لم نتعلم من الدروس ولم نتعظ من الماضي ولم نسمع بالقادة والشخصيات الذين حكموا العراق من أجل العراق و العراقيين بل سرقوا ونهبوا وقتلوا الى ان توسلنا بالأمريكان ودخل القادة الابطال الجدد من العراقيين على ظهر دباباتهم ليحرروا العراق من طاغية وحكم بعثي فاشي قتل وشرد الملايين بلا رحمة في حروب داخلية وخارجية وبلا هوادة . وأبشرونا بالخير والحرية والديمقراطية والتطور والرواتب المجزية والمناصب . وأوعدونا بالوحدة والآخوة وزوال التفرقة والتشرد والسجن والقتل .

بعد حوالي خمسة سنوات من التحرير والأحتلال ماذا كانت النتيجة ؟؟؟؟ قوات التحالف والامريكان وحدهم فقط رغم التسلح الحديث و التدريب المتطور قتل منهم اكثر من 4000 جندي فيا ترى كم من الأبرياء العراقيين العزل ماتوا بدون وجه حق ؟ ولماذا ؟ والمهجرون داخل العراق بالألوف والمشردين  الى دول الجوار بالملايين والهاربين الى دول العالم بالملايين ؟ هذا هو العراق الجديد . ولمصلحة من لانرى الاستقرار في الوسط والجنوب حالهم حال اقليم كوردستان .

لكن هناك شيء على أرض الواقع وملموس ... أقليم كوردستان العراق ... ومنذ الآنتفاضة الشعبانية عام 1991 وأبناء كوردستان يتقدمون خطوة من بعد خطوة وهناك تطور واضح للعمران والمطارات والتنمية الاقتصادية والقيادة الكوردية رغم بعض الهفوات الا انهم احسن بكثير من قيادات البعض من الاحزاب العربية والتركمانية، والوضع الاقتصادي رغم الحصار المتقطع والدائم احياناً من قبل دول الجوار مثل تركيا وايران لآسباب معروفة . وهناك تطور كبير في المجال التربوي والتعليمي من خلال الجامعات والكليات الاهلية والمعاهد الاجنبية للعديد من اللغات، وهناك شبكة واسعة من العلاقات الدولية بأفتتاح العديد من القنصليات والممثليات والزيارات المتبادلة بين رؤوساء ووزراء  حكومة اقليم كوردستان ودول العالم . وأنفتاح حكومة الأقليم على علاقات مع الدول العربية .

تاريخ الثورات للكورد شاهد عيان على أن هؤلاء لايتنازلون عن حقوقهم القومية والوطنية قيد انملة، وقارعوا اعتى الانظمة الدكتاتورية بعد الحرب العالمية الثانية وقاتلوا من أجل الشرف والكرامة لاطمعاً في المناصب والمدن والآموال . وضحوا بمئات الألوف من الشهداء والأسرى والمفقودين والمؤنفلين . والتاريخ شاهد على مدينة حلبجة وقلعة دزة وكيف ان الاوغاد والحقراء دمروا مئات القرى والمدن وكيف انهم لم يرحموا بالاطفال والشيوخ والنساء باقسى انواع الاسلحة المحرومة دولياً. وقطفوا ثمرة نضالهم بالأنتفاضة الباسلة عام 1991 ولحد الان . وبعد سقوط الأصنام من الشوارع كان الكورد سباقين لبناء العراق الجديد جنباً الى جنب مع أخوانهم العرب والتركمان والكلدوأشوريين والأيزيدية والشبك وكل من أراد الحرية والديمقراطية للعراق الجديد، وشاركوا في الأنتخابات ودخلوا مع أخوانهم ليتخذوا القرارات والدستور الجديد تحت قبة البرلمان .

