لننتمي… و لكن عراقيين ….

 

د . محمد الموسوي

drmalmousawi@gmail.com

أصبح العراق وما يدور فيه موضوعًا مثيرًا ومدعاة للسخرية ... فكثيرًا من الأسئلة الهائمة وطبعًا هي أسئلة دائمة الثورة إلا أنها حائرة هائمة بلا جواب... وعلى ما يبدو أن العراق الجديد لم يولد بعد ولن يولد مادام أولئك المكفوفون ومادام الاصلا‌ء الانقياء غائبون ومادامت لغة التنكيل والتشهير والاستخفاف والطعن والتغييب قائمة... وفاجعة أن تجد مستصرخين أشداء من الأمس متعطشين إلى الاعتلاء على قمة عروش الجلادين أو أن أكون مثالاً خاطئًا أمام الكون وسببًا فاحشًا للنيل من امة لا ذنب لها ولا جرم سوى انتماء أولئك الجلادين الجدد لها... ومن المؤسف أن يترفع هولاء ويتقدموا على ذوي البصائر والألباب والأكثر ألمًا وأسفًا أن يكونوا جزءًا من ايديولوجية دينية... مؤلم أن يكون مصير العراق وشعبه معلقًا بيد فئة أو أكثر من هذه الأنواع القائمة على مصادرة حقوق الغير... وكارثي أن يكون جارك كيانًا يرى في دمارك وموتك عزًا وازدهارًا واستمرارًا لوجوده...

هذا الجار الميؤوس منه، وهذا الإعلام المؤدلج بايديولوجيا الجار اللامنتمية لأي منطق أو عرف أو قيم بشرية يمكن الاتفاق عليها الأول (الجار الميؤوس منه) لم يدخر وسعا في هدم العراق والهيمنة عليه وتغذية الفتنة القائمة فيه كذلك لم يدخر وسعًا في كسر هيبة الدولة والقائمين على السلطة في العراق ودعم التمرد القائم على السلطة وعرقلة وتشويه العملية السياسية في العراق... هذا هو النظام الإيراني وهكذا كان ولا يزال ولن يتغير إلا انه يسمى بالنظام الحاكم في إيران وله مبرراته التي تراها شرعية من جانبه لإدامة سلطانه ... إلا أن الإعلام (العراقي) المؤدلج بايديولوجية نظام طهران بلغ الذرى في تنكيله بالعراق وأهله وتشويه الإعلام العراقي المفترض بأن يكون جديدًا و أن يكون حرأ و أن لا يكون على غرار إعلام الأنظمة الرجعية الشمولية و أن يكون أفضل مما كان وإلا فقد شرعيته كاملة... كثير من المسميات خارج معانيها ... كثيرًا ما تمنينا أن يكون المناضلون قائمين سائرين على مبادئهم وإعلاميين مهنيين حريصين على شرف مهنتهم وسياسيين يمتلكون قراراتهم وأفكارهم ورؤاهم عراقية والفرات ضمن المسميات وامتدادًا للأصالة والجذور...

بعد، فقد بلغت المرارة الحلقوم و طفح الكيل جراء نهج وسلوك اللامنتمين و الهواة الذين يباغتوننا كل يوم بخيبة أمل و نكبة جديدتين و كثيرًا ما طالعتنا الفضائية العراقية بكم لا بأس به من هذه النمطية المشوهة للصورة العراقية و المربكة للبناء و... و كثيرًا ما تمادت الفرات في إبداعها وتعلقها لايديولوجية غير عراقية و إبداع وحماسة لغير العراق وخارج الأطر المهنية المألوفة حتى وصل إلى حد التعدي و النيل من أبناء العراق... من أبناء الجنوب الأصيل... هذا الجنوب الذي أوصلهم إلى سلطانهم وأوجد الفرات وغيرها وجعل لهم حيزًا من الوجود... كل هذا التنكيل من أجل نظام طهران الذي يعتبر العراق وشعبه وقفًا شرعيًا ممتدًا له هناك من هو ملزم بإشباع رغبات نظام طهران ودفع إتاوة وضريبة لقاء مواقف هشة وفقيرة ومنزوعة... و قد دفعت ضريبتها في حينها بسخاء ولاموجب لأي من الضريبة والسداد والولاء الآن... الولاء المطلوب للعراق فقط ولا ينبغي أن يكون لغير العراق... الولاء لمعاني المفردات بعد إجادة ثقافتها...

