|
الديمقراطية .. (20)
هلال آل فخرالدين التسترعلى الطغاة خيانة: اولا: المدافعون عن الاقوياء يبداون دفاعهم غالبا بالدفاع عن انفسهم .. فيقول لك انا لم ادافع عن الخليفة الفلاني اوالاميرطمعا في شيء اوخوفا من شيء. ولكني ادافع عن الاسلام والعروبة . وهذا منطق الجهل والعصبية والهوى فالاسلام ليس مقروننا بالظلمة والعتاة والجهال . ثانيا: المفروض ليس فقط نقد اولئك(الخلفاء والامراء ومرتزقة المعممين ) وبيان عوارهم وفظح مسالكهم بما ارتكبوه من جرائم وسود الصحائف بل التبراء منهم بما أرتكبوه فضائع وما تابعوه باالابتعاد عن الشريعه..والانحراف عن الرسالة.. فاستتبعه تراجع باحوال الامة وتقهقرا في امسار الحياة وانكفاء في مسيرة الاسلام وكذلك ماسعوا جاهدين من نشر الفرقة وتشتيت جمع المسلمين وظرب بعضهم ببعض لاشغالهم وتفتيت عضدهم لاجل البقاء في التحكم بمصائر العباد والعبث بمقدرات البلاد والاهم نكوصهم عن نشرالرسالة في الامم والشعوب بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم اهتمامهم في بناء الشخصيه الاسلاميه الرساليه بابعادها المختلفه بحيث يكون من نتاج التربيه ومحصلتها الانسان الصالح الذي يسير في طريق الكمالات الالهيه ذاتيا ويتحمل مسولياته تجاه المجتمع الانساني والاسلامي ويكون قادرا علي الانسجام ولحركة والتأثير ضمن المجتمع الكبير واذا درسنا تلك الحقب التي امتدت فيها الرقعة الاسلامية شرقا او غربا وما كان يدخل من اموال الى ميزانية الخلفاء حسب احصائيات كتب الخراج والرحلات فتلاحظها ارقاما فلكية والتي قدرها د.عبد الجبار الجومرد بمليارات الدنانير الذهبية سنويا من غيرالغلات والمنسوجات والمفروشات والحلي والمجوهرات والتي كانت تذهب الى جيوب الخلفاء والامراء لتبذيرها في الهو وبناء اقصور وعلى الشعراء والغواني والغلمان ولم يكن يذهب منها ولو جزء قليل لنشر تعاليم الاسلام وتبليغ ثقافته وبعبارة اخرى لم يسعوا لتبليغ الفكر الاسلامي وكان جل اهتماهم منصب على جوانب الفتح والعسكرة لتوسيع رقعة املاك امير المؤمنين ومولانا السلطان. لذلك نلاحظ انحسار الاسلام عندها بمجرد الاطاحة او سقوط الانظمة الحاكمة مثلا (الاندلس) و(صقلية) و(اليونان ) و(بلغاريا) و(جورجيا) و(كرج ستان) و(هنكاريا).بينما نلاحظ مناطق لم تفتح عسكريا بل دخلها الاسلام عن طريق العلماء والمبلغين الفارين من استبداد الطغاة فتمكن الاسلام فيها من قلوب وعقول شعوبها امثال (اندونيسيا) و(ماليزيا) و(بروناي) و(السنغال) و(كينيا) و(اوغندا) و(ونيجيريا) و(مالي) و(البوسنة). ثانيا:ان المصادمة للطبيعة الانسانية والممانعة للفطرة البشرية في فضاء الحرية الفكرية والعقائدية والتعددية نتيجتها الفشل الذريع والانهيار السريع مهما طال الزمن وتنمر في سبيلها فرضها الحكام وبالغ بتبريرها الوعاظ ..