رغم ان للعراق الجديد دستور مثبت وباتفاق جميع اطراف العملية السياسية إلا أن البعض يريدون بكل وقاحة أن يتجاوزوا على حق الشعب الكوردي واكدوا يوم 22 تموز أنهم عملاء لآجندة خارجية وقبضوا الملايين لتمرير قانون انتخاب مجالس المحافظات وتدمير المادة 140 بتثبيت المادة 24 ليثبتوا ان الخونة والعملاء يريدون باعادة العراق الى نقطة الصفر وليكون الكورد هم الضحية مرة اخرى .متناسين ان الكورد ليسوا مغفلين الى هذه الدرجة وان عام 2008  غير عام 1974 ؟؟ وان زمن الخداع والحروب  قد ولى الى الابد .

البرلمان العراقي وبعض الاطراف السياسية اخذوا مسألة مدينة كركوك حجة علنية لآعادة الحسابات والتوازن السياسي على حساب الكورد وضرب مصالحهم وتحطيم البنية التحتية للآقليمِ خائفين ومرعبين من التطور العمراني والأقتصادي الكبير والأنفتاح على دول العالم من خلال علاقاتهم وخبرتهم الميدانية . وأخذوا قسمأ من التركمان في المدينة على أساس هم الضحية العرقية في المدينة بحجة أن الكورد جلبوا اكثر من نصف مليون كوردي لتكريد المدينة وكأنهم يفكرون أن الكورد صنعوا هؤلاء كالآدوات الأحتياطية في مصانع مرسيدس واوبل في المانيا او في مصانع فولفو وسكانيا في السويد وكانهم ليسوا من البشر ان كانوا نصف مليون ؟ متناسين ان تعداد السكان في المدينة حوالي مليون نسمة فأين النصف مليون كوردي المستوردين؟؟ والحقيقة هي ان العوائل المرحلة والمشردة والمهجرة قسراً ايام زمن المقبور الى المدينة حالهم حال التركمان والآرمن والكلدانيين وحتى بعض العوائل العربية وهناك احصائيات ودوائر دولة باشراف الحكومة المركزية وان الحجج الواهية مضحكة وخجوله على بعض الاطراف وصعاليك السياسة في كركوك .

رغم كل ذلك والاحداث المأساوية في حادث التفجير الاخير واطلاق النار من قبل حراس ومرتزقة المخابرات التركية في مقر الجبهة التترية الفنطازية، فأن الكورد والقيادة الكوردية لايزالوا مسالمين ويحبون الخير للاخرين كما يحبون لانفسهم مستعدين للتحاور والتفاوض على المسائل العالقة وان رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني زار مدينة كركوك ووضع النقاط على الحروف وتحدى الجميع بأنسانيه وهناك تحدث الى اهالي كركوك الأصلاء كورد وعرب وتركمان واشوريين وارمن مطالبين بالحوار والسلم والأمان وعودة استقرار الى المدينة، لكن البعض من هم الخونه وباعوا كركوك والوطن ووضعوا الجنسية التركية في جيبوبهم ولهم قصور ورواتب مجزية في تركيا يلفقون التهم بالناس الأبرياء والناس الذين لايروق لهم الصراعات العرقية وهذا الكلام ليس دفاعاً عن الاخت جابوك او الملا يشار والاخرين بل دفاعاً عن المئات من الألوف من التركمان الاصلاء في اربيل و كركوك وتلعفر والموصل الذين عاشوا جنباً الى جنب مع اخوانهم الكورد والارمن والأثوريين والعرب القدماء، وان هؤلاء الخونه والمرتزقة الصعاليك متوهمين ومنخدعين بهوسات عرب الحويجة وشرقاط من بقايا جلادي الحرس الجمهوري الذين كان متعودين على هتافات.... بالروح بالدم نفديك ... ياصدام وهكذا يحلمون باعادة كتابة التاريخ على قوالب ثلج الصيف الملتهب في مدينة مثل كركوك.

البعض من حثالة القومجية الذين يلحسون زبالة صحون الميت التركي من الذين يدعون بانهم مخلصين للتركمان ويتسابقون على التملق للجندرمة التركية يحاولون بعقلتيهم المريضة ان ينصحوا ابناء الشعب الكوردستاني بالتخلي عن القيادة الكوردية من خلال قصص ابعد من الخيال وتلفيق انواع التهم بالقيادة بالأضافة الى تخرصاتهم المستمرة من خلال موقعين او ثلاث بدعم من اشخاص معروفين وباسماء مستعارة باستمرار ويقذفون الناس بالشتائم من خلف الكواليس وتلك الاسماء التي سقط ورق التوت عنهم وافضحهم في المؤتمرات والتجمعات واصبحوا في وادي النسيان . حيث اطلعت عى مقالة احدهم ومن السخرية ضحكت كثيرا حيث ادعى ان الشخصية التركمانية المرحوم عزالدين قوجاوا  كان ضيفاً على المرحوم ملا مصطفى بارزاني في ثورة 1974 وكان البارزاني يفتح بطل كل ليلة يشرب الويسكي والى اخره من اكاذيب . وهنا اود ان اوضح بان المناضل التركماني قوجاوا  التحق بملء ارادته مع العشرات من التركمان بالثورة الكوردية في السبعينيات، ناضل وقاتل جنباً الى جنب مع اخوانه الكورد من اجل هوية كركوك، وان المرحوم البرزاني لم يشرب العرق والويسكي ومن هنا اقدر ادين هؤلاء من كتاباتهم  واثبتوا ان  التركمان منذ الازل  قاتلوا سوية ضد الطغاة مع الكورد في الجبال. وان هذه التهم الباطلة دليل على افلاسكم وحقدكم الدفين والمشترك مع اسيادكم .

اخيرا على هؤلاء المرتزقة وحثالة الميت التركي الصعاليك ان يسجدوا ويركعوا لله سبحانه وتعالى لآن لولا القيادة الكوردية لقام اهل كوردستان بمحو هؤلاء من كركوك والسيطرة خلال ساعات على كركوك مهما كانت حجم القوات المرسلة من الحكومة المركزية لكن هناك استراتيجية وتحالف وقضايا انسانية واخوية لايسمح بالعادات والتقاليد الشعب الكوردي الطعن من الخلف والغدر بالاخرين وصبرهم مثل صبر ايوب والحق يبان اجلاً ام عاجلاً والايام بيننا وسنثبت كلامنا على ضوء الوقائع ومطالب اهل كركوك الاصلاء وهم الذين يحق لهم التحاور والتنافس واتخاذ القرارات الصحيحة وان صعاليك وحثالة الجبهة التترية لايمثلون كل التركمان بل مجموعة من المرتزقة والحشرات الضارة وعند الحاق قلب كركوك بجسد كوردستان سوف نقول لهؤلاء الفرق بين الذين يعيشون في بيوت من الصفائح في ملعب كركوك والذين يعيشون في حي الدولارات يا خاين قارداش . ولكن جاء الدور علينا لنسألكم قولوا لنا مالفرق بين التركمان المساكين الذين يعيشون في بيوت من الطين في مناطق تركمانية في طوز وداقوق ومصلة وبريادي وبين الذين التركمان الذين يعييشون في بياز سراي عند  الاغا والدوغرمجي او في فلل استنبول بدماء التركمان او في قصور في الدول الاوربية وامريكا و كندا بحجة ممثلين لجبهة التترية هناك؟ وماذا يفعلون للقضية التركمانية غير جمع الاموال ونهب الواردات وقضاء السهرات على موائد الشرب في انقره واستنبول وبرلين ولندن وبروكسل فلا تتصوروا اننا لانعرف الحقائق والفضائح عنكم . فاحفظوا ماء وجوهكم وإلا فالحساب عسير على صفحات الانترنت ياجماعة الحثالة والصعاليك واعطوا الفرصة للاصلاء اعادة الحق والحقوق لمدينة بابا كركر الازلية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com