طفح كيل شيعة العراق بسبب تدخلات وإرهاب نظام طهران في العراق ولم يكن أمامهم سوى إعلان استنكارهم له ولجرائمه ورفض وصايته... ومن البديهي أن تقوم قائمة نظام طهران بعد إفلاسه وانكساره خصوصًا بعدما أعلن شيعة العراق شجبهم واستنكارهم ورفضهم لنظام طهران ومن يسانده في تدخلاته في العراق في بيانهم المليوني الذي وقعه أكثر من ثلاثة ملايين شيعي عراقي في مؤتمر حاشد باركه السنة والشيعة و المسيحيون و العرب و الأكراد وكافة القوى الوطنية العراقية وكنا نتأمل إن تنضم كل وسائل الإعلام المرئي العراقي لإسناد هذا الموقف الشيعي الأصيل الذي يرفض التبعية والرجعية... إلا أن الفرات تبرأت من الفرات ورفضت مشاركة أبناء الفرات في محنتهم وأنشغلت بتأدية فروضها وواجباتها بمعزل عن هموم العراق وأهله... غير مدركة أنه لودامت لغيرهم لما وصلت إليهم وأن من قصف عمري والملك قاصف عمرهم والملك فلا داعي أن نوقع بأنفسنا بجهلنا وتجاهلنا في ما أوقعه غيرنا بنفسه بجهله وغفلته وجبروته وتعنته ... والخيار هو العدالة الاجتماعية و فلسفتها.. التسامح و قبول الآخر بتمدن وإصلاحية إن تطلب الأمر إلى جهد جهيد وتضحيات وإيثار ويتفق معي المنتمون أن العراق وأهله يستحق ويستحقون خالص الإيثار.. أمنيتي أن يتمسك الجميع بولائهم للعراق وأن يكتفي البعض بما دفعه من ضريبة لنظام طهران ... وكذلك يعلموا أن العراقيين ليسوا معنيين ولا مسؤولين عما لحق بنظام طهران من هزائم جراء تدخلاته في العراق وعدم التزامه بالأعراف والمواثيق الدولية وعليه لا يعبر الإعلام العراقي والرأي غير المنتمين للعراق إلا عن رؤية وإيديولوجية غير صحيحة وغير سليمة ومرحلية وعلى الجميع أن يدركوا بأن روح الفكر الشمولي هي روح شيطانية وغير معمرة والأفضل تلافي هذه المرحلة ...

بسطاء الناس من المعنيين ببلدهم ومجتمعهم يدركون حاجة العراق في حاضره ومستقبله وأن العراق الجديد يجب أن يكون ديمقراطيًا بروح وجسد الديمقراطية وبعيدا عن روح الشمولية والعنف والدكتاتورية بأي ملبس كان وعليه لن يكون نظام طهران الشريك المطلوب للعراق الديمقراطي (العراق الجديد) عراق حقوق الانسان ... وإنما إيران الجديدة .. إيران  الديمقراطية مع القوى الديمقراطية الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية.. بيان الثلاثة ملايين شيعي كان بيانا ملمًا مدركًا صائبًا مصوبًا دقيقاً وشجاعًا مشخصًا لأعدائه ومحددًا لحلفائه وهوية العراق الجديد وللجار الجديد وإعلان التحالف مع منظمة مجاهدي خلق، كل ذلك لم يأت من فراغ وهذا ما هيج الدنيا في طهران وغيرها وتبع ذلك عاصفة بالفرات وغيره .. وأتمنى ألا يندم الغافلون .. ليكن لنا وجود كامل ,, رأي عراقي ...قرار عراقي .. وروح متحضرة دعوا ما كان وراءكم .. انتصروا على أنفسكم .. إلى عالم أفضل.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com