ومع شديد الاسف ونحن لازلنا لاهون وفي الغي سادرون والى الان على ذلك المنوال رغم اننا على شفى بركان ومحاطون بخصوم واعداء. ثالثا: انه حان الوقت لان نعيد الاعتبار لكثير من الثورات التحررية الكبرى الناقمة على الاستبداد وكذلك المذاهب الفقهية والمدارس الفكرية التي لايمكن تجاهلها ونفضت الغبار وصرحت بانحرافات وتشويهات الرسالة على ايدي زبانية السلطان وتحدت جبابرة العصور لاعادة المنهج الاسلامي الصحيح والحكم بسياسة العدل والين والتسامح والاحترام واعادة فتح باب الاجتهاد ولكن زوروااهدافها وطمست جهودها وسحقت رجالها وهذا ما صرح به العلامة احمد امين في كتابه (فيض الخاطر) وما حدث سابقا عاد وحدث مثلة لاحقا لان المنهج الاسلامي التحرري والفكري ينبع من عين صافية لاينضب معينها ولا يجف عطائها ولن تعقم امة من الامم ولا فترة من الفترات من انجاب الافذاذ والعباقرة. رابعا: المفروض فينا ان ننتفض اولا على ذواتنا ونحرر انفسا من العبوديات للاصنام وثانيا ان نترفع عن النظرات الضيقة والاطرالمذهبية والنزعات الفئوية والعصبيات القبلية والتوحد لاجل تنيزه ديننا من بغيهم وحضارتنا من جهلهم وتاريخنا من شرهم فهل من الدين اومن العقل ان نقرن الاسلام بهولاءالظالمين.ان الحق ليس مقرونا بالرجال والاشخاص فبالحق يعرف الرجال والاشخاص. خامسا: لاشك ان الشعارات والجمل الساخنة وخطب الجمعة التعبوية والفبركات والمضحكات المبكيات لاتحل مشكلة سوى ندب الصياح الحماسي المزعج والتسطيح الفكري الممل اصبحت بظاعة كاسدة لاتجدي نفعا ولاتحل مشكلة ولاترفع ظلامة سادسا: وان لغة الخطاب الاسلامي بصيغه الراهنة وصياحه وزعيقه لايصلح الا لنا نحن لما درجنا عليه والفناه وهولايصلح لخطاب غيرنا من امم وشعوب لاختلاف الثقافات وتباين الفلسفات وتغايرالافكار سابعا: ان هم معممي هذا الزمان هو المتاجرة الرخيصة بالمقدس والشعائرالدينية لذر الرماد في العيون لاجل تمشية مطامعهم وتنفيذ مأربهم وتثبيت مواقعهم ثامنا:تحيلهم مؤسسات المجتمع المدني الدعوى والخدمي للدعاية والاعلام لهم ونشر مفاهيمهم وكل ماتبغيه هو وتجهيل المجتمع بدل تذكيره وتوعيته ليبقوا جاثمين وحاصدين لجهد العامة تاسعا: ويجب الاعتراف بالمعضلة العظمى من كون تراثنا وتاريخنا يزخر بالكثير من المتفجرات والتظخيمات المقدسة للتوافه كما هو مملوءبالموضوعات والاساطير التي تزكم الانوف هذا من جهة ومن جهة اخرى ان اكداس التأويل للتراث تجعل ازمة في الامة ولابأس عندنا في البحث عن اسس تلك المرويات والتي اكتسبت بثوب الابهار حد الاعجاز في تاريخنا ولابأس لدينا ولاعلينا إن وجدنا لها تبرير لايصادم العقائد الثابة لكن دون افتئات على حقائق التاريخ وعملية المنهج عاشرا:وبغرض وضع ذلك التاريخ وتلك الاحداث في حجمها الصحيح ومقامها الفعلي من التاريخ انه بالامكان حل إشكاليات التاريخ ليس بنزوع مغالي او تعصبي او عنصري وانما بغرض علمي تماما لايستطيع احدا ان يصادر عليه او يزايد بل باعتبارها مواد قابلة للفحص والتمحيص ولامساك بها بحيث يمكن ضبطها ضبطا دقيقا يضعها في حجمها بعيدا كل البعد عن التوتر والعصبية عن المفاضلة بين الاشخاص قد تخرج بعض المقررات الايمانية التي لايصح جرحها او لايصح التنازل عنها كالمفاضلة بين الاعصر واحاطتها بالقداسة وجعلها عناصر ضاغطة تسمح بمنحهم تلك المنح فنحن اذن امام تاريخ مصنوع بايادي مهرة في ريافة الفجوات واحيط شراك عظيمة وفنا هائل ورائعا ومثيرا للاعجاب في تزوير حقائق التاريخ والعقائد لصالح فكر تسلطي عباسي قد وقفت وراءه امبراطورية ورسمته تقنيات كبار فطاحل الشيوخ واسست قواعده موجات من علماء السوء ودعمته شرعية مصطنعة وايدته مدارس تابعة زيفته عقول نادرة وصاغته اقلاما افاكة فهو وان كان كالعهن المنفوش الا انه يحدث كل انبهارا إزاء ذلك التكينك التضليلي العالي الجودة والامتياز ويتالق تحت ستار براق من مناجم التاريخ المغموس بالماضي الحضاري التليد حيث العقلانية والعلمية والصرامة في متن الرواية والجرح والتعديل في سند الرواة لينقض نهشا لثوابت النصوص (القران والسنة) وطبعا لايقوى على فك منظومة تلك الالغاز او اكتشاف مكامن الشراك والفخاخ وتزييف الدلالات اخذا بعضها برقاب بعضه وتمة تليقاتها وترتيباتها بحرفية عالية الجودة وابإتقان غاية في الكفاءة الا من خلال مجاميع من اساطين العلم والتبحر وفي مختلف العلوم النقلية والعقلية ممن لا يالون الا الحق مهما وعر الطريق وطال السرى. وفي ظروف تطحننا طحننا ونحن نرزح تحت كلكل من المعضلات سببت هذا الانكفاء والتاكل الداخلي ولتدهور المريع في مسارات الامة كافة حتى اصبحت في مهب الريح وهنا اشير : اولا : لست اريد للقارئ ان يتصور ولو باقل قدر انني قد احطت بكل ما يتعين ان احيط به من اطلاع و المام بجميع جوانبه ومن مختلف جهاته من رؤوى ونظريات ودراسات وبحوث وكتابات ولست كذلك اهل التنظير ومن رجال الفكر واصحاب التحقيق ممن يدلو بلوه في رحاب المعرفة وعالم الفكر ومجالات البحث فما اقوم به ماهو الا نفثات جهد المقل وخطرات الذهن رغبه في الاسهام ولو بفك بعض الرموز واماطة اللثام عن شيء من المحذور في المعركه المستمرة منذوا القدم والمستعرة الان بلبوس شتى وانماط مختلفة تفوق التصور لحبك ايساليبها بلتقنيات الفنية الجديدة والاسالبيب الشيطانية الخبيثة والوسائل الاعلامية المؤثرة مشفوعة بالقوة الرهيبة .وفي رحاب هذه الهجمة الشرسة والتحديات الكبرى فاذا قسنا مالدينا من امكانات ووسائل معهم فنحن ليس فقط الاضعف والافقر بل نحن لاشيء مع مايلكونه من قدرات والطامة الاخرى التي تعصف بالامة كذلك هي قوى الظلام الفكري الذي فرضه المتأسلمون فرضاعليناان نخوضها. ليس الا لان هذه المواضيع الواسعة والعميق الجذوروالمتشعبه الاتجاهات هي في الواقع تحتاج وبشكل رئيس لجهود مكثفة ليس فقط من اصحاب الاختصاصات واهل الدراية والباع الطويل والمراجع ولكن من التنويرين المثقفين المفكرين المصلحين والمجدين الذين يخوضون فعل التنوير لكل اللشعوب ويسعون به نازلين لمجموع الامة وثانيا: انها محاولة اولية لازالت الضباب حول جنبات من هذه المواضيع وكثيرما تسبب من الوقوع في اخطاءلاحصرلها بسبب تاويلات زائفةوتمحلات فاظحه لا تجد لها اساساوتسبب تعميات اعتقد بان اكثرها لم يعد صحيحا. وثالثا: كماولا يخفى على الباحث البيب من طمس لكثير من الحقائق واخفاء مزيد من الاحداث عصبيتا وجهلا وحقدا راكبتا متن الشطط وعدلت عن الطريق المستقيم وختراع كثيرا من الشخوص وابتداع كثيرا من الاحداث واصطناع كثيرا من المسميات التي ليس لها اي سند تاريخي صحيح ولا مدرك وثيق الا الهوى والتزوير مما يتطلب كشف ما غمض من الحقيقه حتى يزول لبس المبطلين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |